بوغدانوف بالعربية: الوضع صعب

13 ديسمبر 2014
نقل بوغدانوف رؤية روسية متشائمة (الأناضول)
+ الخط -
حملت الزيارة الثانية لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى لبنان عناوين إقليمية أكثر منها محلية. عاد المبعوث الروسي الخاص إلى العاصمة بيروت بعد جولة في  دمشق وعاصمة المعارضة السورية في إسطنبول. حمل بوغدانوف إلى طرفَي النزاع مشروع المبادرة الروسية لحل الأزمة، داعياً الطرفين إلى حوار سوري ــ سوري يضمن وحدة البلاد.
وفي لبنان، استكمل بوغدانوف ما فاته من لقاءات في زيارته السابقة مطلع الشهر الحالي التي التقى فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، قائد الجيش جان قهوجي، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، ورئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. والتقى هذه المرة البطريرك الماروني بشارة الراعي، رئيس حزب القوات سمير جعجع، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس اللقاء الأرثوذكسي الرئيس إيلي الفرزلي. واكتفى بوغدانوف بلقاء واحد مع الصحافيين الروس المعتمدين في مقر السفارة الروسية في بيروت، كما كانت تصريحاته مقتضبة بعد اللقاءات.
في معراب، مقر رئيس حزب القوات، تقول مصادر مطلعة على أجواء اللقاء بين الموفد الروسي وسمير جعجع، إن بوغدانوف نقل نظرة غير متفائلة للأوضاع في المنطقة، وقد اختصرها بعبارة "الوضع صعب" التي رددها باللغة العربيّة. وأشار بوغدانوف إلى أن زيارته تهدف الى الاستماع لمختلف الآراء في لبنان، مثلما استمع لمختلف وجهات النظر في سورية. وأكّد أن بلاده ترى في الحوار الطريق الأنسب لحلّ الأزمة السورية على أرضية لقاء "جنيف واحد". لكن هذا الأمر دونه عقبات بارزة أهمها، عدم قدرة المعارضة السورية على التوحّد، حول موقف واحد، وأكّد أن بلاده على علاقة جيدة بالمعارضة السورية بأطرافها المختلفة. ولفت إلى أن لرئيس النظام السوري بشار الأسد، الجمهور الذي يُمثّله.
أمّا في ما يتعلّق بالوضع اللبناني، وخصوصاً ملف رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، فلا يبدو أن بوغدانوف يرى أن الحلّ يُمكن أن يكون محلياً فقط، بل هناك أدوار إقليميّة، ولذلك فإن أي حلّ لا يُمكن أن ينفصل عن الواقع الإقليمي.

كما لم يتحمّس كثيراً للمبادرة الفرنسية التي حملها مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، خصوصاً لجهة الكلام عن موضوع اتفاق إيراني ــ فرنسي، حمله جيرو، وينص على التوافق على مرشّح رئاسي توافقي من دون تعديلات دستورية. فالموفد الروسي سمع من قيادة حزب الله تمسكها بالموقف من ترشيح النائب ميشال عون، وإصرارها على أن يكون الحوار معه، وهو ما يعني أن لا أفق لما يحمله جيرو، كونه يرتكز على تجاوز ترشيح عون. وفي هذه النقطة، أبلغ جعجع المسؤول الروسي أن الحلّ بسيط، وهو نزول نواب عون وحزب الله إلى البرلمان للمشاركة بانتخابات الرئاسة.

ورداً على سؤال، حض بوغدانوف الفرقاء اللبنانيين على أهمية إجراء حوار شامل يضمن "مصلحة لبنان الكبرى"، وعلى إجراء الانتخابات الرئاسيّة بأقرب وقت ممكن دون تسمية أي مرشح. والتقى بوغدانوف في بنشعي، شمالي لبنان، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المؤيد للنظام السوري، ووضع في تصريح للإعلام مراحل المبادرة الروسية من خلال "لقاء ــ خطوة أولى في موسكو بين السوريين وبين ممثلين عن المنظمات المعارضة، والخطوة الثانية لقاء بين ممثلي الحكومة في دمشق وبين المنظمات المعارضة في دمشق داخل سورية وخارجها".

حركة الدبلوماسي الروسي في لبنان، تشير إلى رغبة في الاستماع إلى وجهات النظر أكثر من السعي لحلّ الواقع الداخلي المعقّد، وللتواصل مع الجهات اللبنانيّة المعنية بالملف السوري، وهي ليست كثيرة، بهدف دعم المبادرة الروسية للحلّ في سورية، والتي تسير بموازاة الطائرات الأميركيّة التي تقصف أهدافاً للمتشددين الإسلاميين في الأراضي السورية.
المساهمون