العراق: بغداد وكردستان يتفقان على النفط والميزانية

02 ديسمبر 2014
اتفاق على دعم الحكومة المركزية للبشمركة (الأناضول)
+ الخط -
أعلن رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، التوصل لاتفاق بين بغداد وكردستان على حل مشكلتي الميزانية وتصدير النفط.

وقال بارزاني إن أجواء المحادثات "كانت إيجابية وسادتها رغبة جيدة في معالجة المشاكل".
وأضاف "نريد أن نتوصل الى اتفاق حول المشاكل ونرى ذلك أفضل الخيارات، وتوصلنا مع العبادي الى بعض الاتفاقات التي تصب في صالح الطرفين وخرجنا نحن الطرفين بنجاح".


وعن تفاصيل الاتفاق، قال "سنرسل 250 ألف برميل من إنتاج نفط إقليم كردستان الخام و300 ألف برميل من نفط كركوك الى بغداد، وبذلك سندعم الصادرات النفطية، والحكومة العراقية ستقوم بإرسال نسبة 17 في المائة من الميزانية لإقليم كردستان".

وأشار بارزاني الى أنّ الحكومة العراقية، ووفق الاتفاق أيضاً، سترسل مبلغ تريليون و200 مليار دينار عراقي لدعم قوات البشمركة الكردية، وذلك ضمن موازنة الدفاع العراقية.

واكد أن الاتفاق الحالي أيضاً "ليس نهائياً"، مشيراً الى "وجود امور أخرى سنتحدث عنها، لكن هذه بداية جيدة لحل المشاكل العالقة".

وأضاف "أنا سعيد للاتفاق الحاصل، إنه إنجاز جيّد للطرفين ويعني أننا قطعنا مرحلة جيدة". ولفت إلى أن "رغبة العبادي في التوصل الى اتفاق شجعتنا أيضاً".
 
وكان مصدر كردي قد ذكر لـ"العربي الجديد"، أنّ وفدي حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية قد توصلا الى حل لمشكلة تصدير النفط وحصة كردستان من ميزانية الدولة العراقية.

وقال المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه، إن الجانبين توصلا الى اتفاق مساء أمس الاثنين إثر اجتماع شارك فيه كل من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ورئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني.

وكان المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان، قد أعلن لموقع الحكومة أمس الاثنين، أن الطرفين لم يحققا بعد أي تقدم.

وذهب مراقبون الى أنّ مشاركة وزير التعليم العالي العراقي الحالي حسين الشهرستاني، في المحادثات هي السبب في عدم تحقيق تقدّم، إذ يوصف الشهرستاني بأنّه من أشدّ المعارضين لإبداء مرونة مع الأكراد في قضية النفط، وكان طيلة السنوات الثماني الماضية متصلباً في مواقفه، وقد تعقدت الخلافات بين أربيل وبغداد بسبب ذلك، كما لم تنجح أية جولة من المفاوضات بين الطرفين كونه عضواً أساسياً فيها.
 
وأشار المصدر الكردي الى أنّ الاتفاق الجديد سيلزم بغداد بصرف نسبة 17 في المائة من ميزانية الدولة العراقية لإقليم كردستان، وتقدّر تلك النسبة بنحو 16 تريليون دينار عراقي (الدولار الواحد يساوي 1200 دينار عراقي)، شرط أن يقوم إقليم كردستان بتسليم بغداد 250 ألف برميل من إنتاجه من النفط لبيعه، إضافة الى قيام الإقليم ببيع 300 ألف برميل من النفط من إنتاج حقول كركوك عبر خط أنابيب يصل بين إقليم كردستان والأراضي التركية.

وتريد بغداد أن تعوض تراجع أسعار النفط العالمية من خلال ضمان خروج كميات إضافية من نفط كركوك وكردستان الى الأسواق العالمية. وبحسب الاتفاق، فإن الصادرات العراقية سترتفع بعد إضافة 550 ألف برميل من الإنتاج من كركوك وكردستان.

وأكد المصدر أن الاتفاق يتضمن أيضاً مساهمة الحكومة العراقية بجزء من ميزانية الحرب التي تخوضها قوات البشمركة الكردية. ويبدأ تطبيق الاتفاق الجديد في العام المقبل.
وهناك العديد من الملفات الخلافية العالقة بين الطرفين ظلت دون حل، إلّا أن ظروف الحرب فرضت عليهما الاتفاق على اثنتين من القضايا الملحة وهي الصادرات النفطية والميزانية.