وقد يتسبب تصعيد المواقف في تهديد اللقاء المحتمل بين الرئيس الإيراني ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، في نيويورك، خصوصاً أن تأشيرة روحاني لم تصدر إلى الآن.
وقال روحاني، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع لحكومته، إنّ بلاده تتعرض لـ"أقصى الاتهامات" بعد تعرضها لأقصى الضغوط الاقتصادية، لينفي بذلك ضلوع طهران في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، معتبراً هذه الاتهامات بأنها "واهية ولا أساس لها".
وأضاف روحاني أن هذه الهجمات تمثل "رسالة إنذار من اليمنيين"، داعياً إلى اعتبار الهجوم الأخير على منشآتها النفطية، بمثابة تحذير لإنهاء حرب اليمن. كما دعا التحالف السعودي الإماراتي والولايات المتحدة إلى "استخلاص العبر منها وإطفاء النار في المنطقة".
وأشار الرئيس الإيراني، إلى أن "اليمنيين لم يقصفوا المدارس والمستشفيات أو الأسواق"، في انتقاد غير مباشر لهجمات التحالف السعودي الإماراتي على المرافق العامة في اليمن، قائلاً: "إنهم (اليمنيين) هاجموا منشآت صناعية ليرسلوا رسالة إنذار إلى أعدائهم".
ولفت روحاني إلى أن بلاده "لا تريد أن تشهد المنطقة صراعاً"، متسائلاً "من بدأ الحرب على اليمن"، ليجيب على ذلك بالقول إن "السعودية والإمارات وأميركا والكيان الصهيوني ودولاً أوروبية، هي التي أشعلت الحرب في هذه المنطقة ودمرت اليمن". وتابع قائلاً إن "من الغريب أن لا يدرك الأعداء مدى قدرات محور المقاومة".
وقال الرئيس الإيراني أيضاً إن إيران "تريد علاقات صداقة مع جيرانها في الجنوب"، في إشارة إلى الدول العربية في الخليج، مضيفاً أنها "لم تكن البادئة في قطع العلاقات" ليدعو الدول التي قطعت علاقاتها مع إيران إلى "أن تتقدم في عودة العلاقات".
وحول إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، أكد روحاني أنه "لا يمكن إجراء التفاوض في ظل الضغوط القصوى التي تمارسها أميركا" ضد بلاده، رابطاً أي تفاوض بوقف واشنطن "كافة ضغوطها القصوى".
وأضاف أن "سياسة الضغوط القصوى الأميركية في نهاياتها"، معتبراً أن "سلطة الدولار في العالم ستنتهي".
وفي السياق، قال روحاني إن إيران "لديها علاقات مصرفية مع بعض الدول من خارج نظام السويفت" العالمي الخاضع للسيطرة الأميركية، مشيراً إلى روسيا والعلاقات التجارية معها ومع دول أخرى بالعملات المحلية.
وقال روحاني إن التجارة بالعملات المحلية "تحل الكثير من مشاكلنا الاقتصادية".
وكان المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد اعتبر طرح واشنطن موضوع التفاوض مع بلاده "خدعة"، مؤكداً رفض "أي تفاوض على أي مستوى" مع الإدارة الأميركية.
وأشار إلى أن الهدف الأميركي من التفاوض "هو فرض مطالبها الوقحة وإظهار تأثير الضغوط القصوى على إيران واستعراض نجاح هذه السياسة".
بدوره، هدّد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بأن إيران سترد "بقوة" على أي تهديدات ضدها، نافياً دورها في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، ليقول إن هذه الهجمات "جاءت في سياق المواجهة بين اليمن والسعودية".
من جهته، اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن استراتيجية بلاده "هي خفض التوتر وتجنب أي حرب وحل أزمات المنطقة عبر الحوار"، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن طهران "ترصد أي نية ومحاولة للاعتداء على البلاد ومصالحها، وهي على أهبة الاستعداد للرد الشامل والحازم على أي هجمات محتملة".
ورأى شمخاني، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا"، أن الاتهامات لإيران بـ"تسليح اليمنيين هروب للأمام"، معتبراً الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية سعودية "حقاً مشروعاً وقانونياً للرد على جرائم المعتدين".
في السياق، كشفت وكالة "إيسنا" الإيرانية، نقلاً عن "مصادر مطلعة"، أن طهران أرسلت، الإثنين الماضي، رسالة تحذيرية للإدارة الأميركية عبر سويسرا، التي ترعى المصالح الأميركية في إيران، مهددة بـ"الرد سريعاً على أي هجوم" على خلفية الهجمات على "أرامكو" السبت الماضي.
وأفادت الوكالة بأن إيران أعلنت في رسالتها أن نطاق ردها "لن يقتصر على مهاجمة مصدر التهديد". كما نفت طهران في رسالتها ضلوعها في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.
واتهمت الإدارة الأميركية خلال الأيام الأخيرة، إيران بمهاجمة معملين لتكرير النفط بالسعودية، السبت الماضي، والتي تبنتها جماعة "الحوثيين"، مستبعدة انطلاق الهجمات من اليمن.
تأشيرة روحاني إلى نيويورك لم تصدر
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن الإدارة الأميركية لم تصدر بعد تأشيرة للرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، والوفد المرافق في زيارة نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، الأسبوع المقبل.
وفرضت واشنطن خلال يوليو/تموز الماضي، عقوبات على ظريف، لتعقب الخطوة توقعات بشأن احتمال عدم السماح له بزيارة نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.