يبدو مشهد الحرب التركية ضد الوحدات الكردية على حدودها متجهاً إلى تبدلات مهمة، مع بروز معطيات جديدة أمس الخميس، أولها تحديد تركيا موعد انتهاء عملية "غصن الزيتون" لطرد الوحدات الكردية من عفرين السورية بحلول شهر مايو/أيار المقبل، بالتوازي مع الكشف عن التحضير لعملية تركية عراقية مشتركة ضد المسلحين الأكراد شمال العراق، وذلك في ظل تحقيق عملية عفرين تقدماً مهماً تمثل بالسيطرة على بلدة جنديرس الاستراتيجية.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أمس، أن عملية عفرين في شمال سورية ستُستكمل بحلول مايو/أيار. ونقلت قناة "سي. إن. إن ترك" عن جاووش أوغلو، قوله للصحافيين على متن طائرة في طريقه من ألمانيا إلى النمسا، إن أنقرة ستُجري عملية مشتركة مع الحكومة العراقية ضد المسلحين الأكراد في شمال العراق، مضيفاً أن العملية التي ستجري عبر الحدود مع العراق قد تبدأ بعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في مايو/أيار، في إشارة إلى أن القوات التركية قد تتحرك إلى شمال العراق بعد العملية الحالية في عفرين.
بالتوازي مع ذلك، كان الجيشان التركي والسوري الحر يحققان تقدّماً من شأنه تغيير المعادلات العسكرية في عفرين، حيث يندلع صراع منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي لطرد الوحدات الكردية من المنطقة، إذ سيطر الجيشان أمس الخميس على مدينة جنديرس جنوب غربي عفرين والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد مدينة عفرين لجهة الأهمية الاستراتيجية.
وأعلنت قوات الجيش الحر في عملية "غصن الزيتون" أنها سيطرت بشكل كامل على مركز جنديرس، مشيرة في تغريدة لها عبر "تويتر" إلى أن جنديرس "باتت خامس ناحية في عفرين خالية من الإرهاب بعد دحر المليشيات الإرهابية". كما أكدت وكالة "الأناضول" سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر على مركز جنديرس، مشيرة إلى أن "تحرير جنديرس جاء بعد السيطرة على عدة قرى محيطة بها، وتلة استراتيجية تطل على البلدة". وسبق للقوات المسلحة التركية والجيش الحر أن سيطرا على بلدات بلبل وراجو وشيخ حديد وشران، وبالسيطرة على جنديرس لم يتبق سوى بلدة واحدة تابعة لمدينة عفرين في يد الوحدات الكردية وهي معبطلي، وفق "الأناضول"، التي أشارت إلى أن "عدد النقاط التي تم تحريرها في عفرين وصل إلى 157 نقطة موزعة على 5 بلدات، و122 قرية، و30 نقطة حساسة".
من جهته، قال القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب سعد أبو الحزم، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع ممتاز في كل المحاور"، مضيفاً: "التقدّم يسير وفق الخطة المرسومة لعملية غصن الزيتون، بل أفضل". وأشار أبو الحزم إلى أنه "يتم أحياناً أخذ استراحة على أحد المحاور للتجهيز والتحضير للعمل المقبل"، مضيفاً: "هناك حرص كبير منا على عدم إيذاء أي مدني جراء الأعمال القتالية، بعكس الأعمال القتالية الذي يقوم بها الروس والتحالف الدولي وراح ضحيتها آلاف المدنيين".
