بريطانيا تشرّع قوانين لملاحقة مجنّدي "داعش"

15 نوفمبر 2014
أعلن كاميرون عن الإجراءات خلال زيارته أستراليا(مارك غراهام/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الجمعة، عن حزمة جديدة من الإجراءات الوقائية لمكافحة خطر البريطانيين المنخرطين في القتال مع تنظيم "داعش" في سورية والعراق. وشملت الإجراءات التي عرضها كاميرون، أمام مجلس النواب الأسترالي، مصادرة جوازات سفر المشتبه بهم، ومنع المقاتلين الجهاديين من العودة إلى بريطانيا. وقال كاميرون إن القانون الجديد سوف يمنع الطائرات المدنية التي لا تحترم لوائح حظر الطيران (التي تحددها السلطات البريطانية) أو إجراءات التفتيش الأمنية، من الهبوط في المطارات البريطانية.

كما أشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن حكومته سوف تصدر قريباً قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب، يمنح سلطات جديدة لشرطة الحدود لمصادرة جوازات السفر ومنع المشتبه بهم من السفر، ومنع المواطنين البريطانيين (الجهاديين) من العودة إلى البلاد إلا وفق شروط تحددها الجهات الأمنية المختصة.

من جهتها، لفتت الصحف البريطانية إلى أن المشروع الذي سيناقشه البرلمان خلال الشهر الحالي، سيمنع عودة الاشخاص الذين قاتلوا في سورية والعراق إلى المملكة المتحدة، لمدة عامين، ما لم يلتزموا بشروط أمنية تحددها الجهات المختصة.

وأضافت الصحف أن "منع العودة "قد يُرفع في حال وافق الأشخاص المعنيون على الشروط الأمنية، وقبلوا بإمكانية خضوعهم لملاحقات قضائية وبرامج إعادة تأهيل. وقالت الصحف إن شرطة الحدود والمطارات ستكون لها سلطة مصادرة جوازات سفر أي شخص، يشتبه في أنه يخطط للسفر للخارج من أجل القيام بأعمال إرهابية.

وفي رد على الأصوات التي تخشى أن تؤدي الإجراءات الجديدة لانتهاك الحريات المدنية، أشار كاميرون إلى أن الحكومة البريطانية تدرك الآثار السلبية التي قد تترتب على الإجراءات الجديدة على الحريات المدنية، لكن تلك اإاجراءات تظل ضرورية لضمان أمن البريطانيين.

كما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، أنه علاوة على التهديد الإرهابي، لا بد من التعامل مع أساس المشكلة. وقال أمام البرلمان الأسترالي "أمامنا الكثير لنقوم به لكننا بلدان ديمقراطيان ناجحان متعددا الثقافات، ولدينا العديد من الفرص". واعترف كاميرون بأن عدداً متزايداً من الشبان المسلمين تجتذبهم الدعاية المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر".

واعتبر أنه "لا يمكن أن نسمح بتحول الإنترنت إلى مكان خارج عن السيطرة، ونحثّ الشركات على بذل المزيد من خلال تشديد معايير الرقابة، وتحسين آليات الرصد وأخذ المبادرة في حذف المواد الدعائية المؤذية".

وبينما تقدّر الجهات الرسمية عدد المواطنين البريطانيين الذين انضموا إلى "داعش" وغيره من التنظيمات المسلحة المتطرفة بأكثر من 500 مقاتل، تقدر مصادر أخرى أن العدد يفوق ذلك بكثير، ولا سيما أنّ رئيس الشرطة البريطانية، برنار هوجان-هوي، أعلن نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن خمسة بريطانيين على الأقل يتوجهون كل أسبوع إلى سورية، أو العراق للانضمام إلى تنظيم "داعش".

المساهمون