السيسي يهاجم الإعلام موالاة للسعودية: دوره سلبي بقضية خاشقجي

06 نوفمبر 2018
السيسي يدافع عن السعودية بقضية خاشقجي (ريندان سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

شن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هجوماً على وسائل الإعلام متهماً إياها بلعب "دور سلبي في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي"، مشكلاً، في الوقت ذاته، رأس حربة للدفاع عن المملكة قائلاً "السعودية دولة كبيرة، ولا أحد يستطيع هز استقرارها. ومصر تدعمها للحفاظ على أمنها واستقرارها".

واستطرد السيسي قائلاً، في لقاء جمعه بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، اليوم الثلاثاء، على هامش منتدى شباب العالم المنعقد في مدينة شرم الشيخ: "نحن بحاجة للتوقف، وانتظار إعلان الجهات المسؤولة والقضائية نتيجة التحقيقات حول قضية خاشقجي".

وشدد السيسي على أن بلاده تقف إلى جوار دول الخليج في مواجهة أي تحديات، قائلاً: "إذا تعرض أمن الخليج للتهديد المباشر سنتحرك لمؤازرة أشقائنا. وشعب مصر، قبل قياداته، لن يقبل بأي تهديد للخليج، وستتحرك قواته لحماية الأشقاء في الخليج".


وقال في المقابل، إن "مصر مع استقرار دول المنطقة، بما فيها دولة قطر، لعدم ضياع دول أخرى بالمنطقة"، حسب تعبيره.

واستهل السيسي كلامه عن مصر قائلاً إن "إرادة الشعب المصري في عامي 2011 (ثورة يناير/كانون الثاني) و2013 (انقلاب يوليو/تموز) كانت مطلقة، ولم يستطيع أحد فرض أي وصاية عليها بالقوة".

وأضاف: "لدينا تجربة في مصر، وكنا على المحك، ولكن الله حفظ بلادنا. وهناك مشكلات ستواجه إعادة إعمار الدول التي توجد بها أزمات في المنطقة، وعلى وجه التحديد في كل من سورية واليمن وليبيا"، في إشارة منه إلى الدمار الذي لحق بتلك الدول.

وفي الشأن الليبي، قال "لا يمكن القبول بأي دور للمليشيات المسلحة في دول النزاعات، أو في كفالة الأمن بالمنطقة العربية"، مؤكداً دعم بلاده للجيش الليبي المخول بحفظ الأمن والنظام، "لأن استمرار الوضع الحالي يجذب العناصر الإرهابية في سورية إلى المناطق الهشة، ويُهدد دول الجوار مع ليبيا ومنها مصر".

ودعا السيسي إلى "رفع الحظر، ولو جزئياً، عن تسليح الجيش الليبي بدعوى تعزيز قدراته"، معتبراً أن "استمرار الأزمة في سورية وليبيا، وغيرها من دول المنطقة، قد يصعب من إيجاد حلول لها، لانخراط أطراف كثيرة في الصراع ذات اتجاهات معنية.

وطالب السيسي الشعوب العربية بالحفاظ على دولها واستقرارها، بالقول: "لا يمكن لأية دولة أن تعطي مصيرها للمجهول".



سد النهضة

وعن أزمة سد النهضة، قال إن "إثيوبيا تشهد مع قياداتها الجديدة تغييرات إيجابية، من خلال الاتفاق مع الدول الأفريقية على دعم مشروعات التنمية"، مستطرداً "أرجو ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين، الذين يعتمدون بشكل كامل على مياه النيل. ونريد تحويل النوايا الحسنة لأديس بابا إلى اتفاقيات ملموسة، ومراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية، وذلك من منظور فني".

واستدرك السيسي قائلاً: "اللجان الفنية بين البلدين لم تصل بعد إلى اتفاق، ونحن نحتاج إلى ضمانة بألا يستخدم سد النهضة في أهداف سياسية".


صفقة القرن

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، نفى السيسي مجدداً علمه بأية معلومات أو تفاصيل عن "صفقة القرن" أو ما يتردد عنها في وسائل الإعلام.

وأضاف أن "مصر لديها ثوابت واضحة بخصوص القضية الفلسطينية، ومنها إقامة الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل".

وأشار كذلك إلى أهمية إعطاء الأمل للشعب الفلسطيني بعد فترة طويلة من عدم حل أزمته، واستعداد بلاده لدعم أي قوات عربية أو دولية لحفظ السلام في المنطقة.

وسبق للسيسي أن ذكر هذا المصطلح في اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض خلال شهر إبريل/نيسان من العام الماضي، قائلاً "إن موقفنا داعم وبشدة لكل الجهود التي ستبذل لإيجاد حل لقضية القرن". كما قال في مؤتمر الشباب يوم التاسع والعشرين من يوليو/تموز في العام الحالي: "تعبير صفقة القرن إعلامي أكثر منه سياسي، وموقف مصر واضح من قوانين الأمم المتحدة".

وقال السيسي رداً على المراسلين الأجانب: "لا نستطيع أن نفرض حلاً على الفلسطينيين هم لا يرغبون فيه، ونحن نساهم في التيسير والدفع باتجاه الوصول لحل القضية الفلسطينية".

وأضاف "موقف مصر ثابت بشأن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة بالتنسيق مع الفلسطينيين. كما ندفع في مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف".

العقوبات على إيران

وفي معرض رده حول العقوبات على إيران، قال السيسي: "عدم الاستقرار يؤثر علينا جميعاً، وأي دولة في منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من عدم استقرار تؤثر على الجميع. وعلى الآخرين احترام الأمن القومي العربي، وخاصة أمن الخليج".

دلالات
المساهمون