عاشت كربلاء ليلة دموية، بعد قيام قوات خاصة بفض اعتصام للمتظاهرين في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين - الثلاثاء، على بعد حي سكني واحد من ضريح الإمام الحسين بن علي، وسط المدينة، حيث استُخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز، ما تسبب بمقتل 8 عراقيين متظاهرين، وإصابة ما لا يقل عن 50 عراقياً في حصيلة أولية، بحسب ناشطين محليين ومتظاهرين.
يأتي هذا في وقت قالت مصادر طبية عراقية في مدينة الطب، وسط العاصمة بغداد، إن عدد ضحايا التظاهرات، منذ فجر الجمعة ولغاية صباح اليوم الثلاثاء، تخطى الثمانين قتيلاً من المتظاهرين، أغلبهم في بغداد، وذي قار، والبصرة، وميسان، جنوبي البلاد، مع ارتفاع عدد المصابين إلى قرابة الخمسة آلاف بفعل قنابل الغاز واستخدام تشكيلات أمنية مختلفة تابعة للحكومة، الذخيرة الحية والرصاص المطاطي، عدا عن عمليات الدهس للمتظاهرين.
وأكد شهود عيان عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، أن مستشفى مدينة كربلاء العام غصّ بالجرحى، وهناك قتلى من الشبان المتظاهرين شوهد إدخالهم إلى ثلاجات الطب العدلي بالمدينة بفعل فض التظاهرات، مع تسريب مقاطع فيديو لمتظاهرين يتحدثون عن أن القوة التي فضت الاعتصام المعروف باسم اعتصام ساحة التربية ليست معروفة، في تلميح إلى أنها قد تكون من الفصائل المسلحة.
وقال أحد الشهود، ويُدعى عبد الرضا الحيدري، وهو نجل الشيخ الكربلائي المعروف محمد الحيدري، لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، إن "صوت الرصاص كان يُسمع في كل أنحاء كربلاء وكأنها معركة"، مبيناً أنه حتى الآن، المنطقة المحيطة بساحة التربية ودائرة الضريبة القديمة القريبة من مكان فض الاعتصام مغلقة، ولا يُسمح بالدخول إليها، وتم هدم خيام المعتصمين.
اقــرأ أيضاً
نفي رسمي لسقوط قتلى بكربلاء
إلى ذلك، نفت قيادة الجيش في المحافظة سقوط أي ضحايا في الاحتجاجات. وقال قائد عمليات الفرات الأوسط، اللواء الركن علي الهاشمي، إن "الوضع جيد جداً في كربلاء ولا حظر للتجول حالياً"، ونفى سقوط قتلى بفض تظاهرات كربلاء، مشيراً إلى أن أغلب تظاهرات محافظة كربلاء سلمية.
من ناحيته، نفى محافظ كربلاء العراقية، نصيف الخطابي، اليوم الثلاثاء، سقوط قتلى في احتجاجات شهدتها المحافظة الإثنين، متهماً المتظاهرين بـ"حمل أسلحة وقنبلة محرمة دولياً".
وقال الخطابي، في مؤتمر صحافي أوردت تفاصيله وكالة "الأناضول"، إن "القوات الأمنية تمتعت بأعلى درجات ضبط النفس خلال الأحداث التي شهدتها كربلاء (جنوب) ليلة الإثنين، بل هناك جرحى معظمهم من أفراد الأمن".
وأضاف أن المقاطع المصوّرة التي تظهر قمع الاحتجاجات والقتلى "مفبركة".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية إصابة 53 مدنياً و90 أمنياً في تظاهرات شهدتها محافظة كربلاء، أمس الإثنين. وجاء ذلك في بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة للوزارة، وصلت لـ"الأناضول" نسخة منه.
