ندّد رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، من على منبر الأمم المتحدة الأربعاء "بتدخّل" دول أجنبية في ليبيا، متهّماً خصمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأنّه "مجرم متعطّش للدماء".
وقال السراج في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "من المؤسف أنّ دولاً أخرى تواصل التدخّل" في شؤون ليبيا، مسمّياً كلّاً من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا ومصر، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".
واستباقاً، على ما يبدو، لجهود أممية ودولية لعقد مؤتمر دولي جديد في برلين، أشار السراج في وقت سابق إلى أن مشاركة حفتر "في المؤتمرات التي تهدف إلى حل سياسي للأزمة ليست سوى محاولة لكسب الوقت"، مشدداً على تمسّكه بالمبادرة التي طرحها في شهر يونيو/حزيران الماضي لحلّ الأزمة الراهنة، والتي نصت على استبعاد حفتر من الحل السياسي وضرورة إشراك أطياف أوسع في ملتقى ليبي–ليبي لصياغة حل جديد.
وبحسب مكتبه الإعلامي، فقد أكد السراج للممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فيدريكا موغريني، خلال لقائه بها الثلاثاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "استئناف المسار السياسي يجب أن يقوم على قواعد جديدة، ووفق آليات تأخذ في الاعتبار المعطيات التي أفرزها عدوان خليفة حفتر على طرابلس"، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه في كلمته بمنتدى كونكورديا الدولي في نيويورك، الذي شدد فيه على رفض حفتر، واصفاً اياه بـ"مخادع طوال الوقت، وينتظر الفرصة لينقض على الحكم".
في المقابل، أعلنت قيادة قوات حفتر رفضها للحوار مع القوات المسيطرة على العاصمة واصفة إياها بـ"المجموعات الإرهابية والمليشيات" معتبرة أنها تسيطر على مقاليد ومناحي الحياة في طرابلس.
وقالت قيادة حفتر، في بيان لها ليل الأربعاء، قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بليبيا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة الذي سيعقد الخميس، إن الحوار "هو الضامن الوحيد لوحدة البلاد وتوحيد مؤسساتها لكن لا حوار طالما بقيت المجموعات الإرهابية والمليشيات المسلحة".
وزعمت قيادة حفتر بأنها "سعت جاهدة من خلال المفاوضات التي انخرطت فيها طيلة السنوات الماضية للوصول لحلول مقبولة"، لكنها اعتبرت أن "تلك المفاوضات كانت ولاتزال تصطدم دائما بمعارضة المجموعات الإرهابية والمليشيات" في إشارة لقوات حكومة الوفاق التي تقاتلها قوات حفتر منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وفيما شددت قيادة حفتر على قبولها بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، اعتبرت ذلك "أمرا مستحيلا قبل القضاء على المليشيات في طرابلس وتفكيكها".