دعت أحزاب وقوى سياسية مصرية، يوم الجمعة، إلى مقاطعة مؤتمر البحرين الاقتصادي، الذي تستضيفه المنامة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، تلبية لطلب الولايات المتحدة بهدف بحث الجوانب الاقتصادية لخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة باسم "صفقة القرن".
وتحت عنوان "قاطعوا مؤتمر البحرين"، حذّر 11 حزباً و4 جبهات وقوى سياسية، الحكومة المصرية، من العواقب الوخيمة جراء تحدي الثوابت والمصالح الوطنية، والتورط بأي صورة في "صفقة القرن"، مطالبين حكومة بلادهم بالرد الفوري عبر تكذيب ما أعلنته الإدارة الأميركية عن مشاركة القاهرة، والإعلان بوضوح عن عدم مشاركة مصر في المؤتمر على أي مستوى أو بأي تمثيل.
وقال بيان مشترك للأحزاب والقوى المصرية إن "الإدارات الأميركية المتعاقبة لا تكف عن ممارساتها العدائية تجاه شعوب الأمة العربية، وقضاياها الوطنية، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية"، مستطرداً "لم تكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمشروعها سيئ الذكر (صفقة القرن) بمنأى عن سياسات سابقيها، وإن كانت أكثرها فجاجة وعنصرية".
وأضاف البيان أن تلك الصفقة تستهدف "تكريس وشرعنة الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية، وخلق واقع جديد يلعب فيه العدو الصهيوني دور الزعامة كقوة تتحكم في المنطقة، وفي مقدراتها، وثرواتها"، متابعاً "كما ترمي الإدارة الأميركية إلى اختزال حل القضية الفلسطينية في حفنة مساعدات مالية تدفعها الدول العربية، لتحسين معيشة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال".
واتهمت الأحزاب والقوى المصرية الإدارة الأميركية بـ"محاولة تمرير مخططها عبر دعوتها إلى مؤتمر البحرين، بوصفه الورشة التي ستضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات المالية والاقتصادية قبل الإعلان النهائي عن صفقة القرن، بعد أن سبقتها إجراءات عنصرية تعترف فيها الولايات المتحدة بالقدس والجولان كأراضٍ إسرائيلية، إلى جانب اغتيال منظمة (الأونروا) تمهيداً لتصفية قضية اللاجئين".
وزاد قائلاً إن "القوى الوطنية المصرية تعتبر المشاركة العربية في هذا المؤتمر انهياراً أخلاقياً وسياسياً، وهدماً لقضايانا الوطنية والقومية، وتخاذلاً عن حماية مصالحنا الاستراتيجية، واستمراراً لمسلسل التبعية والانصياع لإملاءات الولايات المتحدة بقيادة الأحمق ترامب، وصهره الصبي الصهيوني جاريد كوشنر، اللذين لا يتورعان عن إظهار عنصريتهما، وعدائهما لشعوب أمتنا، وانحيازهما الفاضح لعدونا الصهيوني"، على حد البيان.
كذلك حيت "الموقف الوطني الجامع للشعب الفلسطيني برفض المشاركة في مؤتمر البحرين، بما ينزع عنه أي شرعية"، مؤكدة "استمرار دعمها الدائم غير المشروط لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل قضيته العادلة، في ضوء الإيمان بقدرته على إفشال هذه المساعي الخبيثة بوحدة صفه، وقراره الوطني ضد صفقة القرن، وصموده وإصراره على التصدي لها، ومواجهتها".
كذلك جددت تلك الأحزاب والقوى "رفضها لاستمرار السياسات الأميركية التي تستهين بالعرب جميعاً، وتفرض الوصاية على القرار الوطني المصري عبر إعلان إدارة الولايات المتحدة عن مشاركة مصر في مؤتمر المنامة بصورة أحادية، وهو ما لا يقبله الشارع المصري، وقواه السياسية، ويستدعي التصعيد في مجابهة ممارسات هيمنة واشنطن"، وفقاً للبيان.
واستنكرت "أي مشاركة أو تمثيل عربي رسمي أو غير رسمي في هذا المؤتمر"، معتبرة أن "المشاركة فيه تمثل تجاوزاً لحدود التطبيع، إلى درجة التورط المباشر مع العدو الصهيوني، ودعم مشروعه الاستعماري، والتواطؤ على حقوق الشعب الفلسطيني، والنضال العربي المشترك".
وختمت الأحزاب والقوى المصرية بيانها بالإشارة إلى "رصدها كافة الجهات والشركات العربية والمصرية، ورجال الأعمال الذين ستثبت مشاركتهم في مؤتمر البحرين، تمهيداً لإطلاق حملات فضح ومقاطعة ضدهم، مع دعوة الشعوب العربية، وفي القلب منها الشعب المصري، إلى التمسك بالمقاومة، وتصعيد خيارات المقاطعة، والتوسع في مواجهة التطبيع كخيار استراتيجي، عبر الاندماج في نشاطات لجان المقاطعة المختلفة في الوطن العربي، رداً على هرولة الأنظمة العربية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني".
وشملت التوقيعات على البيان كلاً من أحزاب: "الاشتراكي المصري، والإصلاح والتنمية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والتجمع الوطني التقدمي، والدستور، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والعربي الناصري، والوفاق القومي الناصري، وتيار الكرامة، ومصر الحرية، والعيش والحرية (تحت التأسيس)"، بالإضافة إلى "الجبهة الوطنية نساء مصر"، و"جبهة الدفاع عن الاستقلال الوطني"، و"الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل (BDS Egypt)"، و"اتحاد المحامين العرب (الأمانة العامة - لجنة فلسطين)".
تجدر الإشارة إلى إصابة العشرات من الفلسطينيين بالاختناق، اليوم، بعدما استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع لفض مسيرات سلمية رافضة لـ"صفقة القرن"، تنديداً بما يسمى مؤتمر البحرين الاقتصادي، وللتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
وشارك آلاف الأردنيين أيضاً في مسيرة انطلقت بعد صلاة ظهر الجمعة، من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان، احتجاجاً وتأكيداً على الموقف الشعبي الأردني الرافض للخطة الأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية لتفويت الفرصة أمام تمرير تلك "صفقة القرن".