فرنسا: حرب حزبيّة بين ساركوزي وفيون

12 نوفمبر 2014
رفض ساركوزي المساومة على تراث الهويّة الفرنسيّة (Getty)
+ الخط -
تتصاعد الحرب المعلنة داخل صفوف حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الفرنسي، والتي تطال كوادره الرئيسية والمرشحين لرئاسة الحزب، قبل أسابيع من موعد المؤتمر العام الذي سيحسم مسألة القيادة.

وبعد لقاء جماهيري عقده الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، وغاب عنه خصمه رئيس الوزراء السابق ورفيق دربه، فرانسوا فيون، وكذلك وزير الخارجية السابق، آلان جوبيه، برزت فضيحة أخرى، مع تأكيد صحيفة "لو موند"، أن "فيون طلب منذ أشهر، خلال لقائه بالأمين العام لقصر الإليزيه، أن يحرّك ملفّ الملاحقات القضائيّة ضد ساركوزي".

وفي حين سارع فيون إلى نفي هذه الأنباء، متحدثاً في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، عن "مؤامرة تُحاك ضدّه"، نفى الأمين العام للرئاسة صحة ما نقلته "لو موند" عن هذا اللقاء.

وفي سياق متّصل، تعتبر النائب في البرلمان الأوروبي، نادين مورانو، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "اسم الحزب قد تلطّخ، ونحن بحاجة الى طيّ الصفحة، وسوف نتحاور مع الناشطين، والخيار سيكون لهم".

من جهته، يقول النائب في البرلمان الفرنسي، بيار لولوش، لـ"العربي الجديد": "لم أتّخذ موقفاً من أحد". ويوضح على هامش تجمع أقامه ساركوزي أمام الآلاف من أعضاء حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية": "أنا هنا احتراماً لعلاقتنا مع ساركوزي، وبصفتي وزيرا سابقا له، ولم أتخذ أيّ موقف من هذه الحملة الانتخابيّة الداخليّة، وما يهمّني هي الحملة الأولى". ويضيف: "لم أخفِ تأييدي لفرنسوا فيون، وجودي هنا لأنني أحترم وأقدر الرئيس السابق للجمهورية، ولأنني نائب منتخب لمدينة باريس، وما أنتظره من هذا التجمع هو التعرّف إلى رؤية ساركوزي المستقبلية للحزب، لأن هذا هو معنى وهدف الانتخابات لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبيّة".

وركّز ساركوزي، خلال التجمّع الذي نظمه بحضور زوجته كارلا بروني، وزوجة الرئيس السابق برناديت شيراك، على "قيم الجمهورية" التي ينبغي أن "يتناولها الحزب الجديد"، مشيداً بوجود المؤيدين الناشطين. وأضاف: "هؤلاء هنا اليوم لأنهم يرفضون اختيار أي من الحزب الأشتراكي أو حزب الجبهة الوطنية، خصوصاً أن الغضب إزاء المشاكل يتصاعد".

ولم يتردّد ساركوزي، الذي قدم نفسه تحت سقف "الديغوليّة"، في الدعوة إلى "ضرورة التجمّع" ومطالبة الأحزاب "بالعودة إلى النزاهة، بدلاً من اللغة الخشبية والكذب". وذكّر بأن "البرقع إشارة لاستعباد المرأة"، مبدياً رفضه "القرار الذي يسمح للمرأة المحجّبة بأن ترافق الأطفال إلى المدرسة".

ودعا الرئيس السابق، إلى "تغيير كل شيء في الحزب لبناء حزب فرنسا، الذي يريد أن يتجمّع حوله الفرنسيون، ليكون حزباً منفتحاً أمام النقاش وأمام الجمهورية"، رافضاً "المساومة على التراث الذي صنع الهويّة الفرنسيّة، والتراث المسيحي الذي أصبح أساس حضارتنا".

ومن المتوقع أن يشهد الحزب مناقشات حادة على ضوء الخلافات القائمة بين مرشحيه، خصوصاً أن مسألة القيادة ستحسم في المؤتمر العام للحزب، المقرر انعقاده أواخر الشهر الحالي.

المساهمون