"ما نسيناكم".. حقوقيون وناشطون يطلقون حملة للتذكير بقضية المعتقلين السوريين

08 يناير 2022
أكثر من 130 ألف معتقل في سجون النظام (تويتر)
+ الخط -

أطلق نشطاء سوريون معارضون، الخميس الماضي، بالتزامن مع دخول العام الجديد 2022، وسماً جديداً على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت مُسمى "بدنا المعتقلين"، يهدف إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين السوريين المختفين قسرياً داخل أقبية النظام السوري. كما أطلقت، في الوقت ذاته، منظمة "تستقل" حملة مُناصرة للهدف نفسه، تحت عنوان "ما نسيناكم"، ولاقى الوسمان تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناشط الإعلامي هادي العبدالله، وهو أحد المُشاركين في وسم "بدنا المعتقلين"، إنّ "الهدف من هذه الحملة هو تسليط الضوء على قضية المعتقلين التي باتت شبه منسية من قبل العالم".

وأضاف العبدالله أنّ "هناك عشرات الآلاف من المعتقلين السوريين الذين لا يزالون داخل أقبية النظام يواجهون مصيراً مجهولاً حتى الآن، ويجب على المنظمات الدولية الحقوقية العمل على كشف مصير هؤلاء المعتقلين والإفراج عنهم في أسرع وقت، ومحاسبة النظام وكلّ من شارك في تعذيب وإخفاء المعتقلين داخل السجون".

وأشار العبدالله إلى أنّ "من حق الأهالي معرفة مصير أبنائهم"، مضيفاً: "إلى متى سوف يتم تجاهل قضية المعتقلين من قبل المجتمع الدولي؟ هناك الآلاف من السوريين يعذّبون داخل سجون النظام بشكلٍ يومي، ويجب إنهاء هذه المعاناة بأسرع وقت ممكن".

بدورها، قالت الناشطة السورية في مجال حقوق الإنسان، منى عبود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مثل هذه الحملات ضرورية جداً لكي تستمرّ هذه القضية موجودة في أذهان الجميع"، مؤكدة أنّ "قضية المعتقلين من أهم القضايا والمآسي التي يعيشها الشعب السوري"، وأوضحت: "هناك أكثر من 130 ألف معتقل في سجون النظام، بينهم أكثر من 8000 امرأة معتقلة، جميعهم يحتاجون أن نكون إلى جانبهم ونطالب بإطلاق سراحهم بكل الوسائل المتاحة، منها هذه الحملات الإلكترونية".

من جهتها، قالت ياسمينا بنشي، وهي مدير تنفيذية ضمن منظمة حقوقية تُعنى بشؤون المعتقلين، ومدرّبة مناصرة في منظمة "تستقل"، في حديث لـ"العربي الجديد": "أطلقنا هذه الحملة (ما نسيناكم) لكي نستمرّ في التذكير بقضية المعتقلين الذين لم ولن ننساهم".

وأردفت أنّ رسالة الحملة: "في هذا العام الجديد، هي أن يكون لدى معظمنا خطط وأفكار وأحلام، وقد يكون البعض في حالة استقرار نسبي والبعض الآخر يتأرجح مع متغيرات الحياة، ولكن هناك الكثيرون الذين يطلبون أبسط مقومات الحياة، ويعيشون انتظارا لا يعرف نهاية، خارج كلّ المقومات الإنسانية وضمن دائرة المجهول".

وتابعت: "نطمح إلى حياة تليق بالإنسان وكرامته ضمن مجتمع يسوده العدل والحب والسلام وشعور بالأمان، ولأجلهم أطلقنا حملة (ما نسيناكم)".

وأكّدت بنشى أنّ "قضية المعتقلين هي الأعقد في الملف السوري، وهي كانت أعقد حتى من إسقاط النظام". مُشيرةً إلى أنه "كان الأهالي، في السنوات السابقة، يتفاءلون في عمليات تبادل الأسرى، وكان لديهم أمل بسيط بأن يكون معتقلهم من ضمن عمليات التبادل". وأضافت: "حالياً لم نعد نسمع عن مبادلات أسرى إلاّ ما قلّ وندر، وهنا وجب تذكير العالم بأنه لدينا أكثر من نصف مليون معتقل ومعتقلة لا زالوا داخل السجون مغيّبين ومتخفين قسراً".

ولفتت بنشي إلى أنّ "أبسط حقوق الناس هي في الكشف عن مصير المعتقلين الذي يعطي راحة للأهالي".

وأشارت بنشى إلى أنه "لم يعد بالإمكان العمل على ملف المعتقلين بعد تسييسه، إلاّ من خلال حملات المناصرة التي تذكّر بالقضية". وأوضحت أنّ "هذا العدد الهائل والرهيب من المعتقلين السوريين داخل أقبية سجون النظام، لم يسبق وجوده في أي دولة أخرى".

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أكّدت، في تقرير لها في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ "هناك ما لا يقلّ عن 131 ألفاً و469 شخصاً ما بين معتقل ومختف قسرياً لدى النظام السوري منذ مارس/آذار 2011"، وفقاً لقاعدة بياناتها فقط (أي من المعتقلين الموثقين بالاسم)، فيما يتوقع أن يكون عدد المعتقلين والمختفين قسرياً، غير الموثقين، أكبر من ذلك بكثير.

المساهمون