لم يكن من باب الصدفة أن يسارع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إعلان تأييده الكامل للشروط الاثني عشر التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الإثنين، على إيران.
وقال نتنياهو، فور إعلان الاستراتيجية الأميركية الجديدة: "إننا نؤمن بأن هذه السياسة الوحيدة الصحيحة التي من شأنها أن تضمن الأمن في المنطقة، ونحن ندعو كل الدول للعمل وفق السياسة الأميركية، لأن إيران دولة عدوانية".
وتبين الشروط الأميركية عملياً اعتماد المطالب الإسرائيلية التي كان يدعو إليها نتنياهو قبل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وأن تكون هي مقاييس وأسس الاتفاق النووي مع طهران عام 2015.
وفي السياق، أشار محلّل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إلى أنّ الشروط التي أعلنها بومبيو هي "قائمة أحلام نتنياهو"، موضحاً أنّها "تحوي كل الأسس التي طالب نتنياهو بتوفرها قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015، وبعد توقيع الاتفاق، وتربط هذه الشروط بين المشروع النووي لإيران ومشروعها الصاروخي وتمويل الإرهاب وهز أركان أنظمة في المنطقة".
وبحسب ميلمان، فإنه يتضح أن الولايات المتحدة "لا تعتزم تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وإنما وضع اتفاق جديد لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى الأبد".
ووفقاً للمحلل الإسرائيلي، فإنّ "الولايات المتحدة تطالب طهران بوقف إنتاج الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، ووقف تمويل الإرهاب لمنظمات مثل حزب الله، ووقف توسعها في أنحاء الشرق الأوسط، ووقف تدخلها في النزاعات المحلية الداخلية، كما في اليمن وبطبيعة الحال الانسحاب من سورية".
وبحسب تقديرات ميلمان، فإن شرط ومطلب الانسحاب من سورية هو المطلب الوحيد الذي يمكن تحقيقه بفرص عالية أكثر من أي شرط آخر، لأن روسيا دعت هي الأخرى لانسحاب القوات الإيرانية من هناك، وهو (أي سورية) الموقع الوحيد الذي يوجد فيه اتفاق وتوافق مبدئي وليس بالضرورة عملياتي بين القوتين العظميين (روسيا، والولايات المتحدة الأميركية).
ويرى أن هذا "المطلب يتماشى جيداً مع التغيير الحاصل في التوجه الروسي، إذ يبدي الكرملين إصغاء أكبر ومتزايدا بشكل متواصل لمطلب إسرائيل بانسحاب إيران من سورية، وهي أنباء جيدة لإسرائيل".
من جهة ثانية، يرى المحلل الإسرائيلي أن تصريحات بومبيو بشأن التعاون مع الدول الحليفة للولايات المتحدة في أوروبا "لا تتعدى كونها من معسول الكلام"، مضيفاً "يكفي مطالعة تغريدة رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لإدراك حجم الهوة بين الطرفين، وهي غير مرتبطة بالضرورة بالملف الإيراني، بل تعكس حقيقة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر نفسه شرطي العالم، ولا يضع اعتباراً لأي كان ولا حتى للحلفاء التقليديين لبلاده".
مع ذلك، يخلص ميلمان إلى القول "إن الشروط الأميركية هي آمال أكثر منها استراتيجية مبلورة، فإيران دولة جربت معنى المعاناة، وهي دولة ذات كبرياء قومي صمدت بتصميم ثماني سنوات من الحرب مع العراق، وست سنوات من العقوبات الدولية الصارمة بسبب مشروعها النووي، وبالتالي فإنها لن تسارع للخضوع لإملاءات إنذار إدارة ترامب".