وأوضح أبو الحزم أن معركة بلدة راجو "كانت من أهم معارك عملية غصن الزيتون"، مضيفاً: "لم نتوقع هذا الانهيار الكبير في صفوف الوحدات الانفصالية. كنا نظن أن المعركة ستأخذ أياماً عدة، ولكن في ساعات قليلة تم تحريرها". وأشار إلى أن عناصر الوحدات الكردية "منهارون معنوياً بشكل تام، وهم يعتمدون على تفخيخ البيوت المدنية مثل تنظيم داعش". وعن الخطوة المقبلة بعد السيطرة على بلدة جنديرس، أكد أبو الحزم أن قوات عملية "غصن الزيتون" ستُطبق الحصار على مدينة عفرين بشكل كامل حتى تحريرها من الأحزاب الانفصالية الإرهابية"، مشيراً إلى أن العملية لن تنتهي عند عفرين "بل سنتجه نحو مدينتي تل رفعت ومنبج". وتسيطر الوحدات الكردية على تل رفعت ومنبج الواقعتين غربي نهر الفرات، وجانب كبير من ريفهما، شمال وشمال شرقي حلب. وهما مدينتان أغلب سكانهما من العرب السوريين، تطالب المعارضة بانسحاب الوحدات الكردية منهما، في ظل أنباء عن نية الوحدات الكردية تسليمهما لقوات النظام في حال انهيارها في منطقة عفرين، لقطع الطريق أمام قوات الجيش الحر.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أن قوات بلاده تستعد خلال الشهر الحالي لاستخدام راجمة صواريخ جديدة مطورة بقدرات محلية خالصة، ضد أهداف الوحدات الكردية في إطار عملية "غصن الزيتون" في عفرين. وفي تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، أمس الخميس، أوضح جانيكلي أن القذيفة الجديدة، ذات عيار 122 ملم، جرى تطويرها من قبل مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية.
في السياق، قالت قيادة الأركان التركية إن عدد من "تم تحييدهم" من عناصر الوحدات الكردية منذ بداية عملية "غصن الزيتون" بلغ 3055 عنصراً. وعرض الجيش الحر أمس مقاطع مصورة تظهر نزع مقاتليه رايات حزب "الاتحاد الديمقراطي" من المناطق التي سيطر عليها هذا الجيش إضافة إلى نزع صور زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان، المنتشرة في أماكن سيطرة الوحدات الكردية.
وفي ظل الاشتباكات التي لم تهدأ منذ العشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، تشهد منطقة عفرين أزمة إنسانية متصاعدة، إذ أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المنطقة شهدت حركة نزوح من مناطق الاشتباكات إلى مدينة عفرين التي باتت مكتظة بالسكان. وكشفت المصادر أن الوحدات الكردية تعرقل خروج المدنيين من منطقة عفرين باتجاه مناطق النظام في حلب أو بلدتي نبل والزهراء، مشيرة إلى أن تلك الوحدات استغلت الوضع وبدأت بتقاضي أجور خيالية مقابل السماح للعائلات التي تسكن في منطقة عفرين بالذهاب إلى مدينة حلب مقابل 600 ألف ليرة سورية (ما يعادل 1200 دولار أميركي) عن كل شخص، لافتة إلى أن عائلات نزحت من عفرين إلى بلدتي نبّل والزهراء شمال حلب بعد اضطرارها لدفع مبالغ وصلت إلى أكثر من مليوني ليرة سورية لعائلة تتألف من أربعة أفراد. وأكدت العديد من العائلات أنها اضطرت لبيع كل ممتلكاتها مقابل تأمين منطقة آمنة لأبنائها الذين تحاول الوحدات الكردية إما استخدامهم كدروع بشرية أو تقاضي مبالغ خيالية منهم مقابل السماح لهم بالخروج.
بالتوازي مع ذلك، كان الجيشان التركي والسوري الحر يحققان تقدّماً من شأنه تغيير المعادلات العسكرية في عفرين، حيث يندلع صراع منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي لطرد الوحدات الكردية من المنطقة، إذ سيطر الجيشان أمس الخميس على مدينة جنديرس جنوب غربي عفرين والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد مدينة عفرين لجهة الأهمية الاستراتيجية.
