إسرائيل تعترف رسمياً بقصف مفاعل نووي سوري عام 2007

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
21 مارس 2018
070DB756-CD3C-44C3-8DC5-BE910C9B30CE
+ الخط -
سمحت الرقابة العسكرية، صباح اليوم الأربعاء، النشر رسمياً، أنّ إسرائيل قامت في 6 سبتمبر/أيلول 2007، بقصف مفاعل نووي في دير الزور شمال شرقي سورية، في عملية أطلق عليها اسم "خارج الصندوق".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد اتضح أنّ 8 طائرات مقاتلة شاركت في العملية، وأنّ التدريبات على العملية استمرت ستة أشهر، رافقتها مداولات ونقاشات بين رئيس الحكومة، آنذاك، إيهود أولمرت، وبين وزير الأمن إيهود باراك الذي سعى إلى تأخير موعد العملية.

ووفقاً لما أوردته الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، فقد كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنّ الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل، في حال جاء رد سوري على العملية.

وجاء إعلان اليوم بشأن العملية، بعد إنهاء أمر رقابي عسكري استمر لأكثر من عشر سنوات، كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدّث بشأن العملية.



أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل

وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد استمرّ الاستعداد لعملية "خارج الصندوق"، ستة أشهر، بعد أن اكتشف الموساد، بشكل مفاجئ، حقيقة بناء المفاعل السوري، بعد سنوات من "الفشل" في عدم معرفة النشاط السوري لبناء المفاعل على مر سنوات، وهو ما وصفته صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، بأنّه كان أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.

وأعلن باراك، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، أنّه كان انضم للحكومة وزيراً للأمن قبل شهرين من موعد العملية، خلفاً لوزير الأمن السابق عمير بيرتس، الذي استقال من منصبه، بعد فشل العدوان على لبنان عام 2006.

وأقرّ باراك، بأنّ الموساد اكتشف أمر المفاعل السوري فجأة، خلال نشاط استخباراتي في سورية.

وأضاف، أنّه وجد القيادة الأمنية والسياسية في حالة ذعر، مشيراً إلى أنّها كانت على عجلة من أمرها خوفاً من بدء تفعيل المفاعل السوري، لافتاً إلى أنّه أصرّ على تأجيل موعد العملية، شهرين على الأقل، لإدخال تحسينات على خطط قصف المفاعل السوري.

وأوضح باراك، أنّه تم اتخاذ قرار بتنفيذ العملية بشكل متواضع دون ضجيج كبير، وذلك لتمكين رئيس النظام السوري بشار الأسد من الاختباء وراء ما يسمى بهامش الإنكار، إذ حرصت الحكومة الإسرائيلية على تجنّب إهانة كبيرة للأسد، وذلك لتفادي رد عسكري سوري مكثف، بدلاً من احتواء العملية.


وفي السياق، أقرّت تسيبي ليفني التي شغلت منصب وزيرة الخارجية، آنذاك، بأنّ إسرائيل كانت أبلغت الولايات المتحدة، بعزمها قصف المفاعل السوري، وأنّ الأخيرة لم تعارض العملية الإسرائيلية، مضيفة أنّ تقديرات أشارت إلى احتمال تدهور الوضع إلى حالة حرب مع سورية، لكن كان هناك تقدير أيضاً، بأنّ الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل، في حال رد عسكري سوري واسع النطاق.

وأوضحت ليفني أنّه، إلى جانب العمل الاستخباراتي، كانت إسرائيل استعدّت سياسياً ودبلوماسياً، بإعداد ملف واضح مع كل التفاصيل والأدلة على وجود مفاعل نووي سوري، تم إيداع تفاصيلها لدى الملحقين العسكريين الإسرائيليين في السفارات الأجنبية، لضمان تأييد دولي وتفهّم للضربة الإسرائيلية.

وكشفت ليفني، أنّ إسرائيل قرّرت اعتماد السرية المطلقة بشأن معرفة إسرائيل حول وجود المفاعل النووي في دير الزور، وعدم التلويح بهذه المعلومات، خوفاً من أن تستعدّ سورية لمواجهة عملية إسرائيلية محتملة، لا سيما أنّ قلائل في سورية نفسها، كانوا على علم بوجود مفاعل نووي فيها.

وألمحت ليفني إلى أنّ دولاً قريبة من إسرائيل، أُبلغت بأمر العملية بعد تنفيذها بفترة، من دون أن توضح ما هي هذه الدول.


وكشفت الصحف الإسرائيلية، أنّ المقاتلات الإسرائيلية، تحركت ليلة السادس من سبتمبر/أيلول ، باتجاه البحر المتوسط شمالاً، ومن ثم اتجهت عند الحدود التركية نحو العمق السوري، وقامت بضرب المفاعل وإبادته.

وحرصت إسرائيل على الصمت التام بشأن العملية، لكن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وبعد فترة وجيزة، كشف الدور الإسرائيلي من خلال مباهاته بالعملية، ومحاولة توجيه التهنئة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، آنذاك، إيهود أولمرت، وهو ما أصاب الحكومة الإسرائيلية بالصدمة، وفقاً لما يذكره أيضاً الصحافي الإسرائيلي بين كاسبيت، في كتابه الذي صدر قبل أسابيع عن سيرة حياة نتنياهو.




ذات صلة

الصورة
الهدهد - حزب الله قاعدة رامات دافيد الجوية 23 7 2024 (لقطة شاشة)

سياسة

نشر الإعلام الحربي في حزب الله اليوم الأربعاء مشاهد جديدة صورتها طائرته المسيرة "الهدهد"، وتظهر قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية بكامل تفاصيلها.
الصورة
صورة متداولة للشاب الفلسطيني محمد بهار ضحية هجوم الكلب الإسرائيلي (إكس)

مجتمع

أمام أعين والدته وإخوته، تعرض الشاب الفلسطيني محمد بهار (24 عاما)، المصاب بمتلازمة داون، لهجوم وحشي من كلب إسرائيلي بوليسي خلال اجتياح الجيش لحي الشجاعية.
الصورة
مجموعة من الحريديم يحتجون في القدس المحتلة على قرار تجنيدهم بالجيش، 30 يونيو 2024 (الأناضول)

سياسة

دعا زعيم تيار اليهود الحريديم الليتوانيين في دولة الاحتلال الحاخام لاندو، طلاب المدارس الدينية الحريدية، إلى عدم المثول في مكاتب التجنيد للجيش الإسرائيلي.
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.