استشهاد فلسطيني اعتدت عليه قوات الاحتلال خلال اعتقاله

22 فبراير 2018
جنود الاحتلال يعتدون على شاب فلسطيني(صالح زكي فازليوغلو/الأناضول)
+ الخط -
استُشهد شاب فلسطيني، صباح اليوم الخميس، عقب ساعات من اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، إذ اعتدت عليه بالضرب المبرح وبشكل وحشي خلال اعتقاله.

وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في أريحا، عيد براهمة، لـ"العربي الجديد"، إننا "أبلغنا باستشهاد الشاب ياسين عمر سليمان السراديح (36 عاماً)، صباح اليوم، بعد ساعات من اعتقاله، خلال مواجهات اندلعت في مدينة أريحا بين شبان من المدينة وقوات الاحتلال".

وأوضح براهمة أن قوات الاحتلال، وبحسب شهود عيان، "اعتدت بالضرب بشكل وحشي على الشاب السراديح، خلال اعتقاله، ومن ثم قامت بنقله إلى مكان آخر، ونتيجة الضرب المبرح وإصابته بالاختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال تلك المواجهات، أصيب الشاب بتشنجات واختناقات، أدت إلى استشهاده".

من جهته، ذكر محمد السراديح، عم الشهيد ياسين، لـ"العربي الجديد"، أن "كاميرات المراقبة في المكان الذي اعتدت فيه قوات الاحتلال على الشهيد بالضرب، أظهرت قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار من مسافة قريبة باتجاهه، وليس كما يدّعي الاحتلال أنه استشهد نتيجه تعرّضه لاستنشاق الغاز خلال اعتقاله".


بدوره، حمّل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في تصريح، الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشاب السراديح، مؤكداً أنه "جريمة وإعدام وقتل متعمد ارتكبه جنود الاحتلال بحق الشاب السراديح، وهذا يعبر عن وحشية وإرهاب هؤلاء الجنود، الذين يتلقون أوامرهم مباشرة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة، وهي تضاف إلى الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والأسرى، على وجه الخصوص".

وأكد قراقع أنه بعد تسلّم جثمان الشهيد ياسين من الاحتلال، سيتم إخضاعه للتشريح، بعد التنسيق مع عائلته واستئذانها، للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، ولكشف حجم الجريمة التي ارتكبت بحقه على أيدي جنود الاحتلال.

وفيما لاتزال قوات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد إلى غاية الآن، أشار "نادي الأسير" الفلسطيني إلى أنّ الاحتلال أبلغ محافظة أريحا بموافقته على مشاركة طبيب فلسطيني في عملية التّشريح.

وأكد "نادي الأسير"، في بيان مقتضب، أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت عائلة المعتقل السراديح باستشهاده بعد اعتقاله فجر اليوم، كما أكّدت عائلة المعتقل السراديح أنه تعرّض للضّرب خلال عملية اعتقال جنود الاحتلال له، وأنّه لم يكن يعاني من أي أمراض".

ووفق نادي الأسير، فإن عدد الشهداء الأسرى ارتفع إلى 213، (75) نتيجة القتل العمد، و(7) معتقلين استشهدوا داخل السجون والمعتقلات نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، و(59) نتيجة الإهمال الطبي، و(72) نتيجة التعذيب.


ودهمت قوات الاحتلال، في الساعة الثانية فجراً (بالتوقيت المحلي)، إحدى الشقق السكنية وسط مدينة أريحا، وقامت بتفتيشها، وخلال ذلك اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، وقامت تلك القوات باعتقال الشاب السراديح.


من جهتها، نعت الحكومة الفلسطينية، في بيان، الشهيد السراديح، وحمّلت، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، يوسف المحمود، حكومة الاحتلال، المسؤولية عن استشهاده.

وقال المحمود، إن "قوات الاحتلال ارتكبت جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمها ضد أبناء شعبنا وأهلنا في بلادنا وعلى أرض وطننا المحتل".

وشدد المتحدث الرسمي على أن قوات الاحتلال ما كانت تجرؤ وتصرّ على الاستمرار في ارتكاب جرائمها لولا الصمت المطبق وغياب محاسبتها من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ذات الصلة.

وجدد المحمود دعوة الحكومة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من ظلم الاحتلال. كما جدد المطالبة بتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني، إثر الفظائع التي يتعرض لها على أيدي الاحتلال.

حملة اعتقالات جديدة

نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، حملة اعتقالات طاولت عدداً من الشبان الفلسطينيين، خلال اقتحامها قرى وبلدات في الضفة الغربية المحتلة.

وفي مدينة جنين شمال الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الشبان معاذ عبد الله الفايد ونعيم جمال زبيدي ويحيى جمال عنتير، وخليل محمد الهندي، بعد أن اقتحمت منازل عائلاتهم وفتشتها بشكل دقيق.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم جنين، ودهمت عدداً من المنازل، واعتقلت الشبان الثلاثة، فيما اعتدت على الشاب أنطوان الزبيدي بالضرب المبرح أثناء الاقتحام.

في السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين خليل وثائر محمد حكيم، وعاطف سعيد القاضي ويوسف محمد القيسي، خلال اقتحامها قرية دير استيا شمال غرب مدينة سلفيت شمال الضفة المحتلة.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين وبلدة عنبتا شرقي مدينة طولكرم، وداهمت عددا من منازل الأهالي، حيث اعتقلت من مخيم نور شمس الشبان هلال بلواني ومجدي عليان وأحمد أبو رعد.

ومن بلدة عنبتا، اعتقلت الشاب محمود الفحماوي، عقب مداهمة المنزل وتفتيشه بشكل دقيق وتخريب محتويات المنزل، بينما ادعت قوات الاحتلال عثورها على سلاح في مخيم نور شمس.


وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب وجيه زهير عواد، بعد مداهمة منزل عائلته في شارع الجبل وسط المدينة، بينما اعتقلت شاباً آخر من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، واعتدت عليه بالضرب المبرح.

كذلك، اعتقل جيش الاحتلال الشقيقين وسام ومحمد أحمد المكحل من داخل منزلهما في بلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، بينما اعتقلت الشاب لؤي سامي الرجبي أثناء تواجده في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

المساهمون