من يقف وراء عمليات اختطاف الناشطين والمدونين في العراق؟

09 نوفمبر 2019
عمليات الخطف تستهدف مؤيدي التظاهرات (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفع عدد الأشخاص الذين سُجل اختفاؤهم في مراكز الشرطة ببغداد وجنوبي العراق ووسطه إلى 24 عراقياً بين ناشط ومدون، بينهم فتاتان من بغداد، قاسمهم المشترك تأييد التظاهرات، وسط حملات شعبية نظمت للضغط على السلطات بهدف الكشف عن مصير المختطفين والجهات التي تقف وراء اختطافهم.

وحالف الحظ عدداً من الناشطين في إطلاق سراحهم، بعد اختطافهم، لكن السلطات أو المختطفين أنفسهم الذين أفرج عنهم لم يتحدثوا حتى الآن عن ظروف اختطافهم أو ملابساته والجهة التي تقف وراء ذلك والدافع إلى اختطافهم ثم إطلاق سراحهم، غير أن عدداً توارى عن الأنظار وتوقف عن الكتابة أو الظهور الإعلامي والتدوين أيضاً.

واليوم السبت، كشف أصدقاء ومقربون من الناشط العراقي البارز علي هاشم، عن اختطافه في بغداد، وذلك بعد يومين من اختطاف الناشطين ضرغام الزيدي، وعلي كاظم، وسمير الربيعي من بغداد أيضاً، عقب خروجهم من ساحة التحرير، فيما يتواصل الغموض بشأن مصير الناشطة صبا المهداوي، وسجى محمد، وآخرين، بينهم أستاذ جامعي وآخر مهندس وثالث يعمل في منظمة لمساعدة الأيتام والأرامل في بغداد، وجلّهم داعمون للتظاهرات، وهو الأمر ذاته الذي يشترك به الضحايا المختطفون في الجنوب والوسط العراقي، اختطفوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

بغداد والبصرة ثم ميسان وبابل وذي قار وكربلاء كانت مسرحاً لعمليات اختطاف، عادة ما توجَّه فيها أصابع الاتهامات إلى مليشيات مرتبطة بإيران، وتقف ضد التظاهرات الشعبية العراقية.

وطالبت أخيراً واشنطن والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية السلطات العراقية بالعمل على معرفة مصير المختطفين وإطلاق سراحهم، وذلك عبر بيانات منفصلة صدرت أمس الجمعة وأمس الأول الخميس.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ بعض ممن أُعلن اختطافهم ثبت لذويهم أنهم لدى وزارة الداخلية، لكن فعلياً هناك أكثر من 20 حالة اختفاء لناشطين وناشطات تعتقد الشرطة أنهم لدى مليشيات مسلحة مقربة من إيران تقف ضد التظاهرات، مشيراً إلى أن الشرطة تسعى للوصول إلى أي خيط أو معلومة توصل إليهم.

ويواجه عدد من المليشيات المرتبطة بإيران، تهم خطف للناشطين واستهدافهم، كما حصل في البصرة وميسان، بالأسابيع الماضية، عقب قتل أربعة ناشطين، بينهم فتاة.

ومن أبرز تلك المليشيات المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني"، كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"سرايا عاشوراء".

وعلقت منظمة "العفو الدولية"، أمس الجمعة، على اختطاف الناشطة صبا المهداوي، في أثناء عودتها من ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، مؤكدة أنه لا توجد أي معلومات عن مكان وجودها حتى هذه اللحظة.

وكتبت المنظمة على حسابها في "تويتر"، أن "الناشطة والمسعفة العراقية صبا المهداوي اختطفت على أيدي رجال ملثمين في طريق عودتها من ميدان التحرير في بغداد بداية الشهر الجاري".

وأكدت أنه "لا توجد أي معلومات عن مكان وجودها حتى هذه اللحظة"، وختمت المنظمة تغريدتها متسائلة: "أين صبا؟".

من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي باسم خشان، لـ"العربي الجديد"، إنه "لغاية الآن لم تُحدَّد الجهات التي تقوم بعمليات الاعتقال أو الخطف، هل هي جهات مرتبطة بالحكومة، أم أمنية، أم أنها مليشيات وفصائل مسلحة؟"، مستدركاً بالقول: "لكن في الغالب هناك فصائل غير منضبطة، هي التي تقوم بأعمال كهذه".

واعتبر أنّ "هدف الخطف والاعتقال هو الترهيب، فالحكومة والأحزاب والفصائل الداعمة لها تحاول تخفيف حدة التظاهرات من خلال هذه العمليات لإرهاب المتظاهرين وإخافتهم"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "هذه الأعمال لم تنجح، بل زادت أعداد المتظاهرين".

وأضاف في السياق، أن "قطع الإنترنت جاء حتى تجري عمليات الاعتقال والخطف بسهولة ودون رقابة شعبية، وهناك عمليات اعتقال وخطف غير معلنة أو مكتشفة حتى الساعة".

بدوره، قال الخبير الأمني العراقي مؤيد الجحيشي، إن "عمليات الخطف والاعتقال تقوم بها جهات أمنية، وكذلك مليشيات تابعة للأحزاب، وهناك الكثير من الاعتقالات تجري دون أي أوامر قضائية، وهذا الأمر غير جديد، فبعض الاعتقالات تجري وفق أهواء شخصية لبعض الضباط، وبعض المعتقلين تجري مساومتهم بأموال حتى يفرج عنهم".

ورأى أن "هدف المليشيات من الاعتقال والخطف، إجهاض التظاهرات، فهي طرف مستفيد من هذه الحكومة، خصوصاً مع اتساع رقعة الفساد والفوضى"، مشيراً إلى "وجود انتهاكات أخرى، لكن قطع الإنترنت والترهيب حجبها عن العالم".

المساهمون