أستراليّة صغيرة ضدّ التغيّر المناخي

02 يونيو 2021
"يستهينون بنا ولا يدركون مدى قوّتنا وحجم عملنا" (ستيفن سافور/ الأناضول)
+ الخط -

 

إيزي راج-سيبينغز، اسم سوف يتكرّر من الآن فصاعداً، بحسب ما يبدو. حاملته، المراهقة الأسترالية البالغة من العمر 14 عاماً، بدأت تسير بخطى ثابتة في طريق مكافحة التغيّر المناخي. لا شكّ في أنّ قيادة آلاف من المحتجين في مسيرة ضخمة والمشاركة في دعوى قضائية جماعية كبرى نشاطان من خارج نشاطات القصّر، غير أنّ إيزي تخلّت عمّا تراه مضيعة للوقت حتى تكثّف الضغط على الحكومة الأسترالية بهدف الإتيان بجهود من شأنها مكافحة تغيّر المناخ.

وكانت إيزي قد أصبحت من أبرز الناشطين في مجال حماية البيئة في أستراليا، بعدما تصدّرت صورها عناوين الصحف العالمية في أواخر عام 2019 عندما هدّدتها الشرطة بالاعتقال أمام مقرّ إقامة رئيس الوزراء سكوت موريسون في مدينة سيدني في خلال تحركات مندّدة بحرائق غابات في البلاد. وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" أخيراً، قالت إيزي "أظنّ أنّ كثيرين ينظرون إلينا ويقولون: إنّهم أطفال ولا يعرفون عمّا يتكلّمون". أضافت "لكنّني أرى أنّهم يستهينون بنا ولا يدركون مدى قوّتنا وحجم عملنا. نحن نستمع إلى العلماء الذين يحاولون منذ سنوات طويلة تنبيه الناس إلى تغيّر المناخ، من دون أن ينصت الناس إليهم".

تجدر الإشارة إلى أن أستراليا تسجّل أعلى معدّل انبعاث للغازات المسبّبة للاحتباس الحراري للفرد في دول العالم الغنية، وهو ما يدفع إيزي إلى التأكيد على أنّ "تقاعس موريسون في مكافحة الأزمة يبيّن ضرورة إحداث تغيير في القيادة". وكانت وسائل إعلام محليّة قد أطلقت على إيزي اسم "غريتا ثونبرغ الأسترالية"، في إشارة إلى الناشطة السويدية.

وقد سُلّطت الأضواء أكثر على إيزي في مايو/ أيار المنصرم، عندما قادت آلافاً من التلاميذ في مسيرة احتجاجية في وسط سيدني. وهي كانت كذلك من بين ثمانية قصّر رفعوا دعوى قضائية جماعية على الحكومة الاتحادية، قائلين إنّ توسيع منجم فحم في ولاية نيو ساوث ويلز سوف يساهم أكثر في تغيّر المناخ ويهدّد مستقبلهم. وقد انتهت هذه القضية الأسبوع الماضي بصدور حكم تاريخي يفرض على وزيرة البيئة سوسان ليي التزاماً أخلاقياً تجاه الأطفال، نظراً إلى الضرر الناجم عن تغيّر المناخ.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون