التوقيع على اتفاق أوسلو وما تم قبله من مفاوضات قد جرى بمعزل عن أي نقاش مع القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية. فإذا كانت هذه هي البداية، فلك أن تتخيل مآلات الديمقراطية في ظل سلطة أوسلو.
يلعب اللاجئون الفلسطينيون دورا مركزيا هاما على امتداد مراحل الصراع العربي – الإسرائيلي، دورهم في بناء وتشكيل منظمة التحرير وهيكلتها وتنظيمها كذلك، وأيضا من خلال دورهم المركزي في مسار حركة التحرر الوطنية وفي الكفاح المسلح.
عد سنوات من جمود وتراجع حضور القضيّة الفلسطينيّة في السّاحات الإقليميّة والدّوليّة، أتت صفقة ترامب - نتنياهو لتضع صراع الفلسطينيّين لاسترجاع حقوقهم أمام حائطٍ مسدود، ما أشاع الحيرة والتّخبط والإحباط في أوساط القيادة والمجتمع.
يوما بعد يوم يصبح المشروع الوطني الفلسطيني أكثر ضبابية؛ هل يتمثل هذا المشروع في التحرير والعودة؟ أم في حق تقرير المصير وحق العودة وإقامة الدولة على حدود 1967؟ أم دولة واحدة ثنائية القومية أو غيرها مما يشتق منها من صيغ؟
كان مشروع إنشاء كيان يمثل الفلسطينيين قد أخذ يتبلور قبل العام 1964 بخمس سنوات، حين تقدم العراق بمذكرة بهذا الخصوص، كما تقدمت مصر بمذكرة أخرى إلى مجلس الجامعة في آذار/مارس 1959 من أجل العمل على إبراز الكيان الفلسطيني.
قرر الرئيس محمود عباس التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، المصطلح بدا غريباً ومتعمداً، طبعاً ويظهر عدم الرغبة في الخروج نهائياً من الاتفاقيات، كما عدم بلورة سيناريوهات أو خيارات بديلة.
زعم منظمو مؤتمر المنامة، مناقشة خطط تفصيلية لجذب استثمارات أجنبية تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار لمناطق السلطة الفلسطينية وإيجاد مليون فرصة عمل ومضاعفة الناتج المحلي الإجمالي في حال موافقة الفلسطينيين على "صفقة القرن".
كانت أوسلو تتويجاً لانهيار حركة التحرّر الفلسطينية، ووصولها إلى مأزقٍ شديد، فقد اجتُثت من الأردن ولبنان وسورية، وليس لها من وجود هام في بقية الدول العربية.