بومبيو يفشل في حل الخلافات السياسية الأفغانية... وواشنطن تعلن خفض مساعداتها لكابول

24 مارس 2020
واشنطن: الخلافات بين القادة الأفغان تضر بالمصالح الأميركية (الأناضول)
+ الخط -
فشل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في احتواء الخلافات الناجمة عن الانتخابات الرئاسية الأفغانية بين الرئيس أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله، وفشلهما في تشكيل حكومة شاملة، ما أدى إلى إعلان واشنطن تخفيض مساعداتها بقيمة مليار دولار. 

وقال مصدر مهم في الحكومة لـ"العربي الجديد"، إن بومبيو فشل في احتواء الأزمة بين الرئيس الأفغاني أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله بسبب تمترس كل واحد منهما خلف موقفه. 

وأكد الرئيس الأفغاني، خلال اللقاء مع بومبيو، ضرورة تشكيل حكومة تشمل جميع الأطياف الأفغانية، لكن عبد الله عبد الله أصر على استمرار حكومة الوحدة الوطنية، يكون نصيبه فيها خمسين في المائة، مع اشتراط أن يكون منصب رئيس الوزراء له، غير أن غني رفض ذلك، وبالتالي فشل بومبيو في احتواء الأزمة بينهما.

من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية تخفيض المساعدات الأميركية مع أفغانستان مليار دولار، مع استعدادها لخفض مماثل في 2021، وذلك بسبب استمرار الأزمة السياسية. 

وأوضحت الخارجية الأميركية، في بيان، أن بومبيو زار كابول أمس الإثنين، لاحتواء الأزمة بين غني وعبد الله، لكن تلك المحاولة لم تنجح، وبالتالي أعلنت واشنطن خفض مساعداتها لكابول وإعادة النظر فيها، معربة عن أسفها لفشل القادة الأفغان في تشكيل حكومة شاملة.

كما شددت الخارجية الأميركية على أن الخلافات بين القيادة السياسية في أفغانستان تضر بالمصالح الأميركية، وهو ما أجبر واشنطن على تخفيض مساعداتها.

وعلى الصعيد العسكري، قال البيان الأميركي إن واشنطن لن تساعد العمليات العسكرية التي تُجرى من أجل أهداف سياسية، ولا القيادة التي تأمر بإجراء مثل تلك العمليات، كما أنها لن تقبل فكرة الحكومات الموازية.

وألقت الخارجية الأميركية أيضاً اللوم على القيادات الأفغانية بسبب عدم تمكنها من تشكيل هيئة تفاوض شاملة مع طالبان، لافتة إلى أن القيادة الأفغانية لو تمكنت من تشكيل حكومة شاملة، فإنها ستتمكن من العمل لترسيخ الأمن والاستقرار، والمضي قدماً في عملية المصالحة، وحينها يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تعيد النظر في قرارها الحالي.

ووصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارة مفاجئة لأفغانستان أمس الإثنين، من أجل التباحث بشأن الأزمة السياسية والعمل على التوافق التاريخي بين واشنطن وطالبان الذي وقع بالدوحة في 29 فبراير/ شباط الماضي.

وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي، في تغريدة على موقع "تويتر"، أمس، إن الرئيس الأفغاني التقى بومبيو، وتباحث معه بشأن مستجدات المصالحة والخطوات المستقبلية بشأنها، والإجماع على مستوى المنطقة بشأن المصالحة، مضيفاً أن الطرفين ناقشا أيضاً الوضع السياسي والأمني في أفغانستان.

كما قال الناطق باسم مكتب عبد الله عبد الله مجيب الرحمن رحيمي أيضاً، في بيان، إن الوزير الأميركي اجتمع أيضاً بعبد الله عبد الله وناقش معه المصالحة ومجمل الأوضاع في البلاد، مشيراً إلى أن الطرفين شددا على ضرورة حل المعضلة السياسية في البلاد.

وسبق أن حاول المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة زلماي خليل زاد إطلاق عملية الإفراج عن معتقلي طالبان والحكومة وفق التوافق بين طالبان وواشنطن، كما حاول أيضا أن يجد حلاً للخلافات بين الرئيس أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله، لكن تلك الجهود لم تأتِ بطائل.

وأتت زيارة بومبيو المفاجئة لكابول من أجل إيجاد حلول للقضيتين وتسريع العمل على تنفيذ التوافق الذي وقع في الدوحة بين طالبان وواشنطن، والذي كان من المفترض أن يتم بموجبه الإفراج عن خمسة آلاف سجين لطالبان مقابل إفراج الحركة عن ألف سجين، لكن رفض الرئيس الأفغاني للأمر عرقل عملية المصالحة، وبالتالي لم تبدأ المرحلة الثانية من العملية وهو الحوار الأفغاني-الأفغاني الذي حُدد في العاشر من مارس/آذار الجاري.

المساهمون