بعد ليلة تعتبر هادئة نسبياً مقارنة بليالي بغداد السبع الماضية، تواصل قوات الأمن العراقية انتشارها في بغداد بشكل واضح، مع تراجع لقوات الجيش التي حلت مكانها قوات من الشرطة الاتحادية في مناطق عدة من العاصمة، في وقت سُجل فيه ارتفاع جديد لعدد ضحايا التظاهرات في عموم مدن العراق بعد وفاة شاب آخر متأثراً بجروح أصيب بها في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية جنوبي العراق.
وشهدت الليلة الماضية احتجاجات وتظاهرات في مناطق محدودة من شرقي العاصمة، وتحديداً مدينة الصدر والحبيبية وساحة بيروت ضمن شارع فلسطين.
وبحسب مسؤول عراقي بوزارة الصحة فإن عدد الضحايا الإجمالي بلغ 121 قتيلاً حتى الآن من بينهم 23 ضحية دون سن العشرين عاما، وجرح 6543 شخصاً سجل دخولهم مستشفيات البلاد، معظمهم غادروها بعد تلقيهم العلاج، مؤكدا أن الإصابات تراوحت بين طلق ناري ورصاص مطاطي وقنابل غاز.
وأشار المسؤول إلى أن بغداد حلت أولا بعدد الضحايا بواقع 66 قتيلاً، ثم ذي قار بواقع 30 آخرين بينما توزع الآخرون على مدن عدة أخرى جنوبي البلاد.
في غضون ذلك، يُترقب إعلان جديد لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي حول حزمة إصلاحات جديدة ستكون الثانية من نوعها في غضون أقل من 24 ساعة، بالتزامن مع جلسة للبرلمان العراقي في الواحدة من بعد ظهر اليوم من المرجح أن يغيب عنها تحالف "سائرون"، بزعامة مقتدى الصدر ونواب آخرون علقوا عضويتهم احتجاجا على قمع المتظاهرين بالأيام الماضية.
وحسب مسؤول بالحكومة العراقية، فإن القرارات الجديدة بغالبيتها تتعلق بإصلاحات في النظام الخاص بشبكة الرعاية الاجتماعية ومرتبات الإعانة وقروض ومساعدات للأسر الفقيرة تندرج ضمن مساعي الحكومة لتطويق أزمة التظاهرات.
ولفت المسؤول إلى أن مطالب المتظاهرين ليست سياسية، لكن هناك حزمة قرارات لاحقة ستكون بتوافق سياسي مع الكتل البرلمانية أبرزها ما يتعلق بالتعديل الوزاري وإحالة ملفات الفساد إلى القضاء.
في المقابل، عاودت الدوائر والمؤسسات الرسمية في ذي قار إلى العمل بشكل طبيعي مع الإبقاء على الإجراءات الأمنية التي اتخذت في الأيام الماضية، وسط معلومات عن تحضيرات لعقد مؤتمر عشائري لزعماء القبائل بالجنوب مع ممثلين عن الحكومة ووزارات الدولة من بغداد، لبحث التظاهرات الأخيرة ومطالب المتظاهرين.
وأعادت القوات الأمنية العراقية افتتاح المنطقة الخضراء مجددا أمام السيارات، رغم إبقاء حالة التأهب الأمني فيها خاصة قرب المقرات الحكومية والسفارات الأجنبية.