آلاف المتظاهرين في ساحات العراق رفضاً لـ"محاولة إعادة تدوير عبدالمهدي"

17 يناير 2020
تظاهرات اليوم رفعت شعارات جديدة (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
على غرار الأسابيع الخمسة عشر الماضية من عمر الانتفاضة العراقية، اكتظت، اليوم الجمعة، ساحات وميادين التظاهرات في العاصمة بغداد ومدن جنوبي ووسط البلاد، بعشرات آلاف العراقيين، الذين بدأوا التوافد بكثرة عقب انتهاء صلاة وخطبة الجمعة، رغم استمرار حالة الانتشار الأمني والعسكري.

وشهدت تظاهرات، اليوم الجمعة، شعارات جديدة، ضدّ كل من الولايات المتحدة وإيران، مهاجمة بالوقت ذاته أحزاب السلطة، ومتهمة إياها بالعمالة للأجنبي ورهن مستقبل البلاد.

وشهدت العاصمة بغداد تظاهرات واسعة تركزت في ساحتي التحرير والخلاني وعند جسري الجمهورية والسنك، شارك بها مواطنون من جانبي الكرخ والرصافة.


ورفع المتظاهرون شعارات تهاجم قوى سياسية عدة وترفض ما وصفوه "محاولة إعادة تدوير عبد المهدي"، في إشارة إلى مساع سياسية لإعادة تجديد الثقة لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، بعد تعذر التوافق على تكليف مرشح جديد لتشكيل الحكومة التي جرى التوافق على أن تكون مؤقتة، لحين تهيئة انتخابات مبكرة في عموم مدن البلاد خلال مدة لا تتجاوز عاماً واحداً.

وقال الناشط، رياض علاوي سبتي، أحد أعضاء لجان التنسيق في ساحة التحرير في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "استمرار توافد العراقيين على ساحات التظاهر وتقديمهم الطعام والأغطية، وتعبيرهم عن ثنائهم وامتنانهم هو بمثابة منح تفويض شعبي عراقي للمتظاهرين".

وأضاف "الحمد لله أن الساحات مكتظة، وكل المحاولات لحرف مسار الانتفاضة باءت بالفشل، ورغم أن الخوف من تظاهرات الأحزاب والفصائل المسلحة الجمعة المقبلة لا تزال قائمة من جهة أنها محاولة لضرب حراك العراقيين الحالمين بوطن محترم وكريم العيش فيه، إلا أن هناك إصرارا على كسر رهان الأحزاب والسلطة في إنهاء تظاهراتنا، حيث يعولون على الوقت ويأس المتظاهرين من الإصلاح، وكذلك القمع الوحشي والتهديد والترهيب الذي تقوم به دولة الظل".

بالتزامن، شهدت ساحتا البحرية وذات الصواري في البصرة، تظاهرات واسعة شارك بها زعماء قبائل وأعضاء وممثلون عن منظمات مدنية، إحياء لمرور أسبوع على اغتيال الصحافي أحمد عبد الصمد، والمصور صفاء غالي على يد مسلحين عقب خروجهم من ساحة التظاهر، الجمعة الماضية.

ورغم استمرار عمليات الخطف والاغتيال والتهديدات التي يتعرض لها الناشطون في التظاهرات، إلا أن التظاهرات كانت حاشدة.

ورفع متظاهرو البصرة شعارات عدة أبرزها "لا تراهنوا على البرد والمطر والوقت، باقون حتى تعافي الوطن"، و"لا أحد يحب الوطن مثل الفقراء، اسمحوا لنا بالعيش فيه مثل الآخرين".

في المقابل، اتّخذت قوات الأمن إجراءات مشدّدة لمنع خروج المتظاهرين من نطاق ساحات التظاهر أو محاولة التوجّه إلى مقرات رسمية وسط مدينة البصرة.

كذلك، شهدت ساحات الصدرين في النجف والتربية في كربلاء، والساعة في الديوانية، تظاهرات مماثلة، على نحو واسع، ولا تزال مستمرة وبشعارات لا تختلف عمّا رفعه متظاهرو البصرة.

وهدد متظاهرو النجف باللجوء إلى العصيان المدني وتعطيل مرافق الحياة كافة، مؤكدين تأييدهم المهلة التي أطلقها متظاهرو الناصرية.

وأمهل بيان لساحة اعتصام النجف، تلاه متظاهرون من داخل الساحة، "البرلمان المهلة ذاتها التي حددها متظاهرو الناصرية (20 من الشهر الحالي) من أجل إنهاء تشكيل الحكومة الانتقالية، بحسب ما توافقت عليه جموع الشعب من صفات ومواصفات".

وشدّد المتظاهرون، وفقاً للبيان على "رفض التسويف والمماطلة في تحقيق مطالبنا المشروعة، وعدم اعترافنا بأي حكومة يراد منها تدوير نفايات أحزاب الفساد".

وفي الناصرية أسخن مدن جنوبي العراق على خارطة التظاهرات، شهدت مشاركة واسعة في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار المحلية إلى جانب مدن وبلدات أخرى، أبرزها الغراف والرفاعي وسوق الشيوخ.

وحرصت قوات الأمن على الابتعاد عن المتظاهرين تحسباً من أي استفزاز قد يؤدي إلى مواجهات جديدة، على غرار أحداث سابقة شهدتها مدن المحافظة التي تدخل شهرها الثاني بلا مقرات حزبية لأي من القوى السياسية. وأحرق المتظاهرون حتى الآن 52 مقراً لأحزاب وحركات سياسية وفصائل مسلحة منذ انطلاق الانتفاضة في أكتوبر/تشرين الأول.