احتفلت مؤسسات الدولة المصرية في محافظة شمال سيناء بقدوم قافلة "أبواب الخير" إلى المنطقة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها آلاف المصريين في المحافظة، انعكاساً للظروف الأمنية فيها، واستمرار حالات الإغلاق الليلي وحظر التجول، ومنع حركة الأفراد والبضائع إلا بتنسيق أمني مسبق، في محاولة من الأمن المصري لضمان عدم حدوث خروقات. إلّا أن كل هذه الإجراءات تزيد من معاناة المواطنين، في وقت يواصل فيه تنظيم "داعش" هجماته، وإن بوتيرة أقل من ذي قبل. ولا يلتفت أحد إلى الظروف الحياتية التي وصل إليها سكان المحافظة، علماً أنها غير مسبوقة.
وفي وقت سابق، أعلنت إدارة المحافظة أنّ نائب محافظ شمال سيناء اللواء هشام الخولي، استقبل قافلة "أبواب الخير"، وهي أكبر قافلة إنسانية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعاية الأسر الأولى بالرعاية، خلال وصولها إلى مدينة العريش، بحضور العميد أسامه الغندور، سكرتير عام المحافظة، ومدير عام الشباب والرياضة كليب راشد، ومدير إدارة الجمعيات بمديرية التضامن الاجتماعي علي غيط. وشكر الخولي رئيس الجمهورية نيابة عن أهالي ومشايخ وعواقل المحافظة، لدعمه الدائم لسيناء، وخصوصاً محافظة شمال سيناء، مؤكداً أن قافلة أبواب الخير التي دشنها صندوق "تحيا مصر"، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وتزامناً مع اليوم العالمي للعمل الخيري تحت رعاية وبحضور الرئيس، تأتي في إطار النهوض بمستوى معيشة المواطن المصري، كونها أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة في مختلف محافظات الجمهورية ومن بينها محافظة شمال سيناء.
ويقول مصدر مسؤول في محافظة شمال سيناء، لـ"العربي الجديد"، إنّ القافلة التي وصلت تتكون من عشر شاحنات كبيرة محملة بـ20 ألف كرتونة من المواد الغذائية المتنوعة، إلى جانب 10 كراس لوحدات الكلى الصناعية في مستشفى بئر العبد المركزي. ويؤكد أنه سيتم توزيع المواد الغذائية على المستحقين من أبناء المحافظة من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً في مختلف القرى والتجمعات، على أن يكون توزيع كراتين المواد الغذائية على النحو التالي: 5000 كرتونة في مركز بئر العبد، و4000 كرتونة بمركز العريش، و3000 كرتونة بمركز الشيخ زويد، و4000 كرتونة بمركز رفح، و4000 كرتونة للجمعيات الأهلية، وتم توزيعها خلال اليومين الماضيين بالشكل المطلوب، ووفقاً لتوجيهات المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة.
في المقابل، أكدت مصادر حكومية وقبلية وشهود عيان في مدينة الشيخ زويد وبئر العبد، أنه جرى توزيع الكراتين بعيداً عن المستحقين لها، ومن دون كشوفات معتمدة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، بل من خلال شبكة العلاقات التي تربط الموزعين بالمواطنين، ما أدى إلى وصول الكراتين إلى غير المستحقين، وإلى مواطنين محسوبين على المتنفذين في الجهات الحكومية والأمنية، وهذا ما تم توثيقه في عدد من منافذ التوزيع في قرى المدينتين.
من جهتها، تقول مصادر قبلية في مدينة الشيخ زويد، لـ"العربي الجديد"، إن توزيع الطرود الغذائية أدى إلى إحداث حالة من الغضب في أوساط المواطنين، في ظل عدم وجود آلية واضحة للتوزيع، وكشوفات مسجلة للمستحقين، أو تحديد نقطة التوزيع الخاصة بكل مستحق، بل ترك الأمر لعمل عشوائي أدى إلى سرقة بعض الطرود، وتوزيع جزء كبير على غير المستحقين. وعاد المستحقون لها إلى منازلهم فارغي الأيادي، وخصوصاً النساء منهم، لعدم قدرتهن على المزاحمة لأخذ استحقاقهم من الطرود. وأُبلغ مسؤولون محليون بما جرى، إلا أن ذلك لم يغير من الواقع شيئاً وتركت الأمور على حالها، حتى نفد جزء كبير من هذه الكراتين من دون أن ينال عشرات المستحقين شيئاً منها.