استمع إلى الملخص
- تسبق الزيارة قمة ثلاثية في طرابلس مع قادة الجزائر وتونس والمجلس الرئاسي الليبي، لتعزيز مناقشة الأزمة الليبية مع السيسي ودفع القاهرة لدعم الحلول السياسية والانتخابات في ليبيا.
- يرافق تبون وفد وزاري، وتأتي الزيارة في ظل تعاون متزايد بين الجزائر ومصر في مجالات الغاز والاتحاد الأفريقي، قبل التوجه إلى سلطنة عمان لتعزيز التعاون في الصناعات الدوائية والطاقة المتجددة.
يصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون غداً الأحد إلى مصر، في زيارة تستمر ليومين، يلتقي خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة عدد من قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، وملفات إقليمية، على رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأزمة الليبية، تتبعها زيارة إلى سلطنة عُمان هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى هذا البلد.
وتشكل تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها بين تبون والسيسي، حيث تسعى الجزائر إلى الدفع بتحرك عربي على مستويين، الأول إغاثي وإنساني، لإدخال المساعدات العاجلة، سواء عبر معبر رفح أو عبر ممرات أخرى، والثاني ميداني، لوقف العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، ضمن استمرار الجهد الدبلوماسي الجزائري في مجلس الأمن بهذا الشأن.
وعلى صعيد آخر، يسبق زيارة تبون إلى القاهرة لقاء قمة ثلاثي يجمع قادة كل من الجزائر وتونس ورئاسة المجلس الرئاسي الليبي، في العاصمة طرابلس، ما يعزز حضور الأزمة الليبية في النقاشات بين تبون والسيسي، إذ تسعى الجزائر إلى دفع القاهرة لدعم جهود إعادة توحيد مسارات الحل السياسي، والتوافق على تصورات لحل الأزمة، وطرح أفكار يمكن أن تكون محل دعم في قمة طرابلس، وكذا دفع القاهرة إلى الضغط على مجلس النواب الليبي بهدف التوصل إلى توافقات تتيح تنظيم انتخابات عامة، نيابية ورئاسية.
ويرافق الرئيس تبون وفد وزاري يضم وزير الخارجية أحمد عطاف ووزير الطاقة محمد عرقاب. وتعد هذه الزيارة الثانية لتبون إلى القاهرة منذ توليه السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2019، إذ سبق أن زار القاهرة في يناير/كانون الثاني 2022، لكن الزيارة الحالية تأتي في ظرف مختلف على صعيد العلاقة بين الجزائر والقاهرة، حيث يبرز هذه المرة تعاون أكبر في مجال إمدادات الجزائر للقاهرة من الغاز، وتفاهم في بعض المسائل داخل الاتحاد الأفريقي، وتقارب لافت في المواقف بين الجزائر ومصر في عدد من الملفات والقضايا، على غرار دعم كلا البلدين الحكومة والجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع والأطراف الإقليمية التي تدعم هذه القوات.
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد زار القاهرة في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأجرى مباحثات ثنائية مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، في سياق التحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة، خاصة الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية-المصرية. ونهاية الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على تعيين السفير الجزائري الجديد في القاهرة محمد سفيان براح.
في سياق ثالث، يشكل قطاع الطاقة أحد أبرز الملفات القائمة بين البلدين، إذ تسعى مصر إلى الاستفادة من إمدادات الغاز الجزائري. وكان السفير المصري بالجزائر مختار وريدة أكد قبل فترة قصيرة في ندوة حول التعاون الاقتصادي بين البلدين عقدت في الجزائر ونظمها الاتحاد الجزائري للاقتصاد والاستثمار، وجود مباحثات بين الجانبين الجزائري والمصري للتعاون في مجال الغاز. وشدد السفير على أن العلاقات الجيدة بين البلدين "كان لها الأثر الحسن" على الاقتصاد ما رفع من حجم التبادل التجاري بين الطرفين.
ويبلغ حجم الاستثمارات المصرية في الجزائر حاليا حوالي 3 مليار دولار، موزعة على قطاعات المنشآت والأسمدة والكابلات. وتطور حجم المبادلات التجارية بين البلدين، من 600 مليون دولار إلى مليار دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينما تخطط الجزائر والقاهرة لرفعه إلى خمسة مليارات دولار في غضون الأربع سنوات المقبلة، باستهداف قطاعات الصناعات الغذائية والصناعات التكميلية في مجال السيارات والطاقة الجديدة والمتجددة.
وبعد القاهرة، يتوجه الرئيس تبون الى مسقط، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري الى سلطنة عمان، والثانية على مستوى القادة في تاريخ البلدين، حيث كان السلطان الراحل قابوس قد زار الجزائر في قمة عدم الانحياز عام 1973. وليس واضحاً دافع زيارة تبون إلى مسقط، وما إذا كانت الجزائر تريد من السلطنة لعب دور ما في بعض القضايا، بحكم وضعها في مجلس التعاون الخليجي. ويتعاون البلدان في مجالات محدودة كالصناعات الدوائية والطاقة المتجددة والمناجم والزراعة الصحراوية.