تعاني سميرة أم عادل كغيرها من السكان في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرق سورية، من أزمة المياه في المدينة، التي يعود تاريخ تأسيسها لعام 1980، والتي تواجه الكثير من المشاكل في الوقت الحالي.
وتصل المياه إلى مدينة القامشلي من ثلاثة مصادر مائية، أبرزها محطة الهلالية القريبة من قرية نافكور غربي القامشلي، ومحطة عويجة قرب المنطقة الصناعية في المدينة، ومحطة جقجق على الحزام الشمالي للمدينة، إضافة إلى محطة سد سفان من مدينة المالكية على بعد 100 كم شرق القامشلي، والتي تأتي مياهها إلى محطة عويجة ومنها يتم ضخ المياه للأحياء.
تخضع محطة الهلالية للمياه والتي يوجد فيها 51 بئرا وتنقسم إلى صالتين قديمة وجديدة، لأعمال الصيانة والإصلاح
وتخضع محطة الهلالية للمياه والتي يوجد فيها 51 بئراً وتنقسم إلى صالتين قديمة وجديدة، لأعمال الصيانة والإصلاح، وتقوم بها الورشات الفنية التابعة لدائرة مياه القامشلي في مناطق الإدارة الذاتية، بدعم من منظمتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر بتكلفة إجمالية تصل إلى أكثر من 91 ألف دولار.
تحدثت سميرة لـ"العربي الجديد" عن الأزمة، قائلة: "نعاني من أزمة مياه خانقة، خاصة حيي قناة السويس والهلالية، المياه مقطوعة منذ أسابيع، أبلغونا أنهم يقومون بعمليات صيانة للأنابيب وإعادة تأهيل، نضطر إلى شراء المياه من الصهاريج وهي مياه غير نظيفة وموثوقة، لكن ليس لنا أي خيار آخر رغم الأمراض المعوية التي تسببها. نطالب المعنيين بتأمين بدائل آمنة وأقل تكلفة عن مياه الصهاريج، لا أن نترك هكذا".
ويشتكي واصل عليان من أن المياه كلسية، مشيرا لـ"العربي الجديد" إلى أنه عند غلي المياه التي يحصل عليها السكان عبر الشبكة أو حتى مياه الصهاريج تتشكل عليها طبقة من الكلس، مضيفا: "منذ سنوات نعاني من هذه المشكلة، والذي علمناه من مسؤولين عن محطات الضخ أن هناك فلاتر مخصصة لتخفيف نسبة الكالسيوم في المياه، وأن نسبة الكالسيوم تتجاوز 350 ميلي، بينما كانت لا تتجاوز 100 ميلي لكل لتر".
وأوضح عليان أن الأطباء يؤكدون للأهالي أن المياه تسبب حصوات في الكلى مع الوقت وأضرارا أخرى، قائلا: "في كل الأحوال ليس هناك بديل، حتى مياه الصهاريج بذات الرداءة وتكون ذات رائحة في غالب الأوقات".
ووفق عبد الله أبو أحمد (45 عاما) المقيم في حي الهلالية، فإن المياه في الوقت الحالي هي حديث الشارع. مضيفا لـ"العربي الجديد": "دائما ما نسمع عن مشاريع لتجديد شبكة المياه، ومشاريع عن تحسين الضخ وغيرها الكثير، وهذه الوعود تتردد منذ 5 سنوات تقريبا، لكن الواقع عكس ذلك ويزداد سوءا، على الإدارة الذاتية إيجاد بدائل لتوصيل المياه للناس".
وبخصوص أزمة المياه الحالية، أوضح رئيس دائرة مياه القامشلي واصل أسعد، لـ"العربي الجديد" أنه نتيجة للعمر الطويل لمحطة الهلالية التي تم تأسيسها منذ سنة 1980، بدأت تعاني الكثير من المشاكل واهتراء أجزاء منها، وخاصة الأنابيب، وإصابتها بالصدأ وخاصة الصمامات، مما يتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه وتسربها".
وأضاف أسعد "أن عمليات الصيانة التي بدأت خطوة استباقية لمواجهة انقطاع المياه في فترة موسم الصيف، حيث تزداد الحاجة للمياه ويزداد نسبة صرفها من السكان، واخترنا فصل الشتاء لأن الطلب على المياه أقل من الأهالي"، مشيرا إلى أن الأحياء الأكثر تأثرا بعمليات الصيانة التي ستستمر قرابة أسبوعين هي أحياء الوسطى والغربي، وبلودان ومحيطها والكورنيش وطي وزنود.
وتابع أسعد أن الصيانة "تشمل تبديل القطع التالفة، حيث سيتم استبدال الخطوط الرئيسية والفرعية في الصالة بخطوط جديدة، بسبب قدمها وتآكلها وتسرب المياه منها. وتضم الخطوط الجديدة أنابيب بسماكة واحد سنتيمتر من الحديد، وأقطاراً مختلفة من 300 مم حتى قطر 600 مم، مع استبدال الصمامات القائمة بأخرى جديدة".
وعزا أسعد انقطاع المياه عن مدينة القامشلي وشكوى الأهالي المستمرة من ذلك إلى أن محطة المياه تضم صالتين، وكانت واحدة منهما خارج الخدمة عمليا بسبب الأعطال وعدم القدرة على تشغيلها بكامل طاقتها الإنتاجية".
وتابع: "الآن أثناء فترة الصيانة يستمر عمل الصالة القديمة بالضخ، لتعمل المحطة بنصف طاقتها خلال أيام الصيانة"، مبيناً أن واقع تأمين المياه للأهالي لن يتأثر بشكل كبير لأننا في فصل الشتاء، ومن أجل ذلك تم إجراء الصيانة خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن الصيانة ستسهم في تحسن إنتاج المياه بشكل ملحوظ".
وترتبط أزمة المياه في المدينة بأزمة الكهرباء، فعند ضخ المياه في الشبكة تكون الكهرباء مقطوعة، الأمر الذي يحرم السكان من الحصول على المياه، وبالعكس إذ تضخ المياه لمدة لا تزيد عن الساعة، ما يحرم السكان ممن لا يملكون مولدات كهرباء من الحصول على المياه.