أطباء في القدس يطالبون بإجلاء 25 ألف مريض من غزة لتلقي العلاج في الخارج

03 ديسمبر 2024
أطباء في مستشفى أوغستا فكتوريا - المطلع، القدس المحتلة، 3 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طالب أطباء فلسطينيون ودوليون بإجلاء 25 ألف جريح ومريض من غزة إلى مستشفيات القدس عبر ممر إنساني بسبب تدهور الأوضاع الصحية نتيجة العدوان الإسرائيلي.
- شدد ممثل منظمة الصحة العالمية على أهمية تسهيل الوصول الإنساني إلى غزة، مشيرًا إلى الحاجة الماسة للإمدادات الطبية وإجلاء المرضى، ودعت المديرة العامة لمركز الأميرة بسمة إلى حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة.
- يعاني قطاع غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار، وأكد المسؤولون الطبيون على ضرورة إعادة فتح الممر الإنساني للسماح للمرضى بتلقي العلاج.

طالب أطباء فلسطينيون وآخرون من جنسيات مختلفة بإجلاء 25 ألف جريح ومريض من قطاع غزة المحاصر والمستهدف، ونقلهم إلى مستشفيات مدينة القدس المحتلة عبر الممرّ الإنساني بين المنطقتَين. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدوه في مستشفى أوغستا فكتوريا - المطلع بالقدس الشرقية، تزامناً مع استفحال آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها على القطاع وخروج معظم المستشفيات فيه عن الخدمة.

وأوضح الأطباء أنّ التقديرات تشير إلى أنّ 25 ألف شخص في قطاع غزة يحتاجون إلى رعاية طبية منقذة للحياة بسبب وضعهم الخطر. وبالتالي طالبوا بإجلائهم من القطاع إلى مستشفيات القدس، وحدّدوا ثلاثة إجراءات رئيسية لمعالجة الأزمة. الإجراء الأوّل يقضي بـ"إنشاء ممرّات إجلاء طبي آمنة لتأمين طرقات للمرضى نحو مستشفيات القدس أو الضفة الغربية المحتلة أو دول ثالثة". أمّا الإجراء الثاني فـ"إنهاء فصل الأسرة من خلال ضمان بقاء الأفراد معاً في أثناء العلاج"، والثالث "دعم حق الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم في العودة إلى ديارهم بقطاع غزة بعد تلقي الرعاية الطبية اللازمة، من دون الحاجة إلى الاختيار ما بين صحتهم ووطنهم".

في هذا الإطار، قالت الطبيبة المتخصصة في أورام الأطفال خضرة سلامة إنّ من غير الممكن تصوّر معاناة الأطفال في قطاع غزة، إذ إنّ كثيرين منهم لا يستطيعون الوصول إلى علاجات السرطان المنقذة للحياة، والتي كانت بالفعل نادرة قبل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ نحو 14 شهراً. أضافت سلامة، في المؤتمر الصحافي نفسه، "لا يمكننا أن ندع هؤلاء الأطفال يموتون لمجرّد أنّهم لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها بشدّة".

صحة
التحديثات الحية

لا بدّ من إجراءات منقذة للحياة للمرضى في غزة

من جهته، شدّد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن على أهمية تسهيل الوصول الإنساني، مبيّناً أنّ ثمّة "حاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية وإجلاء المرضى، والسماح للفرق الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة لتقديم الرعاية المنقذة للحياة". وبدورها، دعت المديرة العامة لمركز الأميرة بسمة (بنت طلال) في القدس فيوليت مبارك إلى "اتّخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حقوق الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة". وشدّدت على أنّ "كلّ طفل في قطاع غزة يستحقّ الحصول على التدخّل الطبي المبكر والخدمات المنقذة للحياة في سياقه الفلسطيني".

تجدر الإشارة إلى أن ثمّة ستّة مستشفيات متخصّصة في القدس تقدّم منذ عقود الرعاية الصحية لفلسطينيي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إلى جانب سكان المدينة نفسها. لكنّ الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصول الفلسطينيين إلى القدس من دون تصاريح خاصة، علماً أنّ سلطاته توقّفت عن إصدار هذه التصاريح لسكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبعد إغلاق معبر رفح الحدودي ما بين قطاع غزة ومصر في شهر مايو/أيار الماضي، وإثر سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، لم يعد ممكناً نقل المرضى والجرحى من قطاع غزة إلى خارجه. يأتي ذلك في حين تعاني مستشفيات القطاع نقصاً في الأدوية والعلاجات بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية وما نجم عنها من نقص في مستلزمات الرعاية بالإضافة إلى مقتل كوادر طبية واستهداف سيارات إسعاف.

وعلى مدى أكثر من عام، أخرجت إسرائيل معظم مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة، من خلال القصف الممنهج والاقتحامات المتكرّرة واستهداف الكوادر والجرحى والمرضى في حرم تلك المستشفيات بمزاعم وجود مقرّات عسكرية تابعة لحركة حماس فيها، الأمر الذي نفته الحركة مراراً فيما لم تتمكّن إسرائيل من إثبات صحة ادّعاءاتها حتى اليوم.

شعور بالعجز في قطاع غزة

في سياق متصل، وصف الرئيس التنفيذي لمستشفى أوغستا فيكتوريا - المطلع فادي الأطرش الوضع في قطاع غزة بأنّه "كارثي"، مشدّداً على أنّ "إعادة فتح الممرّ الإنساني أمر ضروري حتى نتمكّن من الاستمرار في تقديم العلاجات المنقذة للحياة في مستشفيات القدس، حيث لدينا القدرة والخبرة الطبية". أضاف الأطرش لوكالة الأناضول: "مطلبنا أن يحصل جميع مرضى غزة على فرص العلاج، وأقصر الطرق وأكثرها فعالية هي السماح لهم بالخروج من القطاع إلى مستشفيات القدس والضفة الغربية".

وأقرّ الأطرش: "أشعر بحزن وإحباط شديدَين، وكذلك بعجز أشدّ". وأوضح: " نشعر بالإحباط لأنّنا غير قادرين على مساعدة أهلنا هناك، ليس لأنّنا لا نستطيع أو لأنّ لا قدرة لدينا، إنّما لأنّنا ممنوعون من القيام بذلك". وناشد "المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في كلّ أنحاء العالم السماح لنا بمساعدة شعبنا".

بدوره، قال المدير التنفيذي لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان غاي شاليف إنّ "من غير الممكن تجاهل المعاناة في قطاع غزة، وإعادة فتح الممرّ الإنساني هو الحلّ المستدام الوحيد للطوارئ الطبية المستمرّة التي تكلّف أرواحاً كلّ يوم". أضاف لوكالة الأناضول: "لا أعتقد أنّني أستطيع التحدّث عن الأمل الآن، لأنّ الناس يتعرّضون للهجوم (الإسرائيلي) في أماكن سبق أن حُدّدت آمنة". وتابع شاليف: "يتعرّض الناس للهجوم في طريقهم إلى الأماكن الآمنة وكذلك في المستشفيات"، مؤكداً أنّ "الأطفال في المستشفيات يتعرّضون للهجوم وهم يتلقّون علاجاتهم". وأردف شاليف: "لا أعتقد أنّ ثمّة مجالاً كبيراً أمام المدنيين في قطاع غزة للأمل بالسلامة طالما أنّ الهجمات (الإسرائيلية) متواصلة هناك، وطالما أنّ أيّ نوع من القيود لم يُفرَض على إسرائيل" حتى توقف ما ترتكبه بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون