أطفال سورية.. صراع البقاء يطيح بأحلامهم الدراسية

04 ديسمبر 2022
عمالة الأطفال في سورية تتحول إلى جرح نازف (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

يعمل معظم أطفال سورية، التي تطحنها الحرب منذ 11 عاماً، في مهن شاقة لإعالة أسرهم، ليتخلوا بذلك عن أحلامهم الدراسية، ويشكل الأطفال النسبة الأكبر من ضحايا الحرب الدائرة في سورية منذ مارس/آذار 2011.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن 2.4 مليون طفل على الأقل غير قادرين على ارتياد المدارس في سورية، لتتحول عمالة الأطفال إلى جرح نازف.

الصورة
عمالة الأطفال في سورية (محمد سعيد/ الأناضول)
عمالة الأطفال في سورية (محمد سعيد/ الأناضول)

ودعماً لسبل عيش أسرهم، يعمل الملايين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، سعياً للبقاء على قيد الحياة في بيئة خلفها الاقتتال والنزوح، بدلاً من أن يكونوا في مكانهم الطبيعي خلف مقاعد الدراسة. 

ويمتهن أطفال سوريون في مدينة إدلب، شمال غربي البلاد، الذين نشأوا وأعينهم تشهد هجمات النظام السوري وحلفائه، أعمالاً مختلفة كصيانة السيارات والخياطة والخبازة.

ويقول الطفل خالد زرزور (14 عاماً) الذي فقد والده جراء غارة جوية شنّها النظام السوري عام 2015، في تصريحات لمراسل الأناضول، إنه ووالدته يعملان لإعالة أشقائه الخمسة، مشيراً إلى أنه كان يعمل في ورشة لتصليح السيارات مدة عامين، لافتاً إلى اضطراره لترك المدرسة لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة، وللاعتناء بأسرته.

وأوضح زرزور، الذي يقيم في إدلب، أنه يكسب في الأسبوع 125 ليرة تركية (الدولار الواحد يعادل نحو 18.6 ليرة)، حيث يتداول سكان إدلب العملة التركية بدلاً من العملة المحلية السورية التي انخفضت قيمتها بشكل قياسي، وذلك بهدف الحفاظ على قوتهم الشرائية.

الصورة
عمالة الأطفال في سورية (محمد سعيد/ الأناضول)
عمالة الأطفال في سورية (محمد سعيد/ الأناضول)

وأضاف: "نعمل أنا وأمي لنعتني بإخوتي، وأقوم هنا بإصلاح محركات السيارات، أتمنى أن أتعلم هذه المهنة في المستقبل"، مشيراً إلى أنه يعمل في الورشة 10 ساعات على الأقل يومياً، متابعاً: "أفتقد اللعب مع أصدقائي، لكني أعمل طوال اليوم، وبعد العمل أعود إلى المنزل مباشرة".

وبسبب إصابة والده بمرضي السكري والقلب، تخلف عبد الكريم سليمان، من محافظة إدلب، عن مقاعد الدراسة في سن مبكرة وتوجه إلى سوق العمل.

وأفاد الطفل سليمان البالغ من العمر (13 عاماً) أنه يسعى للاعتناء بإخوته الأربعة من خلال عمله، لافتاً إلى أنه يكسب 20 ليرة تركية أسبوعياً، مؤكداً أن المبلغ المذكور لا يكفي لشراء الخبز والخضراوات.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتابع: "كنت أعمل سابقاً في مهنة إصلاح هياكل السيارات وطلائها، الآن أعمل في صيانة كهرباء السيارات، أصلح مشاكلها الكهربائية"، موضحاً أنه يعيش على أمل العودة إلى المدرسة، "أفتقد القيام بواجباتي المدرسية، أعمل هنا من الساعة 7 صباحاً حتى 8:30 مساء، أمنيتي أن يمد الأغنياء يد العون للفقراء".

ويعمل حسن حفسرجي في ورشة لنجارة الألومنيوم، حيث قال إنه يبدأ في الساعة 07:30 صباحاً ويستمر حتى الساعة 17:00 مساء، لإعالة أسرته المكونة من 5 أفراد، مردفاً "أقوم بأعمال التنظيف والترتيب في الورشة، أحب مدرستي ولكن لا يمكنني ارتيادها، لأن عليّ مساعدة أسرتي".

وأوضح حفسرجي أن أمنيته الوحيدة هي ارتياد المدرسة، "أكسب 50 ليرة تركية في الأسبوع، المال الذي أكسبه لا يكفي لإعالتنا، أقضي يومي في تعلم المهنة مع صاحب العمل".

(الأناضول)