وأفاد البيان بأن "محافظة كربلاء شهدت، الإثنين، تظاهرات تخللتها بعض الحوادث المؤسفة". وأضاف أن "53 مدنياً أصيبوا بحسب عمليات وزارة الصحة، فيما بلغ عدد المصابين في صفوف القوات الأمنية 90 مصاباً، وفقاً لإحصائيات قيادة عمليات الفرات الأوسط".
ودعت الخلية "الجميع إلى ضرورة التحلي بالصبر، والابتعاد عن الاحتكاك مع القوات الأمنية التي وجدت بهدف تأمين التظاهرات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة".
اقــرأ أيضاً
وجددت الدعوة إلى "جميع الجهات ووسائل الإعلام بضرورة توخي الدقة واعتماد المعلومات من مصادرها الرسمية حصرا، والابتعاد عن التظليل وإرباك الرأي العام بأعداد أو قصص غير دقيقة".
وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق قد أفادت بمقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 800 آخرين، خلال إطلاق قوات الأمن النار لتفريق الاحتجاجات في كربلاء، ليلة الاثنين، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل 20 شخصاً.
كسر حظر التجوال في بغداد
وفي بغداد، نجح المتظاهرون بكسر حظر التجوال الذي فرضته قوات الجيش بين الساعة الثانية عشرة والساعة السادسة من كل يوم، حيث فشلت قوات الأمن في فض الاعتصام في ساحة التحرير، كما فشلت في تطبيقه بمناطق عديدة، أبرزها الصدر، والحسينية، والسيدية، وزيونة، والجادرية، وبدا واضحاً أن أعضاء بارزين بـ"التيار الصدري" ساهموا في تشجيع الناس على كسر الحظر، مع استمرار تحصن المتظاهرين في بناية المطعم التركي، الواقعة بين ساحة التحرير وجسر الجمهورية على نهر دجلة، والمشرفة على المنطقة الخضراء، لليوم الخامس على التوالي، وفشلت قوات الأمن في اقتحامها أو إنزال المتظاهرين منها.
وفي بغداد، أُعلن أيضاً عن وفاة الصحافي والناشط العراقي البارز صفاء السراي بنيران قوات الأمن، ليلة أمس الإثنين، خلال محاولة الأمن فض الاعتصام بالقوة في ساحة التحرير، وإطلاق النار وقنابل الغاز، كما سُجلت حالة وفاة شاب آخر في الخامسة عشرة من العمر، يُدعى علي نعمة، بسبب اختناق جراء قنابل الغاز، وتوفي خلال نقله للمستشفى بواسطة عربات التكتك الشعبية بعد تأخر وصول سيارات الإسعاف.
كما تمّ اعتقال عدد من الصحافيين في جنوبي العراق، أبرزهم حيدر هادي، وطارق الطرفي، ومحمد عبد الحسين، ومحمد الكعبي، إضافة إلى ناشطين آخرين، في حملة اعتقالات واسعة وغير مسبوقة نُفذت ليلة أمس بمدن جنوبي العراق.
وأكد شهود عيان عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، أن مستشفى مدينة كربلاء العام غصّ بالجرحى، وهناك قتلى من الشبان المتظاهرين شوهد إدخالهم إلى ثلاجات الطب العدلي بالمدينة بفعل فض التظاهرات، مع تسريب مقاطع فيديو لمتظاهرين يتحدثون عن أن القوة التي فضت الاعتصام المعروف باسم اعتصام ساحة التربية ليست معروفة، في تلميح إلى أنها قد تكون من الفصائل المسلحة.
وقال أحد الشهود، ويُدعى عبد الرضا الحيدري، وهو نجل الشيخ الكربلائي المعروف محمد الحيدري، لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، إن "صوت الرصاص كان يُسمع في كل أنحاء كربلاء وكأنها معركة"، مبيناً أنه حتى الآن، المنطقة المحيطة بساحة التربية ودائرة الضريبة القديمة القريبة من مكان فض الاعتصام مغلقة، ولا يُسمح بالدخول إليها، وتم هدم خيام المعتصمين.
