العراق: متظاهرون يضرمون النيران في القنصلية الإيرانية بالنجف... والجيش يفرض حظراً للتجوال

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
بغداد

محمد علي

avata
محمد علي
27 نوفمبر 2019
E0DFBB6E-B6D3-4E4B-B2DA-2F9656DBCC28
+ الخط -
تمكن مئات المتظاهرين في مدينة النجف، مساء الأربعاء، من كسر الأطواق الأمنية التي تفرضها قوات الأمن العراقية بمحيط القنصلية الإيرانية الأكبر في العراق، والواقعة وسط مدينة النجف، والوصول إلى مبنى القنصلية واقتحامها وإضرام النار بها، فيما سُجل سقوط قتيلين على الأقل. 

وقالت مصادر أمن عراقية في النجف، لـ"العربي الجديد"، إن المتظاهرين أنزلوا العلم الإيراني عن مبنى القنصلية وأحرقوه، قبل أن يقتحموا المبنى نفسه ويضرموا النار داخله، مؤكدة انسحاب قوات الأمن من المكان بعد مواجهات مع المتظاهرين وسقوط قتيلين على الأقل، وعشرات الإصابات بين المتظاهرين.

وذكر مصدر طبي أن "نحو 80 شخصاً وصلوا إلى المستشفيات بعضهم بحالة حرجة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك إصابات برصاص حي بين الجرحى، وبعضهم حالات اختناق وإصابة بقنابل الغاز".

إلى ذلك، أكد مسؤول أمني إخلاء طاقم القنصلية قبل اقتحام المتظاهرين، وأن جميع أفراده بسلام، وأنه جرى تأمين مكان بديل لهم. 

في المقابل، قال ناشطون في المدينة القديمة بالنجف إن قوات الأمن فرضت إجراءات أمنية مشددة في الحنانة التي تقع بها منازل مراجع دينية بارزة ومدارس المدينة الدينية القديمة. 

وفرضت قيادة شرطة النجف حظراً شاملاً للتجوال في المدينة، بينما أعلن محافظ النجف في بيان مقتضب تعطيل الدوام الرسمي بالمدينة ليوم غد.

وما زالت التظاهرات، حتى الآن، مستمرة رغم إعلان الشرطة حظر التجوال بالمحافظة.

وقال المقدم علي نعمة، من إعلام قيادة شرطة النجف، لـ"العربي الجديد" في اتصال هاتفي، إن القوات الأمنية تنتشر مع قوات الجيش لإعادة ضبط الأوضاع ومنع أي تطورات أخرى تخرج الأمور عن السيطرة، مضيفاً أن "مقتحمي القنصلية الإيرانية في النجف انسحبوا منها، وهم بالمئات، ويتمركزون حالياً في مجسر ثورة العشرين وسط النجف"، مشيراً إلى "وجود إصابات، وقد يكون هناك ضحايا، لكن حتى الآن الوضع غير واضح".

 من جهته، دعا محافظ النجف لؤي الياسري المتظاهرين إلى "الحفاظ على سلمية التظاهرات وقدسية المحافظة"، مؤكداً، في بيان، أننا "نعمل جميعاً على إيجاد الحلول لإنهاء معاناتكم بأسلم الطرق، وذلك بالالتزام بتوجيهات المرجعية العليا، وبرغبة العراقيين جميعاً بعدم الانجرار نحو العنف والعنف المقابل".

وعبّر عن أسفه من "قطع الطرق وإشعال النيران في بعض الأماكن الحيوية والرئيسية في المحافظة للتعبير عن الاحتجاج"، داعياً "المتظاهرين والعشائر وأبنائها ومثقفيها ورجالها والتنسيقيات والإعلاميين والنشطاء إلى التدخل والحوار".

في غضون ذلك، تواصلت التظاهرات في المحافظات الجنوبية الأخرى، إذا تصاعدت مع حلول المساء تظاهرات الديوانية، والتي شهدت قطع العديد من الطرق، ومنها طريق عفك والبدير والفجر المرتبط بمحافظة ذي قار، كما قطعوا الطرق الرابطة بمحافظة النجف، وسط أجواء أمنية متشنجة وقنابل الغاز التي يطلقها عناصر الأمن لتفريق التظاهرات.

كما تواصلت عمليات الكر والفر في السماوة (مركز محافظة المثنى) منذ حلول المساء حتى الآن، بعدما تصاعدت حدة الغليان الشعبي وتزايدت أعداد المتظاهرين، الذين رفعوا شعارات تندد بالحكومة، فيما سجلت عدة حالات اختناق في صفوفهم نتيجة مواجهتهم من قبل الأمن بقنابل الغاز.

أما في ذي قار، والتي أقام المتظاهرون في مركز مدينتها (الناصرية) مجلساً تأبينياً على أرواح القتلى من المتظاهرين، احتشد خلالها المئات، الذين نصبوا خيامهم واستمروا بالاعتصام، وسط انتشار أمني مكثف.

ذات صلة

الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
الصورة
مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 35 / 29 يونيو 2023 (Getty)

سياسة

قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وجرت مناقشات لعدد من السيناريوهات "الصعبة".
الصورة
إسماعيل هنية خلال مشاركته بتنصيب الرئيس الإيراني في طهران، 30 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

كانت إيران، وبالأخص العاصمة طهران، مسرحاً لعمليات اغتيال حملت بصمة الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تستفيق فجر اليوم على عملية اغتيال إسماعيل هنية
الصورة
احتجاجات في فنزويلا بعد إعلان مادورو رئيساً، 29 يوليو 2024 (بيدرو رانسيس ماتي/الأناضول)

سياسة

قُتل شخص على الأقل، في احتجاجات اندلعت في فنزويلا الاثنين، وتخللتها مواجهات مع الشرطة، بعيد إعلان فوز نيكولاس مادورو بالرئاسة.