250 خبيراً أممياً لمراقبة الانتخابات البرلمانية في العراق

31 يوليو 2021
تواصل الحكومة العراقية مساعيها لإجراء الانتخابات بموعدها (أحمد الربيع/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن 250 خبيراً أممياً سيصلون قريباً إلى العراق، للعمل مراقبين في الانتخابات البرلمانية المبكرة، والتي من المزمع إجراؤها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في وقت هاجمت فيه قوى سياسية عراقية حليفة لطهران الدور الأممي بالعراق، معتبرة أنه "تدخل" بالشأن الانتخابي.

يجرى ذلك في وقت انسحبت فيه كتل سياسية عراقية من السباق الانتخابي، وسط حراك لتأجيل موعد الانتخابات، فيما أكدت مفوضية الانتخابات أن موعد الانتخابات لن يتأثر بأي دعوات للانسحاب، كون المفوضية شرعت بطباعة ورقة الاقتراع الخاصة بالمرشحين، معبرة عن أملها في ألا تؤثر بعض التصريحات والمواقف على الناخبين.

وتواصل الحكومة العراقية مساعيها لإجراء الانتخابات بموعدها، وتعمل على التنسيق مع الفرق الأممية للإشراف عليها.

ومساء أمس الجمعة، التقى وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس فريق الدعم الانتخابي في دائرة الشؤون السياسيَّة وبناء السلام، في الأمانة العامة للأمم المتحدة، كريغ جاينيس، والفريق الأمني المرافق له، وبحث معه التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها المُحدد.

ووفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية، فإن الوزير فؤاد حسين أكّد المضي بإجراء الانتخابات في موعدها، مُعرباً عن سعادته لحصول العراق على موقف داعم بالإجماع من قبل مجلس الأمن، فيما يتعلق بملف الانتخابات.

وأكد أن "الحكومة العراقيَّة تبذل جُهُوداً كبيرة لتأمين الانتخابات، وتجري استعداداتها لتوفير كل المتطلبات التي تقع على عاتقها، وتوفير الأجواء الآمنة لانتخابات نزيهة تلبّي المعايير الدوليّة".

ونقل البيان عن رئيس فريق الدعم الانتخابي في الأمم المتحدة، كريغ جاينيس، تأكيده أن "الأمم المتحدة ستوظف 150 خبيراً أممياً لتعزيز جُهُود الدعم الانتخابي المقدمة إلى العراق، سيعملون كفريق تحضيري لعملية المُراقبة، وسيتم توزيعهم على أربعة مراكز رئيسة في العراق، كما سيتم إرسال 100 خبير أممي في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وستكون مهمتهم الرئيسة مُراقبة الانتخابات".

وأشار إلى أن "جُهُود الأمم المتحدة تتوزع على مُحورين في مجال الدعم الانتخابي، وهما المُساعدة الفنية، والمُراقبة الانتخابية، لتكون البعثة الأممية للمساعدة الانتخابية في العراق هي الكبرى للأمم المتحدة"، لافتاً إلى أنّ "فريق التواصل الاستراتيجي سيصل إلى بغداد قريباً". 

يأتي ذلك، في وقت ترفض فيه قوى سياسية حليفة لطهران دور الأمم المتحدة بمراقبة الانتخابات، ووجهت اتهامات إلى بعثتها (الأمم المتحدة في العراق) ورئيستها، جينين بلاسخارت، بـ"التدخل في ملف الانتخابات".

ويعد "زعيم ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي من أشد المهاجمين لبعثة الأمم المتحدة، إذ قال في تغريدة له "يبدو أن بلاسخارت بحاجة إلى معرفة مهمتها ودورها كمسؤولة لبعثة يونامي في العراق، وأن البعثة تتحرك بطلب الحكومة العراقية، ولا صلاحية لها بالتحرك والتدخل في شؤون الانتخابات إلا بما تحتاجه المفوضية"، مشدداً على أن "دورها مرفوض في الحديث عن تأجيل الانتخابات". 

وسبق أن هاجم رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، رئيسة البعثة، معتبراً أنها "تجاوزت الدور المهني وأصبحت ورقة في الملعب السياسي العراقي"، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "يكون الدور الأممي مهنياً في دعم العراق". 

وحول ذلك قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي إن التصعيد لواضح من قبل قوى حليفة لطهران تجاه بعثة الأمم المتحدة يأتي بسبب قيام الأخيرة بخطوات واضحة على مستوى تعزيز استقلالية مفوضية الانتخابات وتوجيه دعوات لمراقبين دوليين المشاركة في الاستحقاق الانتخابي كمراقبين.

وأضاف النعيمي في حديث لـ"العربي الجديد" إن "سبب رفض تلك القوى للدور الأممي نابع من كونها غير مطمئنة إلى أن الإجراءات الرقابية لن تستهدفها خاصة، وأنها تمتلك نفوذاً مسلحاً بأكثر من نصف الدوائر الانتخابية في العراق عبر الفصائل المسلحة التي تمتلكها، إضافة إلى تهمة تحيز البعثة الأممية التي توجهها القوى الحليفة لإيران".

المساهمون