أزمة مياه في سيناء رغم المشاريع التنموية الموعودة

08 يوليو 2021
كثيرة هي مشاكل أهالي شمال سيناء (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

تواجه مدينة العريش في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، أزمة مياه كبيرة نتيجة توقف ضخها في المدينة بشكل كامل، من دون إصدار أية توضيحات من الجهات المختصة، أو الجهات الحكومية، الأمر الذي أثار غضب المواطنين خلال الأيام الماضية، إذ إنّ بعض أحياء المدينة لم تصلها المياه منذ أكثر من أسبوع، على الرغم من افتتاح السفير الأميركي في القاهرة، جوناثان كوهين، محطة لتحلية المياه، الشهر الماضي، تكفي لسد احتياجات 126 ألف مواطن، أي أنّها تكفي جميع سكان مدينة العريش، عدا عن المشاريع التنموية التي دائماً ما تتحدث عنها الحكومة، من ضمنها مشاريع توصيل المياه لكلّ المدن والقرى في شبه جزيرة سيناء.
الواقع يكشف أنّ المواطن لا يتمتع بأبسط مقومات الحياة. ولا تتحرك الحكومة لإيجاد حلول للأزمة. يقول أحد سكان حي السمران في مدينة العريش، لـ "العربي الجديد": "لم ننعم بالمياه في منازلنا منذ أكثر من 10 أيام، ونحاول الاتصال بالمسؤولين عن شركة المياه من دون نتيجة. لا نعرف سبب الأزمة وإلى متى تستمرّ معاناتنا مع المياه. بشكل عام، تصل المياه إلى منازلنا وفقاً لجدول محدد، قبل أن تنقطع مجدداً لأيام عدة. لا نعتقد أنّ منطقة أخرى في البلاد تصلها المياه بحسب جدول بخلاف شمال سيناء. مع ذلك، قبلنا بالأمر. لكنّ الشركة لم تلتزم بالجدول أيضاً خلال الفترة الأخيرة، ما جعل السكان يعيشون معاناة حقيقية، هم الذين يحتاجون المياه سواء للاستخدامات المنزلية أو التجارية أو غير ذلك. في المقابل، لا تكترث الحكومة المصرية لمعاناة الأهالي ليُترك المواطنون أمام موجة من الشائعات والتوقعات، فيما تزداد ظروفهم صعوبة".
يضيف: "تحمّلنا الإرهاب والقتل والترويع، وانتظرنا بفارغ الصبر عودة الأمن إلى المدينة إلى أن استقرت الأمور منذ عامين تقريباً، ليعاني سكان شمال سيناء، خصوصاً العريش، من مشاكل أخرى تتمثل في استمرار أزمات المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت والبنى التحتية والصحة والتعليم. كلّ هذه الملفات ما زالت تشهد إهمالاً متعمداً من الجهات الحكومية المسؤولة، على الرغم من الكمّ الكبير من الوعود والتصريحات المتعلقة بتنمية سيناء، وتحسين ظروف المواطنين على مدار السنوات الماضية، وربط ذلك بتحسن الوضع الأمني، الأمر الذي يتيح تنفيذ الوعود التي جرى إطلاقها سابقاً الآن إذا أرادوا ذلك". 

وكان كوهين قد زار منتصف الشهر الماضي، محطة لتحلية مياه البحر، جرى إنشاؤها بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بكلفة إجمالية قدرها 50 مليون دولار أميركي، وتهدف إلى مد سكان مدينة العريش، بصفة خاصة، بالمياه المحلاة الصالحة للشرب كمرحلة أولى، على أن يمتد المشروع ليطاول كلّ سكان شمال سيناء البالغ عددهم 450 ألف نسمة. إلّا أنّ هذا المشروع الذي تولت إنشاءه الهيئة الهندسية في القوات المسلحة المصرية، لم ينعكس إيجاباً على السكان خلال الفترة الأخيرة. كما أنّ محافظة شمال سيناء والحكومة المصرية تحدثتا مراراً عن تحسين واقع المعيشة بشمال سيناء، من خلال تطوير البنى التحتية، وهذا ما حصل فعلاً إذ عمدت شركة المياه والمحافظة، إلى تركيب خطوط مياه جديدة في مدينة العريش، لكنّها لم تغير من الواقع شيئاً، وما زالت الأزمة على حالها.

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، كتب الناشط محمد صلاح البلك، عبر "فيسبوك": "شرّ البلية ما يُفرح. عاجل: إلى أهل مصر، إخوتي في الوطنية... في العريش الآن تنمية، لكن قبل التنمية كنا نفتح الحنفية (الصنبور) في أي وقت، فتصل المياه، أما الآن، فالعريش اهتزت، والمساجد من مآذنها تنادي، والناس من هواتفهم، بشبكتها المهترئة، يبشرون ويبلغون السيدات والسادة، بترك مصالحهم، والهرولة إلى المنازل للحاق بنقطة مياه قبل نفاد الكمية (انقطاع المياه)! أنهي هذا البوست الأسود الحزين معكم حتى أملأ الخزانات قبل أن تنقطع المياه. أخوكم من القرون الوسطى والزمن الأغبر".
في المقابل، يقول مسؤول في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، لـ "العربي الجديد" إنّ أزمة المياه الحاصلة في شمال سيناء ومدينة العريش على وجه التحديد ناجمة عن أزمة في الكهرباء: "انقطع التيار الكهربائي بالكامل عن المحطة الرئيسية لضخ المياه لمدة خمسة أيام، فيما لم نتمكن من توفير بديل عن الكهرباء الواردة للمحطة، ما أدى إلى توقف ضخ المياه عن السكان خلال الأيام الماضية، إلى أن حلّت المشكلة، فعاد ضخ المياه للسكان خلال اليومين الماضيين لكن على مراحل عدة، نظراً إلى الطلب الشديد في المناطق التي يجري الضخ إليها". يضيف: "كلّ المناطق ستأخذ حصتها من المياه لكنّ ذلك يحتاج أياماً عدة، لأنّها تصل إلى كلّ المناطق بالتناوب، في ظلّ عدم القدرة على ضخ الكميات المطلوبة للمواطنين في الشبكات في آن واحد".

المساهمون