الأميركي كاسيج.. من مغيث للسوريين إلى رهينة لدى "داعش"

04 أكتوبر 2014
هدّد "داعش" بإعدام كاسيغ (العربي الجديد)
+ الخط -
في نهاية شريط الفيديو الذي بثه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ليلة أمس، وبعد ذبح موظف الإغاثة البريطاني، آلن هينينج، مدّ الرجل المقنّع، الذي بات يُعرف بـ"جون الجهادي"، سكينه صوب الضحية التالية، بيتر كاسيج، الشاب الأميركي الذي كان يجثم على ركبتيه، مهدداً بريطانيا وحلفاءها بأنه سيكون الضحية التالية.

وبعد أن بات إنقاذه أمراً شبه مستحيل، كشفت السلطات الأميركية، اليوم، بعض المعلومات عن هوية مواطنها، الذي قيل أنه تحول الى الاسلام، خلال وقوعه في أيدي "داعش"، وبات يُعرف بـ"عبد الرحمن".

وكان كاسيج (26 عاماً) التحق بالجيش الأميركي في 2006، وخدم في العراق في 2007، لكنه ترك الخدمة لأسباب صحية. وعاد إلى الولايات المتحدة ليدرس العلوم السياسية، قبل أن يتوقف عن الدراسة، بعد وقوعه في حبّ امرأة وزواجه بها، قبل أن يتطلقا.

عاد كاسيج واستأنف دراسته في العلوم السياسية، وكان عاشقاً لدراسة تعقيدات الشرق الأوسط وسبر أغواره، وتمنّى فهم الصراع القائم في العراق وتبعاته، بعد أن كان قد دخله وغادره من دون أن يفهم ثقافته وتاريخه.

ووجد ضالّته في لبنان، فأسس منظمة إغاثة لمساعدة السوريين المتضررين من الحرب في سورية، بعد محاولات قمع الثورة. وردّد أن "عشقي بيروت دفعني الى العمل في مجال الإغاثة".

تعلّق كاسيج ببيروت عندما زارها سابقاً، ليمحو ذكريات زواجه الفاشل، قبل أن يباشر العمل في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت، ووجد فيه متعة كبيرة، إلى درجة قوله في مقابلة أجرته معها مجلة "تايم" الأميركية، إن "دفء مشاعر اللاجئين، وإصرارهم على الصمود، كان سبب حبي عملي. لم ألتق برجل أو امرأة أو طفل، إلا ووجدت الابتسامة تغمر محياه ويأمل في قدوم مستقبل مشرق".

ويردّ على من يتهمه بـ"المثالية والرومانسية المفرطة"، بالقول إن "اختياري العمل في هذا المجال، هو لأننا نعيش حياة واحدة، وبالنسبة لي، هذه هي الفرصة التي طالما حلمت بها".
وكان تنظيم "داعش" خطف كاسيج في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أثناء توجّهه إلى مدينة دير الزور السورية.