"نداء تونس" يدعو السبسي لإحياء وثيقة قرطاج والعودة إلى طاولة التوافق

28 اغسطس 2018
مطالبة السبسي بعقد اجتماع عاجل للأحزاب (ياسين قايدي/ Getty)
+ الخط -

دعا حزب "نداء تونس"، اليوم الثلاثاء، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، إلى إحياء وثيقة "قرطاج 2" وجمع رؤساء الأحزاب والمنظمات بصفةٍ عاجلة، لتنفيذ الإصلاحات الواردة فيها، بما فيها التغيير الشامل للحكومة، مع العودة الى مربع التوافق والوحدة مع حركة "النهضة".

وشدد "نداء تونس" في بيانه المفاجئ على تمسكه بـ"التوافق والوحدة الوطنية، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد"، بعدما كان قد أعرب في بيانات وتصريحات سابقة عن نهاية الود والتحالف مع شريكه الرئيسي، "النهضة".

ويبدو أن بيان مجلس شورى "النهضة" الأخير ومواقف رئيس الحزب راشد الغنوشي من التحوير الحكومي ودعوته لتحييد يوسف الشاهد وحكومته عن الانتخابات المقبلة، جعلا "نداء تونس" يراجع مواقفه من مسألة التوافق، بالإضافة إلى أنه لم يمض كثيراً في مشروع تطوير جبهة برلمانية، ستكون صاحب الصدارة، بل إن البرنامج يسير نحو التحلحل، مع تكوين كتلة الائتلاف الوطني الجديدة المساندة للشاهد.

وأوضح النائب منجي الحرباوي، المسؤول الإعلامي في حزب "نداء تونس"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تفاقم أزمة البلاد سياسياً واجتماعياً سببه الحكومة ورئيسها الذين فقدوا الشرعية وأدخلوا مؤسسات البلاد وإداراتها في حالة شلل تام"، مشيراً الى أن "حزب نداء تونس يدعو رئيس البلاد الى إنقاذ الوضع عبر جمع الأطراف المكونة لاتفاق قرطاج من جديد، لإيجاد حل وتنفيذ الإصلاحات العاجلة والضرورية، بما فيها البند المتعلق بتغيير عميق وشامل للحكومة".

وركز "نداء تونس" في دعوته الرئيس إلى التدخل، على "الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والوضع الخانق المتزامن مع العودة السياسية والاجتماعية والمدرسية"، محذراً من "انعكاساتها المرتقبة على السلم الاجتماعي في ظلّ تواصل استفحال الأزمة السياسية التي وضعت أجهزة الدولة ومؤسساتها في حالة انتظارية وشلل".



ووجه "نداء تونس" رسالته المفتوحة عبر بيان الى السبسي، مطالباً بإحياء وثيقة "قرطاج 2"، عبر دعوة المساندين من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية المكونة لاتفاق "قرطاج 2"، للاجتماع بشكل عاجل للاتفاق حول مخرج للأزمة السياسية الحالية، والشروع مباشرة في تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها في الوثيقة. 

وجدد "نداء تونس" بقيادة المدير التنفيذي للحزب ونجل الرئيس، حافظ قايد السبسي، تمسكه بكل نقاط وثيقة "قرطاج 2"، بما فيها النقطة 64 المطالبة بتغيير حكومي شامل، في إشارة إلى الطلب القديم المتجدد بإبعاد يوسف الشاهد.

ويرى مراقبون أن "نداء تونس" استنفد الحلول لإطاحة الشاهد الرافض الحضور إلى البرلمان لعرض حكومته على الثقة، في وقت تزداد صلابته ومتانته بالحزام البرلماني الجديد بشكل أربك معارضيه داخل "نداء تونس" وخارجه.

ولم يبق أمام قيادة "نداء تونس" سوى الاستنجاد بالرئيس المؤسس للحزب لحسم المسألة وجرّ الشاهد للخروج طوعاً أو كرهاً، لكن السبسي الذي خسر بدوره جولة "قرطاج 2" يخشى من جولة جديدة قد تفقده ما بقي من صيته ومكانته السياسية أمام رئيس الحكومة الشاب الطموح.