البصرة على خطى الموصل: استهداف المساجد وتهديدات النزوح

23 يوليو 2014
قُتل أحد عشر شخصاً أثناء تأديتهم صلاة التراويح(كريم صاحب/Getty)
+ الخط -

أعلنت الشرطة العراقية في محافظة البصرة، جنوب البلاد، عن قيام مليشيات مسلّحة بقتل 11 مصلياً في جوامع مختلفة، خلال صلاة التراويح، ليل الثلاثاء، وإصابة 15 آخرين، ووزّعت تهديدات تطالب أهالي البصرة بمغادرة المحافظة خلال 72 ساعة، وهددتهم بالقتل.

وقال المقدّم بشرطة البصرة، عقيل البزوني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلّحين ينتمون لمليشيات لا تزال مجهولة الهوية حتى الآن، هاجمت جامع الهارثة، والزبير، والمهيجران، خلال أداء صلاة التروايح، وأطلقوا النار على المصلين بشكل عشوائي مما أدى إلى مقتل 11 مواطناً، بينهم رجلا دين، وجرح 15 آخرين. وأضاف البزوني أن المليشيات التي تتحرك بسيارات حديثة وزّعت، عقب الاعتداءات، أوراقاً مكتوبة تحمل تهديدات بالقتل، موجهة لأهالي البصرة، في حال عدم مغادرة المحافظة خلال 72 ساعة.

وتضم محافظة البصرة، المطلة على الخليج العربي، ست مدن كبيرة، يبلغ عدد سكانها نحو مليونين ونصف مليون نسمة، تشكل خليطاً اجتماعياً بين السنة والشيعة والمسيحيين والصائبة.

وقال مواطن من سكان البصرة، يدعى أحمد الدوسري، لـ"العربي الجديد": "وجدنا الأوراق في كل مكان تدعونا للرحيل، وأين نذهب هذه أرضنا ولدنا وعشنا فيها". وأضاف أنه "من غير المعقول أن تسكت الحكومة والقوات الأمنية، على تهجير مئات الآلاف من المحافظة، مع بدء بعض العائلات النزوح من البصرة".

وقال مصدر في "ديوان الوقف السني" بالبصرة، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوقف قرر إغلاق الجوامع السنية في البصرة، وإيقاف الصلوات فيها، خوفاً من تكرار الهجمات التي تنفذها المليشيات". وأوضح المصدر أنّ "الوقف يحاول التواصل مع قيادة الشرطة والجيش والمحافظ من دون الحصول على ردّ فعل". ونشر ناشطون من البصرة صوراً لعدد من ضحايا هجمات المساجد، ويافطات رفضوا فيها مغادرة منازلهم.

بدوره، اعتبر النائب في البرلمان العراقي، خالد الدليمي، أنّ موجة التهجير القسري الجديدة في الموصل ثم البصرة، بداية لمشروع كبير يراد منه تقسيم العراق على أساس عرقي ومذهبي.

وقال الدليمي، لـ"العربي الجديد": "بالأمس كان أهل الموصل المسيحيون، واليوم أهل البصرة السنة، أعتقد أن الموضوع غير عبثي، وهناك تحالف بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، والمليشيات المدعومة من إيران لإعادة تشكيل المناطق العراقية".

واتهم الدليمي حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالفشل في التعامل مع ما يهدد وحدة العراق، من خلال تستره على المليشيات ودعمه لها، ومنح مبررات لتنظيم "الدولة الإسلامية" لدخول العراق وتفتيت النسيج الاجتماعي.

وفي السياق، انتشلت قوات الأمن، وفرق طبية، صباح اليوم الأربعاء، جثث 23 مدنياً طافية في نهر دجلة. وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن مفرزة من الشرطة وفرقة طبية عثرت على 23 جثه طافية في نهر دجلة بمدينة سامراء، يدعي ذووهم أنهم اعتقلوا من قبل قوات الجيش، خلال عمليات دهم وتفتيش بقرى السعد شمال سامراء. وأوضح المصدر أن الضحايا كانوا مكبّلي الأيدي، ومعصوبي الأعين، وبدت عليهم آثار تعذيب واضحة قبل قتلهم.

دلالات