تعرّف إلى أبرز المرشحين لخلافة المهندس بقيادة مليشيات "الحشد" في العراق

22 يناير 2020
خلافات وسط "الحشد" بشأن خلافة المهندس (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
بعيد ساعات قليلة من إعلان نواب في البرلمان العراقي ومقربين من فصائل "الحشد الشعبي" في العراق الاتفاق على اختيار أبو علي البصري بديلا عن أبو مهدي المهندس في قيادة مليشيات "الحشد"، بعد نحو ثلاثة أسابيع على اغتيال الأخير بغارة أميركية خلال استهداف قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي، عادت هيئة "الحشد" لتنفي الإعلان عبر موقعها الرسمي، وتؤكد أنه لم تتم تسمية أي شخصية بديلة للمهندس حتى الآن. 

وكان المهندس يشغل منصب القائد الميداني أو العسكري لعمليات "الحشد الشعبي"، وهي المظلة الجامعة لنحو 70 فصيلا عراقيا مسلحا، تشكل أغلبها عقب عام 2014 بعد اجتياح تنظيم "داعش" لمساحات واسعة من شمال وغربي البلاد.

وما زال المنصب شاغرا منذ مقتله مطلع الشهر الحالي، وسط تسريبات تؤكد وجود خلافات على اسم المرشح للمنصب، بين رئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض، وقياديين بـ"الحشد" يشتركون في كون جميع الأطراف مدعومين من طهران. 

وأبلغ قيادي بارز في تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لمليشيات "الحشد" في البرلمان العراقي، "العربي الجديد" بأن ستة أسماء حتى الآن طرحت لتولي منصب المهندس الشاغر، وهناك دعم متفاوت بين الفصائل المسلحة لكل من تلك الأسماء، لافتا إلى أن "الخلافات الحالية بسيطة، ولا تمكن مقارنتها بخلافات اختيار رئيس الحكومة على سبيل المثال، وقد تحل في جلسة أو اجتماع واحد"

لافتا إلى أن الخلافات ستحسم قريبا بتدخل إيراني.

ومن تلك الأسماء المطروحة بقوة أبو علي البصري، واسمه الحقيقي عدنان إبراهيم محسن المحسني، وهو أول قائد لمليشيا "بدر" الموالية لإيران، والتي أسست مع بدايات الحرب العراقيةالإيرانية، واتخذت من إيران ملاذا لها، واستمر في المنصب قبل أن يعتزل منه عام 1998، ليخلفه أبو مهدي المهندس على المنصب لعامين، ومن ثم تولى المنصب هادي العامري عام 2000، ومازال مستمرا فيه.

بعد العام 2003، حصل البصري على منصب وكيل وزير التربية، ومن ثم أصبح وكيلا لوزير العمل والشؤون الاجتماعية. 

وعقب تأسيس مليشيا "الحشد الشعبي" بعد اجتياح تنظيم "داعش" عددا من المحافظات العراقية صيف 2014، أصبح البصري قائدا لعمليات "الحشد الشعبي".

كما يطرح اليوم اسم هادي العامري زعيم مليشيا "بدر"، ورئيس تحالف "الفتح" البرلماني، للمنصب، إضافة إلى القيادي بـ"التيار الصدري" و"المعاون الجهادي" لزعيمه مقتدى الصدر كاظم العيساوي، الملقب بأبو دعاء العيساوي، كما يجري وبقوة طرح اسم حامد ثجيل الشيباني، الملقب بأبو مصطفى الشيباني، أحد أبرز الأسماء التي برزت في دعم النظام السوري بمعارك حلب وريفها ضمن "كتائب سيد الشهداء"، ويعتبر من المقربين لأبو مهدي المهندس وأيضا القيادي بـ"حزب الله" اللبناني المغتال عماد مغنية، ويحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية.

كما يطرح اليوم اسم "الخال"، وهو القيادي في كتائب "حزب الله" العراقية، ويدعى كريم محسن الازيرجاوي، والمتهم الأول بمجزرتي السنك والخلاني بحق المتظاهرين، وأيضا الهجوم على السفارة الأميركية الشهر الماضي

 

ماذا يعني منصب نائب قائد "الحشد"؟ 

وبحسب القانون الذي سنه البرلمان العراقي خلال الدورة الانتخابية الماضية، الذي جمع الفصائل المسلحة المختلفة تحت مظلة هيئة أطلق عليها رسميا "الحشد الشعبي"، ويتلقى أفرادها البالغ تعدادهم نحو 120 ألف مسلح مرتبات مماثلة لمرتبات الجندي العراقي في الجيش، فإن منصب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" يجب أن يكون مدنيا على غرار منصب وزير الدفاع، وهو ما يجعل منصب نائب رئيس "الحشد" أكثر أهمية، على غرار أهمية منصب رئيس أركان الجيش في العراق مقارنة بمنصب وزير الدفاع قليل الصلاحيات.

وقال القيادي في "الحشد" محمد الدراجي إن منصب نائب رئيس "الحشد" هو المنصب الأول وليس لرئيس الهيئة الحالي فالح الفياض دور ميداني يذكر في تحركات "الحشد"، لافتا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المنصب يجب أن يكون عقائديا، بمعنى أن من يتولاه يجب أن يكون بموافقة كل القادة البارزين بـ"الحشد" كونه على تماس مباشر معهم، معتبرا أن "الحكومة تنأى بنفسها عن الخلافات في وجهات النظر الحالية، كونها تعي أن الموضوع خاص أو داخلي بين فصائل الحشد ذاتها". 

وأكد عضو تحالف الفتح (الجهة السياسية الممثلة لـ"الحشد") كريم عليوي، في تصريح صحافي، أن "مجلس شورى "الحشد" عقد اجتماعا موسعا، وقرر انتخاب البصري خلفا للمهندس"، مبينا أن "البصري هو من القيادات المعروفة في الحشد"، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

كما قال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، في تغريدة له على "تويتر": "أنباء غير رسمية، شورى "الحشد" الشعبي يصوتون على عدنان إبراهيم محسن المحسني أبو علي البصري نائباً لرئيس هيئة "الحشد" خلفاً للمهندس، وشغل البصري قائد عمليات هيئة "الحشد الشعبي"، وهو من قدامى قيادات منظمة "بدر" العسكرية، وكان أحد أعضاء الهيئة المركزية للمجلس الأعلى، وبرز في إيران عام 1984".

 

لكن هيئة الحشد عادت لتنفي بشكل رسمي اتفاقها على أي مرشح للمنصب، مبينة، في بيان لها، أن "الحديث عن تعيين خليفة للقائد الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس عار من الصحة".

المساهمون