تونس: هل ينجح حزب النهضة في تطويق خلافاته الداخلية؟

24 يوليو 2019
مجلس شورى النهضة عقد اجتماعاً استثنائياً أمس (Getty)
+ الخط -
يبحث حزب النهضة، في جميع السبل، عن امتصاص غضب قواعده والجهات وكبار الناخبين، بسبب الخلاف الدائر حول التغيير في القوائم الانتخابية، لتجد قيادة الحزب نفسها أمام رهان تطويق الأزمة الداخلية قبل استفحالها، خصوصا مع احتدام السباق الانتخابي.

وطاولت الخلافات أعلى هرم في حزب النهضة، المعروف بانضباط أعضائه الشديد والتزام أنصاره، مهما عصفت رياح الخلافات داخله.

وحاول مجلس الشورى في الحزب، الذي عقد بشكل استثنائي أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم الأربعاء، معالجة الإشكاليات الحاصلة بعد انسحاب بعض المرشحين الذين تم إقصاؤهم، و"انتفاضة" عدد من القيادات التاريخية والوازنة.

ولم يبتعد تصريح رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني عن كلام المتحدث الرسمي باسم الحزب، عماد الخميري، حين قال: "واهٍ من يظن أن الحزب يعيش انشقاقا أو تصدعا، بل إن هذا الاختلاف زاد من تماسك أبناء النهضة والتفافهم حوله".

وتحدث رئيس شورى النهضة، إثر اجتماع الدورة 29 المنعقد بشكل استثنائي، قائلا إن مجلس الشورى وجّه دعوة للمكتب التنفيذي "لمواصلة جهوده في تحسين القائمات التشريعية".

وأوضح الهاروني، خلال ندوة صحافية، أن هذه الدورة عقدت بطلب من أعضاء مجلس الشورى الذين وقعوا عريضة للتداول في الجدل الذي رافق تشكيل قائمات الحركة للانتخابات التشريعية 2019، إضافة إلى الاختلافات التي برزت بخصوص هذا الموضوع.

وشدد الهاروني على أن رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، ومرشحها للانتخابات التشريعية على رأس قائمة "تونس 1"، قدم خلال انعقاد هذه الدورة شرحا حول كيفية تشكيل قائمات الحركة، وأن النقاش تواصل لساعات حول هذا الموضوع، وشهد أكثر من 90 تدخلا من أعضاء مجلس الشورى، معتبرا أن الحركة خرجت موحدة بعد انعقاد هذه الدورة الاستثنائية.

وأكد أن ترشح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي للانتخابات التشريعية كان بقرار من المكتب التنفيذي للحركة، ولم يصدر من اجتماع مجلس الشورى.

من جانب آخر، أكد الهاروني أن حركة النهضة تدعو رئيس الجمهورية للإمضاء على التنقيحات الواردة بالقانون الانتخابي التي صادق عليها مجلس النواب، كما تعمل كتلتها البرلمانية على إرساء المحكمة الدستورية قبل انتهاء العهدة البرلمانية الحالية.

ودعا مجلس شورى النهضة المكتب التنفيذي إلى مواصلة جهوده في تحسين القائمات التشريعية والاجتهاد في ذلك ما أمكن، وإلى ضرورة "حماية وحدة الحركة ودعمها، ومواصلة جهود التطوير والإصلاح"، كما وجه دعوة إلى أبناء الحركة لـ"التجنّد من أجل تحقيق أفضل النتائج في الانتخابات القادمة".

وقال عماد الخميري، المتحدث باسم حزب النهضة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "ما بحدث من اختلاف وجدل داخل الحركة أمر طبيعي ويحدث داخل جميع الأحزاب الديمقراطية والكبرى في العالم"، مشيراً إلى أن "الجدل حول الترشحات وعضوية القائمات ليس بجديد وليس وليد هذه الانتخابات".


وأضاف أن "الحديث عن تصدع وتشقق داخل حزب النهضة مخالف للواقع ومبالغ فيه؛ فهذه الحركية التي تعيشها الحركة وتفاعل مؤسساتها تترجم العمل التشاركي بين مختلف الهياكل"، مبينا أن "النهضة تستمع إلى كل أبنائها وتتفاعل مع مقترحاتهم وأصواتهم وفق ما تقتضيه مصلحة الحزب والبلاد".

من جانبه، بيّن القيادي في حزب النهضة، عبد الحميد الجلاصي، أن "الخلاف الدائر يترجم الممارسة الديمقراطية التي يجب أن تتوسع داخل النهضة"، مشيرا إلى أن "هناك أطرافا التصقت في أذهانها صورة نمطية عن حزب النهضة بل تريد أن تصوره في شاكلة حزب قطيع، وهي صورة مخالفة للواقع؛ وما يحدث من نقاشات وجدل داخل مؤسسات الحزب كسر هذه الصورة".

المساهمون