التطبيع التركي مع النظام السوري: وجهاء الشمال السوري يطالبون بحماية وضمانات

08 يوليو 2024
معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا 1 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

أثار وجهاء وناشطون في منطقة شمال وشرق حلب ملف التطبيع التركي مع النظام السوري، وخطورة ذلك على مناطق سيطرة المعارضة. جاء ذلك خلال اجتماع عقد مساء أمس الأحد في منطقة حوار كلس على الحدود السورية التركية ضمّ نحو 70 شخصاً من وجهاء وناشطين في منطقة شمال وشرق حلب مع مسؤول الملف السوري في تركيا.

وقالت مصادر "العربي الجديد" حضرت الاجتماع إن الحضور طرحوا على مسؤول الملف السوري في تركيا جميع القضايا التي يعاني منها السوريون السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية، وجرى تقديم عدد من الأوراق المكتوبة من الوفود تتضمن خطوات ومطالب إصلاحية.

كما طرح ملف التطبيع التركي مع النظام السوري، وخطورة ذلك على مناطق سيطرة المعارضة، وطالب الحضور بخطوات وضمانات من الحليف التركي لمناطق الشمال السوري ومصالح سكانه، على اعتباره ضامناً لأمن المنطقة وحليفاً لها، إضافة لضرورة تعامل الحكومة التركية مع العنصرية وتفعيل قانون تجريم العنصرية في تركيا ضد اللاجئين، وإيقاف الترحيل القسري للسوريين من تركيا.

كما طرح الحضور عدداً من الملفات المتعلقة بسوء إدارة مناطق الشمال السوري، بينها سياسة التعيين في جميع المؤسسات بناء على العائلية أو الفصائلية ومبدأ المصلحة، وضرورة وجود مؤسسات منتخبة من قبل السكان تمثلهم، بدءاً من الائتلاف والحكومة وانتهاء بالمجالس المحلية، وتحديد صلاحيات المنسقين الأتراك في المؤسسات السورية، والتخفيف من سلطتهم عن المجالس والمنظمات والنقابات.

بدوره، نفى المسؤول التركي وجود تطبيع مع النظام السوري، كما نفى نية الجانب التركي التخلي عن السوريين بحال حصول تقارب سياسي مع نظام الأسد. وأرجع السبب في الأحداث لنقص المعلومات لدى سكان الشمال وعدم قيام المسؤولين بدورهم في التوعية وتصحيح المعلومات الخاطئة التي يضخها الإعلام. وأضاف أن عمليات الترحيل لا تتم بشكل عشوائي بل للمخالفين فقط، وقال إن تركيا تشهد دخول أكثر من مائة شخص يومياً بشكل غير شرعي من سورية. كما أكد المسؤول التركي أن قانون تجريم العنصرية يتم العمل به، وأكد عليه الرئيس التركي في خطابه.

ولم يقدم المسؤول التركي إجابات واضحة ومحددة حول معظم الملفات المتعلقة بالإدارة والتنسيق في التعليم والمحاكم والرواتب والشحن، كما قال إنه سيراجع الولاة في ما يخص عمل المنسقين. ولم يقدم تصوراً دقيقاً حول مستقبل العلاقات بين تركيا ونظام الأسد ومدى تطورها وتأثيرها بالعلاقات مع الشمال السوري. وبحسب المصادر، لم يخرج الاجتماع بنتائج واضحة أو وعود ونقاط عمل محددة يمكن البناء عليها على أنها مؤشرات للإصلاح والتغيير في المنطقة، فيما أكد المسؤول التركي ضرورة تكرار هذه الاجتماعات وسماع المطالب.

ويأتي الاجتماع بين ممثلين عن تركيا ووجهاء في ريف حلب الشمالي بعد أسبوع شهد احتجاجات واسعة ضد تركيا، على خلفية اعتداءات طاولت لاجئين سوريين في قيصري، وتصريحات من الرئيس رجب طيب أردوغان إزاء التطبيع التركي مع النظام السوري وأدت هذه الاحتجاجات لمقتل أكثر من 5 سوريين واعتقال آخرين من قبل الاستخبارات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري.

وأعادت السلطات التركية اليوم الاثنين فتح معابرها مع الشمال السوري، بعد إغلاقها عقب تظاهرات غاضبة، احتجاجاً على أعمال عنف طاولت اللاجئين السوريين في ولاية قيصري التركية وولايات أخرى، حيث جرت إعادة افتتاح معابر باب السلامة والراعي وجرابلس وتل أبيض ورأس العين.

المساهمون