تواجه نحو ألفَي عائلة نازحة في منطقة الشهباء بمحافظة حلب شمالي سورية أزمة مياه كبرى وسط ندرتها وعدم قدرة العائلات على توفيرها، بحسب ما أفادت به الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته اليوم الاثنين.
وقد بيّنت الشبكة أنّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أوقفت في 15 فبراير/ شباط الماضي عمليات إمداد المياه للنازحين، وذلك بسبب نقص التمويل، الأمر الذي أدّى إلى أزمة مياه كبرى. وأشارت إلى أنّ العائلات النازحة إلى هذه المنطقة في الشمال السوري تقيم في خمسة مخيّمات؛ سردم (العصر) الذي تقطنه نحو 1050 عائلة، وبرخدان (المقاومة) الذي تقطنه نحو 700 عائلة، وفاغير (العودة) الذي تقطنه نحو 125 عائلة، وعفرين الذي تقطنه نحو 108 عائلات، والشهباء الذي تقطنه قرابة 148 عائلة.
وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها، أنّ منظمة يونيسف كانت تتولى مهمة تعبئة المياه الصالحة للشرب في خزانات بلاستيكية بتلك المخيّمات، وذلك بعد نقلها المياه من مدينة حلب عبر صهاريج. لكن مع طول فترة انقطاع المياه "وعدم نقل القوى المسيطرة المياه لسكان هذه المخيّمات، اضطروا (...) إلى شراء المياه من أصحاب الآبار الإرتوازية في المنطقة". أضافت أنّ "هذه المياه، بالإضافة إلى قلة كمياتها، ثمّة صعوبات لوجستية في نقلها. لكنّ الأخطر أنّها غالباً ما تكون ملوّثة". وبالتالي، حذّرت الشبكة من "مخاطر انتشار أمراض وأوبئة منقولة بالمياه" في داخل المخيّمات.
شهاب ياسين نازح سوري من مدينة عفرين، يقيم في أحد مخيّمات المنطقة في الوقت الراهن. يخبر "العربي الجديد": "نحن نازحون منذ سبعة أعوام، والأحوال نحو الأسوأ والأزمات كبيرة. وتوفير المياه مشكلة كبيرة"، مشيراً إلى أنّ "منظمة يونيسف كانت تمدّنا بالمياه، في السابق، يومياً أو يوماً بعد يوم، بالصهاريج. ولم تكن ثمّة أزمة".
يضيف ياسين "لكنّ الأزمة بدأت بعد انقطاع المياه"، مطالباً "نحن نريد حلاً. نريد أن تعود المنظمة إلى توزيع المياه إلى حين إيجاد بديل". ويتابع أنّ "ثمّة بئر مياه لكنّها ملوّثة، وهي تسبّب أمراضاً للأطفال وكبار السنّ". وإذا يقول: "نطالب المجتمع الدولي بإيجاد حلّ لأزمة المياه"، يشدّد "نحن نريد الخلاص من أزمة النزوح كذلك".
من جهتها، تقول النازحة سهير الرشواني المقيمة في مخيّم بالمنطقة لـ"العربي الجديد"، إنّ "قطع المياه أتى فجأة في المخيّم حيث نقيم. لم يراعوا (المعنيون) وضعنا وأنّنا قد نقع في أزمة مياه مماثلة. على أقلّ تقدير، كان يتوجّب عليهم إيجاد حلّ بديل لمشكلة المياه قبل قطعها". وتبيّن أنّ "كلّ ما يمكن فعله في الوقت الراهن هو شراء مياه الصهاريج. وحتى هذا الأمر يمثّل مشكلة بالنسبة إلينا. فرائحة المياه ليست مقبولة، وهي ملوّثة كما نعرف"، مطالبةً "الإدارة الذاتية بتوفير المياه لنا".
وتقع مخيّمات النازحين السوريين في منطقة الشهباء من ضمن منطقة سيطرة الإدارة الذاتية، فيما تعرقل قوات النظام السوري وصول المواد الغذائية إلى تلك المنطقة مثلما تعرقل إمدادات المياه، الأمر الذي يزيد من أزمة النازحين الإنسانية في المنطقة.