قد يكون دفع الآباء الأطفال إلى التعرف على رياضات عدة والمشاركة فيها أمراً حتمياً في مواكبة نموهم البدني والذهني والنفسي، من هنا اهتمام منظمي سباقات الجري في العالم بتخصيص نشاطات للأطفال تحديداً، مع توزيعهم بالتأكيد بحسب الأعمار من أجل توفير الممارسة العادلة، باعتبار أن الاختلافات الجسدية المرتبطة بالسن تمنح أفضلية للأطفال الكبار على حساب الصغار.
لكنّ الأهم في هذه السباقات، بحسب ما ينقله المنظمون لموقع سترايتز تايمز، اختبار الأطفال متعة اللعب والنشاطات الرياضية جماعياً.
وعلى هامش ماراثون سنغافورة السنوي المقرر في ديسمبر/ كانون الأول المقبل تتوقع مشاركة حوالى ألفي طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً، برفقة آبائهم، في السباق المخصص لفئة الصغار.
ويؤكد العداء السنغافوري ثيروبين تانا راجان (22 عاماً) أن الأطفال المشاركين في سباق جماعي يعيشون تجارب تختلف عن الركض في الحدائق والملاعب الرياضية. ويذكر أن والده بادر إلى إشراكه في أول سباق للجري حين كان في الخامسة من العمر، ثم كرر ذلك حين كان في سن الـ7، ثم في سن الـ 12.
ويقول: "أتذكر أنني شعرت في مشاركتيّ الأوليين حين كنت في الخامسة والسابعة من العمر أنني أصطف أمام عمالقة على خط الانطلاق، وذهلت من سرعة عدو الأطفال الأكبر سناً، لكنني أحببت أن أنتظر أن ينفجر البوق كي أركض بأسرع ما يمكن وتتحرك ساقي، كما أسعدني الحصول على القمصان الخاصة بالسباقات وميداليات المشاركة في احتفال رحلة اللياقة البدنية والإنجاز. وعندما كنت في الـ12 من العمر أحسست باندفاع الأدرينالين باعتباري كنت بين قليلين عبروا خط النهاية".
ويخبر أن والديه كانا عداءين شغوفين، خاصة والده تانا راجان. ويعلّق: "أعتقد أنهما كانا متحمسين لمشاركة تجربة الجري معي، علماً أن متابعتي والدي في المسابقات جعلني أهتم بالرياضة تلقائياً، ثم أبدأ في التدرب جدياً عام 2014، حين انضممت إلى فريق اختراق الضاحية".
ويؤكد ثيروبين "أهمية عرض الآباء مجموعة متنوعة من الرياضات لأطفالهم والمشاركة فيها معاً، لكن لا يجب دفع الأطفال إلى التدرب على الجري التنافسي في وقت مبكر".
وينبه إلى أنه "عندما يضع الآباء توقعات عالية لأطفالهم ويجبرونهم على الالتزام بنظام تدريب صارم سينظر الصغار إلى الجري على أنه عمل روتيني، وليس شيئاً يستمتعون به حقاً".
ويرى أن "السماح للأطفال بتنمية حبهم للجري في شكل طبيعي سيجعلهم يستمرون في المشاركة فيها حين يكبرون، ويجب أن يكون الأمر حول الاستمتاع بالرياضة".