قال عضو لجنة العفو الرئاسي المحامي طارق العوضي، في مصر، إن المحامي الشهير الراحل فريد الديب، طالبه في آخر مكالماته الهاتفية معه بالسعي لإخراج رئيس جهاز المحاسبات السابق هشام جنينة.
وذكر العوضي، في منشور له بصفحته الشخصية على "فيسبوك" أنه تواصل مع الديب قبيل وفاته بأيام، ورد الأخير بصوت منهك جراء مرضه الأخير بالقول: "مش ناويين تطلعوا الراجل؟". ليسأله العوضي عمن يقصده، فأجاب: "المستشار هشام جنينة.. مينفعش الراجل ده يبقي جوه السجن".
ولم تمثل هذه التصريحات مفاجأة للمتابعين، حيث تطوّع الديب للدفاع عن المستشار جنينة في الجلسة الثانية له أمام المحكمة العسكرية في إبريل/نيسان من عام 2018، ودفعت المفاجأة جنينة لسؤال أفراد من أسرته عمن استدعاه للدفاع عنه، فأكدوا بأنه جاء خصيصاً للدفاع عنه، فلم يبد اعتراضاً"، بحسب تقارير صحافية.
وكانت النيابة قد أحالت جنينة إلى محاكمة عسكرية بعد نحو شهرين على اعتقاله، عقب إدلائه بتصريحات صحافية تحدث فيها عن وثائق تدين جهات ومؤسسات وأفراداً في السلطة.
وهاجم رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق إبان ترؤسه الجهاز، فريد الديب، مؤكداً أنه "خطر على المحامي فريد الديب وأمثاله" معتبراً أنه بموقعه رئيساً للجهاز الكاشف للفساد، يُساعد الدولة في مواجهة الإرهاب عن طريق محاولاته "إغلاق صنبور الفساد الذي يساعد على نمو الإرهاب".
واشتهر المحامي الراحل بلقب "محامي الجواسيس"، كما أنه كان المحامي الرئيسي في قضايا الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه.
وجاءت تصريحات جنينة رداً على اتهام "الديب" له بأنه خطر على أمن البلاد، وأعقب هذا السجال بشهور إقالة جنينة، بعد تقرير للجهاز قال فيه إن فاتورة الفساد المؤسسي بالبلاد تتجاوز 600 مليار جنيه "الدولار وقتها كان بنحو ستة جنيهات، وقفز إلى نحو عشرين جنيهاً حالياً" .
وتعرّض جنينة لاعتداء على يد مجهولين، وهو خارج من منزله شرق القاهرة في طريقه لتقديم طعن ضد استبعاد الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري سابقاً، من الترشح للرئاسة عام 2018 في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وجرى استبعاد عنان بدعوى أنه لا يزال رهن الاستدعاء للخدمة العسكرية، وهو ما دفع جنينة للتوجّه للطعن على قرار استبعاد عنان، فوجد بانتظاره أشخاص عدة اعتدوا عليه بوحشية أمام منزله، واتهم جنينة المعتدين عليه بالتبعية لأجهزة الأمن.