أطلقت الوكالة التونسية للتصرف في النفايات، السبت، مشروعاً جديداً بعنوان "معاً من أجل تصريف مستديم"، يهدف إلى دعم استراتيجية التصريف الرشيد، وتقليص النفايات الموجّهة إلى مصبات المياه، وتشجيع عمليات إعادة التدوير، وتصفية النفايات كي تصبح مواد عضوية.
ويشمل المشروع ثلاث بلديات، هي سليانة وطبرقة (شمال غرب)، ودوار هيشر في العاصمة، ويهدف لإحداث فضاءات نموذجية للفرز الانتقائي، وحصر محطات جمع النفايات العضوية والخضراء كمقدمة لاستخدامها في التسميد العضوي، وتأهيل وحدة معالجة نفايات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، وإحداث مراكز تحويل ذكية.
ودُشِن المشروع في إطار تعاون تونسي- ألماني، وقالت المديرة العامة للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بسمة الجبالي لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "المشروع يهدف إلى تعزيز التصرف الرشيد في النفايات، وإعادة تطوير المنظومات البيئية استناداً إلى تجارب دولية رائدة".
وتابعت: "سنعمل لتطوير الفرز الانتقائي، وتعزيز التصريف السليم والمدمج للنفايات، عبر فرز البلور والبلاستيك والمواد العضوية، وتقليص النفايات الخاصة بالردم. باشرت الوكالة حملات توعية المواطنين لرفع مستوى شعورهم بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، وندرس إقرار مشروع قانون في هذا المجال".
وقال ممثل الراعي الألماني للمشروع ورنار بيار، في مؤتمر عُقد السبت، إنّ "الهدف هو تغيير نظرة المواطن للنفايات، والتعامل معها باعتبارها مصدراً للثروة، وكذلك تعزيز التواصل بين المواطن والبلدية، علماً أنّ المشكلة لا تنحصر في تونس، فالنفايات تجلب النفايات".
وتحدثت خبيرة الاتصال في مقاطعة بافاريا الألمانية كارولين برنار عن أنّ "فضاء البيئة" الذي أطلق في سليانة تجربة مستوحاة من أخرى نفذت في ألمانيا، وتجسد فكرة "المواطن الحارس"، والتي جرى تطويرها من أجل تعميمها على البلديات في تونس.
وشددت على أنّ الهدف "هو توفير بيئة نظيفة، ونقل عملية إعادة تدوير النفايات العادية إلى تلك العضوية والإلكترونية، وصولاً الى صفر نفايات، علماً أنّ معدات لإعادة التدوير ستُرسل إلى طبرقة ضمن مشروع نموذجي سيعلن قريباً، وسيوفر فرص عمل للمواطنين".
وأكد ممثل وزارة الشؤون المحلية والبيئة التونسية عادل قطاط أنّ مبادرة التعاون مع ألمانيا "ستطلق مشروعاً مهماً في مجال التصرف في النفايات سيمتد إلى بلديات أخرى. ونحن نشكر تعاون ألمانيا معنا لمحاولة تطوير منظومة الفرز، عبر إنشاء مصبات لجمع النفايات ونقلها".
ولفت إلى أنّ "عملية نقل النفايات واجهت صعوبات في الأعوام الأخيرة، ما يحتم الانتقال إلى استراتيجية جديدة"، معتبراً أنّ التعاون مع مقاطعة بافاريا الألمانية "سيُعطي دفعاً لمشاريع مشتركة كثيرة تؤسس لتحسين الخدمات الممنوحة للمواطنين".