أزمة الكهرباء تفاقم معاناة أهالي القامشلي السورية مع اشتداد الحر

13 اغسطس 2022
ثمّة أصحاب مصالح في القامشلي يعتمدون على مولدات صغيرة خاصة (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

يتسبّب انقطاع الكهرباء المتواصل في مشكلات عديدة لسكان مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، خصوصاً في الآونة الأخيرة مع ارتفاع درجات الحرارة وأزمة المياه التي تسبّبت فيها كذلك أزمة الكهرباء.

وفي السنوات الأخيرة التي يُسجَّل فيها انقطاع في التيار الكهربائي، لجأ سكان القامشلي إلى حلول، من بينها الاشتراك في مولدات كهرباء لكلّ حيّ توفّر لهم بديلاً، إنّما بالحدّ الأدنى، وتمكّنهم في فصل الصيف من تشغيل الثلاجة لحفظ الطعام والمروحة أو المكيّفات للتخفيف من الحرّ، في منطقة تتجاوز فيها درجات الحرارة أربعين درجة منذ بداية أغسطس/آب الجاري.

ومع الاعتماد بشكل أساسي على المولدات، راح مشغّلوها يحاولون استغلال الناس، من خلال زيادة التعرفة بالإضافة إلى الادّعاء بأنّ المولدات تعطّلت، وذلك لبيع الوقود المخصّص لها في السوق السوداء نظراً إلى سعره المرتفع، وهذا ما زاد من معاناة الأهالي في الوقت الحالي في إطار المدينة.

عمران عليوي من سكان مدينة القامشلي، يقول لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الكهرباء التي تصل من حكومة النظام السوري إلى مدن القامشلي والحسكة والقحطانية بالكاد تكون لمدّة ساعة أو ساعتَين في أفضل الأحوال يومياً، وهذا هو السبب الرئيسي لاشتراك الناس في المولدات، كلّ بحسب قدراته. ثمّة مولدات تعمل ثماني ساعات يومياً وأخرى 10 ساعات وعدد منها 24 ساعة، لكنّ تعطّل المولدات أخيراً أثار السخط بين الناس وكذلك تسبّب في مشكلات. وهذا استغلال واضح لحاجة الناس، فكلّ بيت يتطلب أربعة أمبيرات على أقلّ تقدير لتشغيل الغسالة أو الثلاجة".

ويتابع عليوي: "لم نعد نستخدم الثلاجة. منذ أسبوعين ونحن نعاني من أزمة الكهرباء، والطعام يفسد، ولا نستطيع تشغيل المروحة. حتى المياه الباردة صارت محرّمة في المنزل".

من جهته، يشير إدريس علي، وهو من سكان المدينة كذلك، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المولدات جاءت لحلّ أزمة وليس لخلق أخرى جديدة. فهدفها تلبية حاجة المواطن من الكهرباء، لكنّ بعضها قديم ويتعطّل في الصيف. وقد استغلّ أصحابها الوضع وراحوا يؤخّرون عملية إصلاحها ولا يعوّضون المتضررين، علماً أنّه يحقّ لصاحب المولد التعطيل لمدّة سبعة أيام قبل التعويض... لكنّهم لا يلتزمون بذلك". أمّا الحلول وفق علي فهي "العمل على تأمين مولدات كبيرة، وتخصيص كهرباء للمواطنين لقاء بدلات معقولة، في حين تقوم أزمة وقود حالياً".

أمّا شفيق الحسين من أهالي القامشلي، فيصرّح لـ"العربي الجديد": "نحن بصراحة نعاني من انقطاع الكهرباء بشكل أساسي. والاعتماد الأساسي هو على المولدات، في حين أنّ مستثمريها يشغّلونها أقلّ من ثماني ساعات يومياً، بمعدل أربع ساعات نهاراً وأربع ساعات ليلاً. وفي الحارة حيث أقيم، المولد معطل، والمستثمر يقول إنّ التصليح على حساب الأهالي، فيما الناس لا يملكون الإمكانيات لذلك، ولست مجبوراً على ذلك".

يضيف الحسين أنّ "النقطة الثانية هي أنّ عدداً كبيراً من أصحاب المولدات يستغلّون حاجة الناس إلى الكهرباء ويطفئون المولدات، ويدّعون عدم توفّر مادة المازوت لديهم. هم يريدون سرقتها، فما ذنبنا لتحمّل هذا الأمر وسط ارتفاع فاحش في الأسعار؟". ويلفت إلى أنّ "الطقس حار والناس لا يتحملون الحرارة... نريد حلاً جذرياً لهذه المسألة".

تجدر الإشارة إلى أنّ أزمة الكهرباء الحالية تمتدّ لتطاول مناطق عدّة تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مع تجاهل "الإدارة الذاتية" للأمر.

المساهمون