نظّم عاملون طبيون اليوم الأربعاء، وقفات احتجاجية في مدن وبلدات عفرين والباب والراعي وجرابلس ومارع بريف حلب، طالبوا فيها بالمساواة بينهم وبين الموظفين الأتراك، الذين يعملون في ذات المنطقة، ويتلقّون رواتب وعلاوات تزيد على رواتب السوريين، حيث إن الحد الأدنى لأجر الطبيب التركي العامل في المستشفيات السورية هو 16365 ليرة تركية، بينما لا يتجاوز أجر الطبيب السوري خمسة آلاف ليرة، بحسب المحتجين.
وجاءت الوقفة نتيجة لتجاهل وزارة الصحة التركية، التي تشرف على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب، مطالب العاملين التي تقدّموا بها في أواخر يوليو/تموز الماضي، ونصّت حينها على مطالب، من أبرزها المساواة بين الأطباء الأتراك والسوريين.
وقال الطبيب العامل في مستشفى مدينة الباب، عبد المنعم واكي، لـ"العربي الجديد": نحن مستمرون بهذا الحراك حتى نحصل على حقوقنا كافة، التي ورد ذكرها في الاتفاقيات الموقعة مع الدول والمنظمات التي تموّل المؤسسات الطبية في الشمال السوري، والتي تنص على منح 1200 دولار للطبيب، و400 للممرض، وطالب "واكي" الحكومة التركية بتعويض العاملين في المجال الطبي عن النقص في أجورهم منذ عام 2017، وهو تاريخ إشراف الحكومة التركية على المؤسسات الطبية بريف حلب.
بدوره، قال الفني في قسم الطوارئ في مستشفى الراعي، والمشارك في إحدى الوقفات، فهد الداخل لـ"العربي الجديد" إن مطالب المحتجين اليوم تنص على ضرورة تحويل توصيف العاملين في العقود من متطوعين إلى عاملين، إضافة إلى زيادة الرواتب، والتعويض عن السنوات التي مضت، لافتاً إلى أن العاملين سيصعّدون في الفترة القادمة، وقد يلجأون للإضراب إذا لم تستجب الحكومة التركية لمطالبهم.
وأضاف أن السلطات التركية منعت العاملين الطبيين السوريين المقيمين على الأراضي التركية من دخول سورية اليوم، في خطوة فسّرها على أنها "تخوّف من قبل السلطات في مشاركتهم بالاحتجاجات" التي قد تتطور في الأيام القادمة.
وكانت الكوادر الطبية قد أصدرت في يوليو بيانات، واحتجت على "التمييز" القائم في المنطقة التي تخضع للنفوذ التركي، وتديرها مؤسسات تابعة لولايات غازي عنتاب وأورفة وهاتاي التركية، بعد تسريب جداول الرواتب للعاملين السوريين في الشمال السوري.
وتشرف وزارة الصحة التركية على المستشفيات التي تأسست بعد عام 2017 في أرياف حلب بعد العمليتين العسكريتين التي أطلقت عليهما اسمي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".