ليلة مفاوضات غزة: الجميع أوصل رسائله

27 مارس 2019
دُمّرت وحدات سكنية عدة في غزة أخيراً (علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -
مع دخول مصر على خط التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، عقب التوتر الذي أعقب سقوط صاروخ من القطاع على شمال تل أبيب، ذكرت مصادر مصرية رفيعة المستوى على صلة بملف الوساطة التي تقودها القاهرة لتثبيت الهدنة بين الفصائل والاحتلال، أن "مشاورات التهدئة ما زالت مستمرة، لمنع تفجُّر الأوضاع في أي لحظة، بسبب وجود (عناصر غير منضبطة) في القطاع تريد إشعال حرب بالوكالة عن أطراف إقليمية في المنطقة".

وأوضحت المصادر، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن "الرأي السائد في الوقت الحالي في غزة، هو مع استمرار التهدئة في حال التزمت بها إسرائيل وأوقفت ضرباتها على القطاع، إلا أن التخوُّف يكمن في أن الوضع في القطاع حالياً تسيطر عليه حالة من الترقّب، بما يمكّن أي طرف يريد إفساد الجهود الرامية للتوصل إلى تثبيت الهدنة، من تنفيذ أهدافه سواء بإطلاق صواريخ صوب المستوطنات، أو بالقيام بعمليات اغتيال داخلية في القطاع بين صفوف الفصائل لسكب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة".

وقالت المصادر إن "الجهود الأمنية المصرية بشأن التواصل مع الحكومة الإسرائيلية، توصلت إلى اتفاق التهدئة في ساعة متأخرة من مساء الإثنين"، كاشفة أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أبدى مرونة في التوصل إلى اتفاق التهدئة، إلا أنه في الوقت ذاته كان مضطراً لتوجيه ضربة عنيفة خشية الشارع قبل انتخابات الكنيست المقررة في 9 إبريل/ نيسان المقبل".

وكشفت المصادر أن "فرص استمرار التهدئة عقب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة باتت ضعيفة"، قائلة إن "الصيف المقبل سيكون شديد السخونة في المنطقة". وأضافت أنه "إما أن تكون هناك حرب جديدة في الجنوب اللبناني ضد حزب الله، أو حرب جديدة في قطاع غزة". واستدركت أن "القاهرة من جانبها تسعى دائماً لتبريد جبهة غزة لمنع اندلاع مواجهات جديدة، عبر احتواء حركة حماس وأهالي القطاع، من خلال تقديم التسهيلات المختلفة وإدخال المساعدات والبضائع عبر معبر رفح، وذلك بضمانة رسمية منها لدى الاحتلال وتحت إشراف مسؤوليها، في ظل العلاقات الجيدة بين القاهرة وتل أبيب".


وأشارت المصادر إلى أن "أهم عنصر يدعم جهود الوساطة المصرية دائماً هو رغبة الجانب الإسرائيلي أيضاً في منْح القاهرة نفوذاً وعوامل قوة في هذا الملف، لدعمه في جهوده، التي لا يمكن للحكومة الإسرائيلية الحالية الاستغناء عنها، خصوصاً أن التواصل مع حماس وفصائل غزة المسلحة يتم عبر الوسيط المصري الذي يحظى بثقة الفلسطينيين".

إلى ذلك، قال مصدر قيادي في حركة "حماس" إن "الأجنحة المسلحة في غزة، أعدت عدتها جيداً للمواجهة"، مشدداً على أن "شعارنا دائماً هو: لا نريد المواجهة، ولكن إذا فُرضت وكانت الخيار الأوحد للاحتلال، فليعلم أنها لن تكون بلا خسائر فادحة له". وأضاف أن "صواريخ المقاومة ستضيء قلب تل الربيع (في إشارة إلى تل أبيب)".

وقال إن "الجميع أبدى مرونة مع الجانب المصري، واستجبنا لمطالبه بعدم التصعيد، مساء الإثنين، بعد الإقدام على ضرب مكتب رئيس الحركة إسماعيل هنية في وسط قطاع غزة"، متابعاً "الجميع مساء الإثنين، أوصل رسائله، سواء كان الاحتلال أو المقاومة أو أطراف الوساطة، وفي مقدمتها القاهرة". وأوضح أن حركته "استجابت أيضاً للوساطة المصرية تقديراً لها، بإلغاء المسير البحري الذي كان مقرراً أمس الثلاثاء، قبالة سواحل زيكيم". وشدّد في الوقت ذاته، على أن "غزة ترفض المعادلة الجديدة التي يريد الاحتلال فرضها، بشأن الهدوء مقابل الهدوء ورغبته في اعتبار المسيرات أعمالاً عدائية"، قائلاً إن "الهدوء مقابل الهدوء بمعنى وقف الضربات الجوية، مقابل وقف صواريخ المقاومة".

المساهمون