العراق: ألفا متهم بالإرهاب في الأنبار دون أدلة

08 مارس 2018
المعتقلون يجبرون على اعترافات غير صحيحة (جيم لوبيز/فرانس برس)
+ الخط -


على الرغم من إعلان العراق النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي العام الماضي، بتحرير جميع المدن والمناطق من سيطرته، إلا أن السجون ما تزال مكتظة بالمعتقلين الذين زج بهم بتهم الإرهاب دون أدلة، إذ يوجد في محافظة الأنبار وحدها 2500 متهم بالإرهاب، أحيل ملف 500 منهم فقط إلى القضاء.

وبحسب ضابط في شرطة الأنبار، فإن العمليات العسكرية لتحرير المدن من سيطرة تنظيم "داعش"، التي جرت في مدن مهمة كالرمادي (مركز المحافظة) والفلوجة والكرمة والصقلاوية وهيت وراوة وعانة، ومناطق أخرى، تسببت باعتقال نحو 2500 متهم بالإرهاب، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "500 منهم أحيلت ملفاتهم إلى القضاء، الذي سيحكم على بعضهم ويفرج عن البعض الآخر في حال عدم ثبوت الأدلة".

وأضاف الضابط: "كما أن هناك ألفي متهم بالإرهاب لا توجد ضدهم أية أدلة، لكن أوراقهم معطلة بسبب اختلاف المرجعيات الأمنية في الأنبار، التي تسببت بتأخر عرضهم على القضاء"، موضحا أن الأجهزة القضائية في الأنبار "لا يمكن أن تتدخل إلا إذا عرضت عليها قضايا المتهمين".

إلى ذلك، قال المحامي سعيد العلواني إن "مئات الأشخاص يقبعون في سجون محافظة الأنبار من دون وجود أدلة على ارتكابهم أية جريمة"، متهما، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، بعض ضباط التحقيق باستخدام وسائل شتى للحصول على اعترافات المتهمين، من ضمنها الضرب.

وأضاف العلواني أن "وجود سجناء لم يرتكبوا جرائم لا يعني الطعن بنزاهة القضاء، لأن أغلب المعتقلين يجبرون على الإدلاء باعترافات غير صحيحة أمام ضباط التحقيق"، لافتا إلى وجود أدلة تشير إلى "خروج عدد غير قليل من إرهابيي تنظيم "داعش" من السجون مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة".

وأكد الزعيم القبلي فاضل العيساوي ما صرّح به المحامي العلواني، إذ أشار، من جهته، إلى وجود تواطؤ مع قبل بعض مسؤولي وضباط محافظة الأنبار تسبب بخروج عدد كبير من المطلوبين من السجون، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الأمر يشكل خطورة على المناطق المحررة".


وتابع العيساوي: "ما يؤسف له هو وجود عشرات الأبرياء في السجون من دون أدلة، في الوقت الذي يطلق فيه سراح الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم وهم يقاتلون ضمن صفوف تنظيم "داعش""، مطالبا السلطات التنفيذية والقضائية بـ"حسم ملفات المتهمين الذين لم يحالوا إلى القضاء على الرغم من دخولهم السجن منذ أشهر عدة".

يأتي ذلك في وقت تتوالى أحكام الإعدام التي تصدرها المحاكم العراقية، وآخرها حكم الإعدام شنقا حتى الموت الذي أصدرته المحكمة الجنائية العليا في العراق الخميس بحق شقيقة الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" في العراق الإرهابي، أبو عمر البغدادي، التي تنتمي للتنظيم المتطرف، بحسب المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، عبد الستار بيرقدار، الذي أكد، في وقت سابق اليوم الخميس، أن "المتهمة اعترفت بانتمائها للتنظيمات الإرهابية، وتقديم الدعم اللوجستي، ومساعدة الإرهابيين أثناء قيامهم بأعمالهم الإجرامية"، على حد قول البيرقدار.