نظام السيسي يدعم نشر التصوف ويمهد لإنهاء حزب "النور"

19 مايو 2019
يوالي حزب "النور" نظام السيسي (إبراهيم رمضان/الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية وبرلمانية مصرية، أن "دائرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي يقودها رئيس الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل، أصدرت تعليمات إلى مؤسسات الدولة بالتوسع في نشر الأفكار الصوفية وتوطينها وترسيخها، بدلاً من الأفكار التي كان يدعو لها التيار الإسلامي السياسي، ممثلاً في جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، وحتى الدعوة السلفية، وحزب النور ذراعها السياسية الموالية للنظام، الذي يملك 11 نائباً في البرلمان".

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن مؤسسات الدولة توسعت أخيراً في نشر التصوف ومظاهره، والتأكيد على الابتعاد بشكل تام عن ربط التدين بالسياسة، والعمل بها، ضمن توجه أوسع تدعمه الإمارات، التي خصصت موازنة ضخمة، عبر مجموعة من الرموز الدينية التي تدعم ذلك التوجه في عدد من البلدان العربية، التي تنشط بها جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك في بعض العواصم الأوروبية، عبر مراكز إسلامية بتمويل إماراتي.

وأوضحت المصادر أن أبوظبي تستهدف مواجهة نفوذ جماعة "الإخوان" في المراكز الإسلامية التي تنشط بها، موضحة أن خطة نشر الصوفية تشمل كذلك القضاء بشكل كامل على كافة مظاهر السلفية التي تقترب من العمل العام في مصر، وتحجيم رموزها ومشايخها، على أن تشهد الفترة المقبلة إنهاء أي دور سياسي لحزب "النور" السلفي، بالتنسيق مع السعودية، في ضوء التوجهات الجديدة للمملكة تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتابعت المصادر، أن القاهرة باتت تنتظر القرار النهائي الخاص برفع يد الرياض عن دعم مشايخ التيار السلفي بشكل كامل، ووقف تمويل أنشطتهم، المتمثلة في القنوات الفضائية المخصصة لنشر أفكارهم، وكذلك الجمعيات التابعة لهم، في ظل طرح بن سلمان صورة جديدة للملكة أمام العالم بعيدة عن صورة الدولة الدينية. ونوهت بأن الفترة الماضية شهدت تعليمات أمنية لقيادات وزارة الأوقاف المصرية بالسماح لرموز الفرق الصوفية بإلقاء الكلمات، وإقامة فعاليات في المساجد الخاضعة لإشراف الوزارة في القرى والمراكز، مع التشديد على منع وملاحقة كل من يشتبه به بالارتباط بتيار الإسلام السياسي وجماعته، وإغلاق كافة الزوايا الصغيرة.



في موازاة ذلك، رجح مصدر بارز في ائتلاف "دعم مصر"، الذي يستحوذ على الأغلبية البرلمانية، انتهاء دور حزب "النور" السلفي عقب انقضاء الدورة التشريعية الحالية، مبيناً أن هناك اتجاهاً للإطاحة بنواب الحزب في الانتخابات المقبلة، لكونها ستجرى بنظام مختلط، يسمح بفوز القوائم المغلقة بثلاثة أرباع المقاعد، وإتاحة الربع الأخير أمام رجال الأعمال في الدوائر الفردية الواسعة النطاق، بعد تعديل قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. وقال المصدر، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، إنه لن يسمح بإشراك حزب "النور" في القوائم المحسوبة على الدولة في الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل، التي ستتكون من مجموعة من الأحزاب الموالية للنظام، على غرار "مستقبل وطن" و"المصريين الأحرار" و"الوفد الجديد"، مشيراً إلى صعوبة فوز أي من أعضاء الحزب أو غيرهم من المحسوبين على التيار السلفي في الانتخابات الفردية، لاتساع مساحة الدوائر جغرافياً. وأشار إلى أن السماح بدخول 11 من أعضاء حزب "النور" في مجلس النواب الحالي، كان يستهدف في المقام الأول مخاطبة الخارج، والإيهام بأن الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي، لا يستهدف التيار الإسلامي على وجه العموم، مستدركاً بأنه لا يستبعد احتمال تعيين نائب أو اثنين من الحزب السلفي على الأكثر في مجلس الشيوخ الجديد، ضمن الحصة المخصصة لرئيس الجمهورية، والمحددة بثلث عدد المقاعد وفقاً لتعديلات الدستور.

ويواجه أعضاء حزب "النور" حالة من التضييق منذ انعقاد البرلمان الحالي، في يناير/ كانون الثاني 2016، إذ لا يسمح لهم بالحديث في الجلسات العامة إلا في نطاق محدود، على الرغم من مهادنتهم التامة للأغلبية النيابية، وعدم تسجيل أي مواقف معارضة عند التصويت على القرارات المهمة، علاوة على عدم تقدم أي من نواب الحزب تحت القبة بمشاريع قوانين على مدار أربع أدوار انعقاد سنوية متوالية. وفي إطار توجه النظام إزاء دعم المحسوبين على التيار الصوفي، يشغل منصب الرجل الثاني في مجلس النواب، وكيل المجلس السيد محمود الشريف، وهو من أوائل الذين عينوا في المجلس الأعلى لنقابة السادة الأشراف، حتى صدر قرار جمهوري بتعيينه نقيباً للأشراف، في ديسمبر/ كانون الأول 2008، في حين يرأس ائتلاف الأغلبية النائب عبد الهادي القصبي، الذي يشغل منصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر.

على صعيد متصل، يحرص الداعية اليمني المدعوم بالنفوذ الإماراتي الحبيب علي الجفري، في أحاديثه ولقاءاته على مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، وتيار الإسلام السياسي بشكل عام، ونعت الجماعة بـ"الإرهابية"، تحت ذريعة أنه يسعى "لإنقاذ الشباب من التغرير بهم تحت شعار نصرة الإسلام"، على حد تعبيره. لكنه يتعرض في المقابل لهجمات عدة. وسبق للشيخ صالح الفوزان، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، أن وصف الجفري بـ"المبتدع الخرافي" للطرق الصوفية. وبلغت الطرق الصوفية في مصر نحو 80 طريقة، إلا أن أغلبها ينبثق في الأصل عن 6 طرق كبرى، هي: الرفاعية، والبدوية، والجيلانية، والشاذلية، والخلوتية، والدسوقية. وتتخذ الطرق الصوفية شارات وألواناً مميزة لها. فتتميز الرفاعية باللون الأسود، والقادرية باللون الأخضر، والأحمدية باللون الأحمر، أما البرهانية فإنها لا تتميز بلون واحد كسائر الطرق، بل تتميز بثلاثة ألوان، هي الأبيض والأصفر والأخضر.

المساهمون