روسيا والصين ترفضان العقوبات الأميركية: واشنطن تلعب بالنار

21 سبتمبر 2018
العقوبات استهدفت الجيش الصيني لشرائه أسلحة روسية (كيفن فراير/Getty)
+ الخط -

رفضت كل من روسيا والصين، اليوم الجمعة، موجة جديدة من العقوبات الأميركية ضدهما، ودعت بكين واشنطن إلى سحبها، وإلا فسيكون عليها "تحمل العواقب"، فيما وصفتها موسكو بأنّها "خطأ"، محذرة من أنّ الولايات المتحدة "تلعب بالنار".

وأمس الخميس، فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقوبات على الجيش الصيني، لشرائه طائرات مقاتلة وأنظمة صاروخية من روسيا، بالمخالفة لقانون عقوبات شاملة يعاقب موسكو على تدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في عام 2016، وهو ما تنفيه روسيا.

وأدرجت الإدارة الأميركية أيضاً على "قائمة سوداء" 33 شخصية وكياناً، لارتباطهم بالجيش والمخابرات في روسيا. ومن ضمن من شملتهم العقوبات وكالة عسكرية صينية ومديرها، بسبب شراء معدات دفاعية من روسيا، من بينها طائرات من إنتاج "سوخوي".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في بيان، اليوم الجمعة، إنّه يبدو لموسكو أنّ فرض العقوبات "بات تسلية أميركية"، مشيراً إلى أنّ أحدث جولة من العقوبات "هي الجولة رقم 60 منذ عام 2011".

وأضاف ريابكوف، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، إنّ "كل مجموعة جديدة من العقوبات تدل على فشل خصمنا الكامل في الضغط على روسيا من خلال المحاولات السابقة المماثلة". وأتبع قائلاً إنّ "واشنطن لن تنجح أبداً في إملاء شروطها على موسكو". ومضى يقول "اللعب بالنار غباء ويمكن أن يصبح خطيراً".

وفي السياق، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، اليوم الجمعة، إنّ العقوبات الأميركية التي تطاول شركة "سوخوي" المتخصصة في صناعة الطائرات العسكرية هي "فعل آخر من أفعال المنافسة غير العادلة".

ومن جهته، اتهم الكرملين الولايات المتحدة باستخدام العقوبات الجديدة، وهي الأولى على هيئة أجنبية لأنّها اشترت أسلحة روسية لإخراج روسيا من سوق الأسلحة.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "هذه منافسة غير عادلة، محاولة عبر وسائل تصل إلى حد مخالفة الأعراف ومبادئ التجارة الدولية، لإخراج منافس للمنتجات الأميركية من السوق".

الصين تحذر واشنطن 

وتزامناً مع موقف روسيا، دعت الصين بدورها، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات التي فرضتها على هيئة تابعة للجيش الصيني بسبب شرائها أسلحة روسية، وإلا فسيكون عليها "تحمّل العواقب".

وقال المتحدّث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحافي، إنّ "الجانب الصيني يعبّر عن استنكاره الشديد للممارسات غير المنطقية من الجانب الأميركي".

وتابع غينغ، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّ بكين تقدمّت باحتجاج رسمي لدى واشنطن، مضيفاً أنّ "الأفعال الأميركية انتهكت بشكل خطير المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية، وألحقت أضراراً جسيمة بالعلاقات بين البلدين والجيشين".

وقال: "نحضّ الولايات المتحدة بشدة على تصحيح خطئها على الفور والتراجع عن العقوبات المزعومة وإلا فسيكون عليها تحمل العواقب".


ونبّه المتحدث الصيني إلى أنّ روسيا "شريك في التعاون الاستراتيجي" لبلاده، مشدداً على أنّ التعاون يهدف إلى الدفاع عن "المصالح الشرعية للبلدين والسلام والاستقرار الإقليمي"، دون أن يستهدف "أي طرف ثالث".

ويأتي الخلاف الجديد بين الصين والولايات المتحدة، فيما يخوض البلدان حرباً تجارية، ويتبادلان عقوبات على صادراتهما المتبادلة.

المساهمون