"عربات الموت" تقتل عاملين زراعيين في المغرب

11 فبراير 2022
يُنقل العمّال الزراعيون بوسائل نقل غير آمنة (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

لقي عاملان زراعيان حتفهما، اليوم الجمعة، بعد تعرّض حافلة نقل لحادث سير خطير بضواحي محافظة الفقيه بنصالح (وسط المغرب)، في أحدث حوادث السير المميتة التي يذهب ضحيتها العشرات من العمّال الزراعيين جراء نقلهم بوسائل نقل غير آمنة.
وكشفت مصادر طبية مغربية أنّه قُتل عاملان زراعيان جرّاء الحادث، وأصيب 10 عمّال زراعيين آخرين، إصابة اثنين منهما خطيرة، استدعت وضعهما بالعناية المركزة بالمستشفى الإقليمي بمدينة بني ملال (وسط البلاد).
وبينما فتحت السلطات المغربية تحقيقاً لمعرفة ظروف وملابسات الحادث المأساوي، يواجه حوالي مليون و200 ألف مغربي يعملون في الحقول والضيعات الزراعية وفي محطات التلفيف خطر الموت والإصابة بعاهات يومياً، بسبب ظروف نقلهم مكدّسين بأعداد كبيرة جداً بوسائل نقل غير آمنة، وعلى مرأى ومسمع من قوات فرض تطبيق قانون السير والجولان، وباقي السلطات الحكومية، بحسب الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل (أكبر اتحاد عمالي في المغرب).
وخلال السنوات الأخيرة، تكرر مشهد سقوط ضحايا ومصابين في صفوف العاملين في القطاع الزراعي على طرقات مناطق زراعية عدّة، مثل آكادير وشتوكة آيت باها وبركان ومولاي بوسلهام، وبني ملال والفقيه بنصالح وتارودانت، وغيرها من الأماكن التي تنتشر فيها ظاهرة تشغيل العمّال الزراعيين. كان أسوأها ما حصل في 4 إبريل/ نيسان 2019 في منطقة مولاي بوسلهام (غرب البلاد)، حينما أدّى اصطدام قوي بين شاحنة لنقل الرمال وعربة نقل عاملات زراعيات إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 24.
ويقول الناشط الحقوقي وعضو المركز المغربي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، في اشتوكة آيت باها (منطقة فلاحية في جنوب غرب المغرب)، عبد السلام موماد، إنّ نعت "عربات الموت" بات لصيقاً بالعربات المخصّصة لنقل العاملات والعمّال الزراعيين بالنظر إلى "معطيات واقع حوادث السير المتكررة واهتراء هذا الأسطول وانعدام أدنى شروط السلامة داخل تلك العربات".

ويوضح الناشط الحقوقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الفئة من اليد العاملة تساهم في الأمن الغذائي بالمغرب، وغالبية أفرادها يعانون من مشاكل وظروف العمل والعيش، إلى جانب تعرّضهم لهضم مجموعة من الحقوق، إذ جرى تسجيل سلسلة من الحوادث المميتة ذهبت ضحيتها شهيدات وشهداء لقمة العيش، وكل ذلك بفعل استهتار أرباب العمل من كبار الفلاحين بأرواح البسطاء من العاملات والعمّال الزراعيين، والذين يعدّون بالآلاف".
وفيما تطرح حوادث السير المتواترة موضوع تأمين نقل العمّال الزراعيين وسلامتهم، يؤكّد المستشار البرلماني عن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (اتحاد عمالي)، خالد السطي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ضرورة تحسين ظروف عمل العمّال الزراعيين، لا سيما تحسين خدمات النقل لتجنب الحوادث المأساوية، كما على ضرورة إحداث جهاز تفتيش الشغل الخاص بالقطاع.

المساهمون