أشد موجة جوع في تاريخ جنوب السودان هذا العام

09 يناير 2022
المزيد من السكان سيواجهون الجوع (Getty)
+ الخط -

احتضنت يايار كول ابنتها البالغة من العمر عاماً واحداً، والتي تُعاني من سوء التغذية الحاد في أثناء سفرهما لمدة 16 ساعة على متن قارب مزدحم إلى أقرب مستشفى لقريتهم في ريف جنوب السودان.

على مدى أشهر، كانت كول تُطعم أطفالها الأربعة مرة واحدة فقط في اليوم، فهي غير قادرة على الزراعة بسبب الفيضانات الكارثية، ولا تتلقى مساعدة غذائية كافية من الحكومة أو جماعات الإغاثة. إنها تخشى أن تموت ابنتها.

تقول كول: "لا أريد أن أفكر في ما يمكن أن يحدث".

كانت كول البالغة من العمر 36 عاماً جالسة على سرير في المستشفى، في فانجاك القديمة بولاية جونقلي التي تضررت بشدة، وحاولت تهدئة ابنتها، مع إلقاء اللوم على الحكومة لعدم بذل المزيد من الجهد.

مرّ ما يقرب من عامين منذ أن شكل جنوب السودان حكومة ائتلافية في إطار اتفاق سلام هشّ لإنهاء حرب أهلية استمرت خمس سنوات، وأغرقت البلاد في براثن المجاعة، ومع ذلك قالت كول إنه لم يتغير شيء.

(Getty)

وأضافت: "إذا كان هذا البلد ينعم بالسلام حقاً، فلن يكون هناك جوع، كما هو الحال الآن".

وقالت منظمات إغاثة إنّ المزيد من السكان سيواجهون الجوع هذا العام في جنوب السودان أكثر من أي وقت مضى.

يرجع ذلك إلى أسوأ فيضانات منذ 60 عاماًَ، فضلاً عن الصراع والتطبيق البطيء لاتفاقية السلام الذي حال دون توفير الكثير من الخدمات الأساسية في البلاد.

في السياق ذاته، قال الممثل القطري لبرنامج الأغذية العالمي ماثيو هولينغورث، في جنوب السودان: "كان عام 2021 أسوأ عام منذ الاستقلال في السنوات العشر من حياة هذا البلد، وسيكون أسوأ في عام 2022. انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات مروعة". وفيما أحدث تقرير عن الأمن الغذائي تعدّه جماعات الإغاثة والحكومة لم يصدر بعد، قال العديد من مسؤولي الإغاثة المطلعين على الوضع إن البيانات الأولية تظهر أن ما يقرب من 8.5 ملايين شخص - من أصل 12 مليوناً في البلاد - سيواجهون الجوع الشديد، أي بزيادة 8 بالمائة عن العام الماضي.

وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وأضافوا أن ولاية فانجاك الأشد تضرراً أصبحت الآن بالسوء نفسه الذي كانت عليه في منطقة بيبور العام الماضي، عندما قال خبراء الأمن الغذائي العالمي إن نحو 30 ألفاً من سكان بيبور يعانون على الأرجح من مجاعة.

خلال زيارة ثلاث ولايات في جنوب السودان في ديسمبر/كانون الأول، عبّر بعض المدنيين والمسؤولين الحكوميين عن قلقهم للأسوشييتد برس من أن الناس بدأوا يموتون جوعاً.

فقال جيريمايا غاتماي، الممثل الإنساني للحكومة في فانجاك القديمة، في أكتوبر/تشرين الأول: "توفيت أم وطفلها في قرية بولفام، لأنه لم يكن لديهما طعام".

تأثر ما يقرب من مليون شخص في جميع أنحاء جنوب السودان بالفيضانات، وفقاً للأمم المتحدة، التي اضطرت العام الماضي إلى خفض المساعدات الغذائية بمقدار النصف في معظم المناطق بسبب قيود التمويل، ما أثر بنحو 3 ملايين شخص.

(أسوشييتد برس)

المساهمون