"معاداة السامية" تطيح بعمدة لندن السابق من حزب "العمال"

22 مايو 2018
اعتذر ليفنغستون عن أية إساءة وجهها لليهود البريطانيين(فرانس برس)
+ الخط -

أعلن عمدة لندن السابق كين ليفنغستون عن استقالته من حزب "العمال"، مبرراً إياها بأن قضية تعليق عضويته على خلفية تعليقاته المعادية للسامية تشتت الانتباه عن القضايا الرئيسية للحزب، فيما عبّر رئيس الحزب جيريمي كوربن عن حزنه جراء هذه الخطوة، واصفا إياها بأنها "الأمر الصواب".

وقال ليفنغستون إنه يغادر الحزب الذي انضم إليه قبل خمسين عاماً وفي داخله "حزن شديد"، ولكنه سيتابع مناصرة رئيس الحزب جيريمي كوربن والدعوة لانتخابه رئيسا للوزراء.

وقال في بيان استقالته من الحزب: "بعد الكثير من النقاش، قررت الاستقالة من حزب العمال. نحتاج بشدة إلى حكومة يقودها كوربن لتغيير بريطانيا، وسأعمل لصالح هذا الهدف".

وأضاف "إن القضايا المستمرة حول تعليق عضويتي في حزب العمال قد أصبحت تشتت الانتباه عن القضايا السياسية الرئيسية في وقتنا الحالي – والتي هي استبدال حكومة المحافظين التي يشهد عهدها تراجعاً في معايير الحياة وارتفاعاً في مستويات الفقر، ومنع المدارس والنظام الصحي من الوصول إلى الموارد الضرورية التي تحتاجها".

وكانت عضوية ليفنغستون (72 عاماً)، قد علقت في حزب العمال مرتين، أولاهما عام 2000، عندما ترشح ضد مرشح الحزب الرسمي فرانك دوبسون لانتخابات عمدة لندن، قبل أن يعيد رئيس الوزراء السابق طوني بلير عضويته في الحزب.

أما المرة الثانية فكانت عام 2016، ولا تزال حتى الآن، على خلفية تصريحاته التي اعتبرت معادية للسامية، والتي قال فيها إن أدولف هتلر كان يدعم الحركة الصهيونية عندما وصل إلى الحكم في ثلاثينيات القرن الماضي.

واعتذر ليفنغستون عن أية إساءة يمكن أن يكون قد وجهها لليهود البريطانيين في تصريحاته، ونفى أن يكون معادياً للسامية، والتي هي نوع من العنصرية الموجهة ضد اليهود، وغالباً في الدول الأوروبية.


وأكد عمدة لندن السابق أن ما رواه عن دعم هتلر للصهاينة حقيقة تاريخية "لا أقبل الادعاءات بأنني وضعت حزب العمال في موقف محرج – ولا أنني مذنب بمعاداة السامية. أحتقر معاداة السامية، وحاربتها طوال حياتي وسأستمر في ذلك. ولكنني أقر بأن الطريقة التي صغت فيها حجتي التاريخية تسببت بإهانة للمجتمع اليهودي. وأنا آسف حقاً لذلك".

وكانت قضية معاداة السامية في صفوف حزب "العمال" قد اشتعلت من جديد بعد أن دعم كوربن فناناً رسم لوحة جدارية تسمها المغالطات حول الهيمنة اليهودية على العالم في شرقي لندن، قبل أن يعتذر عن هذه الخطوة بقوله إنه لم ير اللوحة ذاتها وإنما كان يدافع عن حرية التعبير.

ولكن الاتهامات بمعاداة السامية في صفوف حزب "العمال" ليست بالجديدة، وتشتعل بين الفينة والأخرى ويتم توظيفها لأهداف سياسية تخدم المنافسين للحزب، أو مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ليفنغستون إن المشكلة موجودة في صفوف الحزب، إلا أنها ليست بالانتشار الذي يتم الحديث عنه، مقراً بأن الأعداد الكبيرة التي انضمت إلى حزب العمال منذ انتخاب كوربن لرئاسته ربما تكون قد فاقمت من المشكلة.

 وأضاف "لم أر أبداً أحداً يقول أو يفعل أي شيء معاد للسامية في حزب العمال". ولكن وبعد استقالته من الحزب، سيستطيع الحزب التعامل مع القضية بحزم وسرعة.

وتابع أن استقالته جاءت بناء على نصيحة محاميه الذين قالوا له إن أي متابعة قضائية للاتهامات الموجهة ضده ستأخذ عامين على الأقل قبل الانتهاء منها في المحاكم. ولذلك فضل الاستقالة والعمل على دعم الحزب من خارجه، كما قال في تصريح لـ"غارديان".

وتأتي استقالة ليفنغستون بعدما تصاعد الضغط داخل صفوف الحزب على كوربن لاتخاذ خطوات حازمة للحد من انتشار العنصرية والمشاعر المعادية لليهود في صفوفه، وكان آخر حلقاتها تهديد شامي شاكرابارتي، وهي من قيادات الحزب، بالاستقالة ما لم يتم طرد ليفنغستون.

وقال جيريمي كوربن في تعليقه على استقالة زميله، إن "استقالة كين ليفنغستون محزنة بعد مساهمته الطويلة والهامة للندن والسياسات التقدمية، ولكنها الأمر الصواب".

 

 

 

 

المساهمون