وأعلنت قوات الجيش الحر في عملية "غصن الزيتون" أنها سيطرت بشكل كامل على مركز جنديرس، مشيرة في تغريدة لها عبر "تويتر" إلى أن جنديرس "باتت خامس ناحية في عفرين خالية من الإرهاب بعد دحر المليشيات الإرهابية". كما أكدت وكالة "الأناضول" سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر على مركز جنديرس، مشيرة إلى أن "تحرير جنديرس جاء بعد السيطرة على عدة قرى محيطة بها، وتلة استراتيجية تطل على البلدة". وسبق للقوات المسلحة التركية والجيش الحر أن سيطرا على بلدات بلبل وراجو وشيخ حديد وشران، وبالسيطرة على جنديرس لم يتبق سوى بلدة واحدة تابعة لمدينة عفرين في يد الوحدات الكردية وهي معبطلي، وفق "الأناضول"، التي أشارت إلى أن "عدد النقاط التي تم تحريرها في عفرين وصل إلى 157 نقطة موزعة على 5 بلدات، و122 قرية، و30 نقطة حساسة".
من جهته، قال القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب سعد أبو الحزم، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع ممتاز في كل المحاور"، مضيفاً: "التقدّم يسير وفق الخطة المرسومة لعملية غصن الزيتون، بل أفضل". وأشار أبو الحزم إلى أنه "يتم أحياناً أخذ استراحة على أحد المحاور للتجهيز والتحضير للعمل المقبل"، مضيفاً: "هناك حرص كبير منا على عدم إيذاء أي مدني جراء الأعمال القتالية، بعكس الأعمال القتالية الذي يقوم بها الروس والتحالف الدولي وراح ضحيتها آلاف المدنيين".
وأوضح أبو الحزم أن معركة بلدة راجو "كانت من أهم معارك عملية غصن الزيتون"، مضيفاً: "لم نتوقع هذا الانهيار الكبير في صفوف الوحدات الانفصالية. كنا نظن أن المعركة ستأخذ أياماً عدة، ولكن في ساعات قليلة تم تحريرها". وأشار إلى أن عناصر الوحدات الكردية "منهارون معنوياً بشكل تام، وهم يعتمدون على تفخيخ البيوت المدنية مثل تنظيم داعش". وعن الخطوة المقبلة بعد السيطرة على بلدة جنديرس، أكد أبو الحزم أن قوات عملية "غصن الزيتون" ستُطبق الحصار على مدينة عفرين بشكل كامل حتى تحريرها من الأحزاب الانفصالية الإرهابية"، مشيراً إلى أن العملية لن تنتهي عند عفرين "بل سنتجه نحو مدينتي تل رفعت ومنبج". وتسيطر الوحدات الكردية على تل رفعت ومنبج الواقعتين غربي نهر الفرات، وجانب كبير من ريفهما، شمال وشمال شرقي حلب. وهما مدينتان أغلب سكانهما من العرب السوريين، تطالب المعارضة بانسحاب الوحدات الكردية منهما، في ظل أنباء عن نية الوحدات الكردية تسليمهما لقوات النظام في حال انهيارها في منطقة عفرين، لقطع الطريق أمام قوات الجيش الحر.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، أن قوات بلاده تستعد خلال الشهر الحالي لاستخدام راجمة صواريخ جديدة مطورة بقدرات محلية خالصة، ضد أهداف الوحدات الكردية في إطار عملية "غصن الزيتون" في عفرين. وفي تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، أمس الخميس، أوضح جانيكلي أن القذيفة الجديدة، ذات عيار 122 ملم، جرى تطويرها من قبل مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية.
في السياق، قالت قيادة الأركان التركية إن عدد من "تم تحييدهم" من عناصر الوحدات الكردية منذ بداية عملية "غصن الزيتون" بلغ 3055 عنصراً. وعرض الجيش الحر أمس مقاطع مصورة تظهر نزع مقاتليه رايات حزب "الاتحاد الديمقراطي" من المناطق التي سيطر عليها هذا الجيش إضافة إلى نزع صور زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان، المنتشرة في أماكن سيطرة الوحدات الكردية.