ليبيا: تنسيق مصري - فرنسي للعودة إلى المفاوضات السياسية

30 مايو 2020
منيت مليشيات حفتر بخسائر خلال الشهر الماضي(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

حالة نشاط دولي واسعة يشهدها الملف الليبي وسط تقاطع لمصالح وأهداف القوى الدولية اللاعبة في المشهد هناك. ففي الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة الأميركية من دور روسي متعاظم لدعم مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كشفت مصادر دبلوماسية رسمية مصرية، لـ"العربي الجديد"، عن تحركات للقاهرة لدى قوى دولية في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ومنع تدهور الأوضاع لدى مليشيات حليفها حفتر، وإفساح المجال لحل سياسي، يُحجّم الدور التركي الداعم لحكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد الخسائر التي منيت بها مليشيات شرق ليبيا خلال الشهر الماضي.

وقالت المصادر إن مصر طلبت من فرنسا لعب دور لتحريك الجهود الرامية لإعادة أطراف النزاع الليبي إلى طاولة المفاوضات، وذلك بعد القناعة التامة بفشل الحل العسكري، وهو ما أبدت باريس ترحيبها به أيضاً، على أمل الوصول إلى صيغة تؤمّن مصالحها في البلد. وبحسب المصادر، فإن هناك تجاذبات وتفاوتاً في وجهات النظر داخل المعسكر الداعم لحفتر، بسبب تباين واضح في الأهداف. ففي الوقت الذي بات فيه الهدف المصري الأساسي يتمثل في تأمين حدودها الغربية، ومنع إقامة قواعد عسكرية لدول في حالة عداء معها، تتمسك الإمارات باستمرار الوضع الراهن، وتجديد المعارك العسكرية في محاولة لإنهاك تركيا وتشتيت أنظارها عن ملفات أخرى في المنطقة.

كما كشفت المصادر عن أن "الاتصالات المصرية الفرنسية أخيراً، جاءت بعد وصول معلومات استخباراتية لمصر بشأن مشاورات بين حكومة الوفاق والجزائر لتوقيع اتفاقيات أمنية وسياسية، برعاية تركية، وهو ما سيزيد المشهد تعقيداً بالنسبة لمصر". وأوضحت المصادر أن الاتفاقيات المزمع إتمامها بين طرابلس والجزائر ربما تحمل رسائل طمأنة لباريس من جهة أخرى، وهو ما دفع مصر للتحرك سريعاً لدى فرنسا وإقناعها بالتدخل لدى الأطراف الدولية، أو عبر آلية اتفاق باريس للعودة مجدداً لطاولة المفاوضات.

يأتي ذلك في الوقت الذي اجتمع فيه رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، شرقي ليبيا، عقيلة صالح بعدد من القيادات العسكرية البارزة في مليشيات حفتر، في مدينة القبة، تقدمهم رئيس الأركان عبد الرزاق الناطوري، ورئيس أركان القوات الجوية صقر الجروشي، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة محمد السنوسي. وجاء الاجتماع، الذي عقد بغياب حفتر، بحسب ما تم الإعلان عنه، لإطلاع صالح بصفته القائد الأعلى للجيش في شرق ليبيا على مستجدات الأوضاع الميدانية. وكانت مصادر بمعسكر شرق ليبيا قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن تحركات لتجهيز بديل لحفتر إذا انقطعت السبل تماماً أمام الحل العسكري، والوصول لاتفاق سياسي يكون من نتائجه تغييب اللواء المتقاعد عن المشهد. وأوضحت أن هذا التوجه يجري بترحيب مصري، مشيرة إلى أن عبد الرزاق الناطوري يعد الشخصية الأمثل في معسكر شرق ليبيا لهذه المهمة، في ظل عدم وجود رفض له في معسكر الغرب الليبي.

المساهمون