إلى ذلك، نفت قيادة الجيش في المحافظة سقوط أي ضحايا في الاحتجاجات. وقال قائد عمليات الفرات الأوسط، اللواء الركن علي الهاشمي، إن "الوضع جيد جداً في كربلاء ولا حظر للتجول حالياً"، ونفى سقوط قتلى بفض تظاهرات كربلاء، مشيراً إلى أن أغلب تظاهرات محافظة كربلاء سلمية.
من ناحيته، نفى محافظ كربلاء العراقية، نصيف الخطابي، اليوم الثلاثاء، سقوط قتلى في احتجاجات شهدتها المحافظة الإثنين، متهماً المتظاهرين بـ"حمل أسلحة وقنبلة محرمة دولياً".
وقال الخطابي، في مؤتمر صحافي أوردت تفاصيله وكالة "الأناضول"، إن "القوات الأمنية تمتعت بأعلى درجات ضبط النفس خلال الأحداث التي شهدتها كربلاء (جنوب) ليلة الإثنين، بل هناك جرحى معظمهم من أفراد الأمن".
وأضاف أن المقاطع المصوّرة التي تظهر قمع الاحتجاجات والقتلى "مفبركة".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية إصابة 53 مدنياً و90 أمنياً في تظاهرات شهدتها محافظة كربلاء، أمس الإثنين. وجاء ذلك في بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة للوزارة، وصلت لـ"الأناضول" نسخة منه.
وأفاد البيان بأن "محافظة كربلاء شهدت، الإثنين، تظاهرات تخللتها بعض الحوادث المؤسفة". وأضاف أن "53 مدنياً أصيبوا بحسب عمليات وزارة الصحة، فيما بلغ عدد المصابين في صفوف القوات الأمنية 90 مصاباً، وفقاً لإحصائيات قيادة عمليات الفرات الأوسط".
ودعت الخلية "الجميع إلى ضرورة التحلي بالصبر، والابتعاد عن الاحتكاك مع القوات الأمنية التي وجدت بهدف تأمين التظاهرات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة".
وجددت الدعوة إلى "جميع الجهات ووسائل الإعلام بضرورة توخي الدقة واعتماد المعلومات من مصادرها الرسمية حصرا، والابتعاد عن التظليل وإرباك الرأي العام بأعداد أو قصص غير دقيقة".
وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق قد أفادت بمقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 800 آخرين، خلال إطلاق قوات الأمن النار لتفريق الاحتجاجات في كربلاء، ليلة الاثنين، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل 20 شخصاً.
كسر حظر التجوال في بغداد
وفي بغداد، نجح المتظاهرون بكسر حظر التجوال الذي فرضته قوات الجيش بين الساعة الثانية عشرة والساعة السادسة من كل يوم، حيث فشلت قوات الأمن في فض الاعتصام في ساحة التحرير، كما فشلت في تطبيقه بمناطق عديدة، أبرزها الصدر، والحسينية، والسيدية، وزيونة، والجادرية، وبدا واضحاً أن أعضاء بارزين بـ"التيار الصدري" ساهموا في تشجيع الناس على كسر الحظر، مع استمرار تحصن المتظاهرين في بناية المطعم التركي، الواقعة بين ساحة التحرير وجسر الجمهورية على نهر دجلة، والمشرفة على المنطقة الخضراء، لليوم الخامس على التوالي، وفشلت قوات الأمن في اقتحامها أو إنزال المتظاهرين منها.
Twitter Post
|
كما تمّ اعتقال عدد من الصحافيين في جنوبي العراق، أبرزهم حيدر هادي، وطارق الطرفي، ومحمد عبد الحسين، ومحمد الكعبي، إضافة إلى ناشطين آخرين، في حملة اعتقالات واسعة وغير مسبوقة نُفذت ليلة أمس بمدن جنوبي العراق.