أسرة سجين سياسي مصري لا تعلم مصيره بعد قطعه شرايين يده

24 فبراير 2023
المعلومات المتوفرة عن عوض نعمان أنّه نُقل إلى مركز سجن بدر الطبي (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد ورود أنباء من داخل سجن بدر المخصّص لنقل السجناء السياسيين المصريين من سجن العقرب سابقاً، عن احتجاجات عدّة أسفرت عن محاولات انتحار أتى بها عدد من السجناء، أعربت أسرة السجين السياسي عوض نعمان عن مخاوفها الشديدة لعدم معرفتها بمصيره حتى هذه اللحظة، بعدما وردها أنّه أقدم على قطع شرايين يده.

وقد نقل مركز الشهاب لحقوق الإنسان عن أسرة نعمان، في بيان أصدره، أنّه قطع شرايين يده ونُقل إلى مستشفى بدر التابع للسجن. وقد أكّدت الأسرة أنّ هذه المعلومة الأخيرة التي وردتها، وأنّها لا تعرف إذا كان على قيد الحياة أم لا، ولا حقيقة وضعه الصحي في المستشفى.

وبحسب ما أفاد مركز الشهاب، فإنّ أسرة نعمان لم تتمكّن من زيارته منذ سبعة أعوام، أي مذ كان في سجن العقرب شديد الحراسة، وهو ما يُعَدّ انتهاكاً خطراً لحقّ مواطن ومعاقبة أهله كذلك من خلال حرمانهم من أيّ خبر عنه.

ودان مركز الشهاب الانتهاكات في حقّ نعمان، وحمّل إدارة السجن ومصلحة السجون المسؤولية عن حياته، وطالب بالسماح لأهله بزيارته والإفراج عنه وعن جميع المعتقلين.

وفي الساعات الماضية، تمكّن سجناء في بدر 3 (قطاع 1، 2، 3، 4) من تسريب رسالة ضمّنوها شكواهم من مجموعة من الانتهاكات التي يتعرّضون لها، مناشدين كلّ المنظمات الحقوقية والدولية التدخّل بسرعة لإنقاذهم ممّا وصفوه "جحيم الموت البطيء والذي تنفّذه الدولة منذ سنوات، ما دفع سجناء للإقدام على الانتحار".

واشتكى السجناء ممّا وصفوه بـ"التعنّت الشديد من إدارة سجن بدر 3 في عدم السماح للأهالي بزيارة ذويهم المعتقلين، الأمر الذي وصلت مدّته إلى أكثر من 7 سنوات". وأشاروا إلى انتهاكات أخرى بحقّ المعتقلين، من قبيل حرمان السجناء احتياطياً أو المحكومين من التريّض، كذلك فإنّ الوجبات المخصّصة لهم ضئيلة ولا تكفي لإطعام طفل صغير، في حين أنّ الأوضاع الصحية "متدهورة ومأساوية"، وانتهاكات أخرى.

وروى السجناء في رسالتهم وقائع حدثت نتيجة هذه الممارسات والانتهاكات، من بينها إقدام حسام أبو شروق على شنق نفسه من دون أن يتمكّن من معه في الغرفة من إنقاذه، نظراً إلى الضعف الشديد الذي يعانون منه نتيجة الإضراب عن الطعام. كذلك، أقدم محمد ترك أبو يارا على الانتحار بعد الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري في السادس من فبراير/ شباط الجاري، إذ إنّه طلب من إدارة السجن الاطمئنان على أهله المقيمين في تركيا، غير أنّها رفضت ذلك، فعمد إلى قطع شرايين يده، من دون أن يعلم أيّ كان بمعلومات أخرى عنه.

وأوضح هؤلاء السجناء أنّ الحالات التي استعرضوها في رسالتهم هي مجرّد عيّنة، إذ إنّ عدد الذين يحاولون الانتحار والذين يقدمون عليه كبير، نتيجة المعاملة التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.