ناقش مجلس الشورى القطري، في جلسته التي عقدها اليوم الإثنين، ظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنتهم، واتّخذ قراراً بتقديم اقتراح برغبة للحكومة حول الموضوع، تضمن عدداً من المقترحات التي من شأنها الإسهام في الحدّ من الظاهرة وفي إيجاد حلول لها.
ومن بين المقترحات الخاصة بهذه المشكلة التي تسجّلها قطر إبراز أهمية دور المعلم في المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتكريمه باستمرار في الاحتفالات والمناسبات التربوية، وإلغاء الأعباء الإدارية والإشرافية عن كاهله والاكتفاء بالمهام التعليمية الموكلة له، والعمل على تطوير القيادات المدرسية من مديرين ونواب ومنسّقين في مهارات الإشراف والتوجيه، وخلق بيئة مدرسية متعاونة وفعّالة مع هيئة التدريس.
كذلك تضمّن الاقتراح برغبة النظر في تقليل أوقات الدوام المدرسي، والسماح بخروج المعلم في وقت خروج التلاميذ نفسه، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه للمعلمين الجدد ومعالجة التحديات التي يواجهونها في بداية عملهم.
ويشمل الاقتراح برغبة أيضاً تعديل الوصف الوظيفي للمعلم، عبر تحديد مسار وتدرّج مهني، وإشراك إدارة التوجيه التربوي مع إدارة المدرسة في عملية التقييم بنسبة معيّنة لكلّ منهما، وعدم ربط تقييم الأداء للمعلم بالرخصة المهنية، والمرونة في تعديل إجازات المعلم.
وكانت لجنة الشؤون الثقافية والإعلام في مجلس الشورى قد استضافت، في خلال سلسلة اجتماعاتها، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي القطري إبراهيم بن صالح النعيمي إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الوزارة، من أجل الاستماع إلى وجهة نظرهم حول ظاهرة العزوف عن مهنة التعليم. كذلك استضافت اللجنة عدداً من المعلمين والمعلمات المتقاعدين، بهدف استيضاح وجهة نظرهم حول الموضوع ذاته، بالإضافة إلى دعوة المجلس وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بثينة النعيمي والاستماع إلى ردودها على أسئلة الأعضاء حول التدابير التي تتّخذها الوزارة لمعالجة ظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم.
وأطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالشراكة مع جامعة قطر برنامج "طموح" لملء الوظائف التدريسية في المدارس الحكومية بكوادر وطنية مؤهّلة تأهيلاً تربوياً وعلمياً، وذلك كواحد من الحلول الخاصة بمعالجة هذه الظاهرة. وأشارت الوزارة إلى أنّ الفئات المستهدفة هي القطريون والقطريات وأبناء القطريات وحاملو الوثائق القطرية ومواليد قطر، علماً أنّ من أبرز مزايا البرنامج التعيين في مدارس وزارة التربية والتعليم فور التخرّج، بالإضافة إلى الحصول على مكافأة شهرية تصل قيمتها إلى تسعة آلاف ريال قطري (نحو 2470 دولاراً أميركياً) شهرياً في أثناء الدراسة.